في امسية باتحاد الادباء والكتاب بالمكلا .. البحر في تراث حضرموت مصدر للبحث عن الرزق ونشر الحضارة ومبادئ الاسلام

> المكلا «الأيام» وليد محمود التميمي

>
الباحث محمد عوض محروس أثناء إلقاء محاضرته وإلى جواره د. عبدالقادر باعيسى
الباحث محمد عوض محروس أثناء إلقاء محاضرته وإلى جواره د. عبدالقادر باعيسى
البحر وعلاقته بأبناء حضرموت منذ قديم الأزل كان محور محاضرة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا الأسبوع الماضي والتي جاءت تحت عنوان: البحر في تراث حضرموت، ومن خلالها انبرى الأخ الباحث محمد عوض محروس لتسليط الضوء على جوهر هذه العلاقة التي تنامت مع مرور الزمن، فالبحر كان ومايزال أحد أهم مصادر الرزق والغذاء ومياه الشرب، ومن بخاره تتكون السحب ويشرب الإنسان ويرتوي الحيوان والزرع.. وعلى أمواجه العاتية تارة والهادئة تارة أخرى.. تواصل الحضارم مع الآخرين وسوقوا منتجاتهم وبضائعهم، وباتوا لفترة طويلة من الزمن ملاحي المحيط الهندي وتجاره، والدليل على ذلك شهادة ديفيد ووربيرتون مدير المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية السابق، الذي قال: «حضرموت منطقة صغيرة جدا في حوض المحيط الهندي، ليس لسكانها أية قيمة إحصائية، ومع ذلك يقر الجميع أن للحضارم إسهاماً كبيراً في تطور المحيط الهندي كما نعرفه اليوم، وهو إسهام لا يتناسب إطلاقا مع أعدادهم ومساحة أرضهم». ولم يكتف الحضارم بهذا الدور بل تعدوه إلى أن أصبحوا ناشرين للحضارة اليمنية طيلة العصور القديمة وبداية العصور الوسيطة، وحملة لرسالة الإسلام إلى كل الشعوب والأمم التي وصلوا إليها أو تاجورا معها، إلى أن أنهكتهم ضربات الغزاة والقراصنة البرتغاليين خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.

واستعرض الباحث صوراً من الأخطار التي تربصت بالملاحين الحضارم منها محاولة التصفية والخطف والقتل على يد البرتغاليين الذين اكتسحوا البحار بأساطيلهم المترصدة للسفن التجارية.. زارعين بذور الرعب والخوف في مياه المحيط الهندي وخليج عدن.. وفي هذا الوقت بالذات أنجبت حضرموت ملاحين عظاماً كان من أبرزهم الملاح الشيخ سلمان بن أحمد المهري الذي نشأ في بيئة بحرية كانت لها صلاتها التجارية مع مختلف سواحل وجزر المحيط الهندي منذ القدم، وقد ترك المهري عدة مؤلفات في فنون الملاحة البحرية. وأكد الباحث أن علاقة الحضارم بالبحر قديمة جدا حيث جاء لفظ (سنبوق) في النقوش الحضرمية كإحدى وسائل النقل البحري التي استخدمها قدماؤهم كمصطلح عام كان يطلق على السفن الشراعية التي كانت تنقل اللبان من جزيرة سقطرى ومن ظفار والمهرة ومختلف سواحل حضرموت إلى قناء مملكة حضرموت آنذاك.. ومازالت هذه التسمية تطلق على كل سفن الاصطياد السمكي المختلفة.

وقد اشتهر آل بن ربيد وآل بازياد وغيرهم من أهالي الديس الشرقية كصناع للسفن والقوارب الخشبية المختلفة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وكانت أهم صناعاتهم الساعية (أبو شنده)، التي استخدمها الملاحون الحضارم وغيرهم من أهل الساحل اليمني الجنوبي في النقل التحاري، والشنده هي الجدار الخلفي للساعية الذي ميزها عن غيرها من السفن، بالإضافة إلى العبري الذي كان يستخدم في النقل التجاري قبل تحويله إلى سفينة صيد.

جانب من الحضور يتقدمهم رئيس فرع الاتحاد ومدير مكتب التربية
جانب من الحضور يتقدمهم رئيس فرع الاتحاد ومدير مكتب التربية
وقد استشهد الباحث بسلسلة من القصائد الشعرية التي يرددها الحضارم أثناء خوضهم في غياهب البحر، لتحفزهم على الصمود في وجه التحديات والأخطار المحدقة بهم، وتجدد الأمل وترفض اليأس والقنوط من رحمة الله. مشيراًُ إلى أن البحر في وقتنا الحاضر بات ملاذا وملجأ للكثير من الشباب بمن فيهم حملة الشهادات الجامعية المختلفة الباحثون عن لقمة العيش ومصد رزق يؤمن لهم ولأسرهم حياة كريمة.

أدار الأمسية د. عبدالقادر باعيسى نائب رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا وحضرها د. سعيد الجريري رئيس الفرع ود. عوض حسين البكري مدير مكتب وزارة التربية والتعليم محافظة حضرموت وجمع من المثقفين والأدباء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى