القات .. حكم مؤبد

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> قضية (القات) التي برزت مؤخراً، والتي فجرت أزمة مشتعلة بين الاتحاد العام لكرة القدم وبين اللجنة الأولمبية اليمنية ، في من يتحمل المسؤولية في حالة تبيان أثر هذه المادة المنشطة على أحد لاعبينا في منافسات الألعاب الآسيوية، التي تستضيفها مدينة الدوحة القطرية في الأول من ديسمبر القادم، والتي يتبرأ منها كل طرف من هذه الأطراف عن تحمل المسؤولية، لكونهم يعرفون حق المعرفة بأن رياضيينا كغيرهم من أفراد المجتمع اليمني يتناولون هذا المنشط كعادة اجتماعية متأصلة منذ أمد بعيد، وبطريقة يومية والتي يجدون لها المبررات الدنيوية والشرعية لأجل تناولها.

محطمين كل الحواجز التي تحاول إبعادهم عن هذه الشجرة الخبيثة التي أثبتت الدراسات والأبحاث أنها ذات مردود سلبي صحياً واجتماعياً ونفسياً، إلا أن الجميع لا يريد أن يستمع، وأن لا يفسد أحد عليهم متعة تناول هذه الوريقات الخضراء إلى أن جاء جرس الإنذار القوي من قبل اللجنة المنظمة لأسياد آسيا والذي أصاب مسؤولينا بالذعر، وكل يرمي ببلوته على الآخر.

مشكلة تعاطي القات واعتباره مادة منشطة محظورة في المسابقات الرياضية جاء ليعطينا الفرصة الأخيرة لكي نفوق من غفوتنا، وأن لا نجعل أنفسنا أسرى لهذه النبتة الشيطانية، التي ربما في يوم ما، بل أكيد أننا سنكون في معزل عن العالم وسنصبح أضحوكة للجميع، لكون المجتمعات الأخرى حصنت رياضييها من الاقتراب من انواع هذه المنشطات.

التحذير الآسيوي جاء بطريقة (رب ضارة نافعة) لنهيئ أنفسنا ونبرمج مسابقاتنا ونبدأ بمحاربة القات رياضياً من خلال تنبيه الجميع واتخاذ الاجراءات القاسية بحق من يتعاطى هذه الأوراق الخضراء الضارة.

قد يكون الأمر فيه صعوبة كبيرة والمتمثلة في مختبرات الفحص التي تتواجد في دول شقيقة وصديقة، والتي تتطلب مبالغ كبيرة، غير أن الإرادة متى ما وجدت من قبل القيادة الرياضية فإن هذه المعضلة ستحل، غير أن مكمن الصعوبة هو في تقبل فئة الشباب والرياضيين لمثل ذلك، وهل سيقاومون الإغراءات التي يقدمها لهم المجتمع ليل نهار، والذي لا يريد ولا عنده الاستعداد لترك هذه النبتة المهلكة مهما كانت المخاطر عليه وفي جميع المجالات.

منع القات عن الرياضيين أمر يبدو مستحيلاً، وبالتالي فإن أمراً كهذا يحتاج إلى قرار سياسي، وإلى سن قوانين وتشريعات ، لا يريد أحد أن يبدأ بها لاعتبارات كثيرة لا تخفى عليكم.

وعليه فإن علينا من الآن مقاطعة كل الدورات الأولمبية والقارية وكل منافسة شريفة، وإيقاف كل البرامج المعدة لتأهيل الأبطال ، وأن ننعزل عن أنفسنا، ونرضى بالحكم المؤبد الذي أصدرناه بحق أنفسنا، وأن لا نحلم كالآخرين في تحقيق أي ميدالية ملونة تحفظ لنا كبرياءنا عند الآخرين، الذين يعدون العدة وفق رؤى واضحة بعيدة كل البعد عن أي عمل عشوائي أو مشبوه، يقتل الأمل والطموح في الجيل الشاب، الذي يحلم كأقرانه من دول الخليج العربي والمشرق والمغرب العربي في تحقيق إنجاز أولمبي أو آسيوي.. ودمتم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى