> نجم جديد ومشوار جديد من الزمن الكروي الجميل أقدمه على هذه الصفحة.. إنه الكابتن عزيز عبدالرحمن المدافع الذي تميز بين جيله بمواصفات خاصة فخاض مشواراً كروياً طويلاً زاخراً بالعطاء توج من خلاله لنفسه إسماً بارزاً.

التقيته واستمعت إليه وهو يتذكر ويسترجع مراحل من عمره الكروي الذي امتد لعشرين عاماً تقمص خلالها ألواناً عديدة فخرجت ببعض منها أضعها في السطور القادمة:

البداية باللون الأصفر
مع بداية السبعينات كان هناك موعد لبزوغ المدافع الكبير عزيز عبدالرحمن إلى الساحة الكروية.. هكذا تذكرها وهو يجلس أمامي ليعود إلى الوراء ثلاثة عقود من الزمن وقال:« إن اللون الأصفر كان لفريق الأحرار الذي يعد أول من دشنت معه علاقتي مع كرة القدم التي امتدت لعشرين عاماً مثلت خلالها أندية الأحرار والتلال والشرطة، والمنتخبات الوطنية في مشوار حافل وضعت من خلاله شكلاً خاصاً لادائي على المستطيل».

وتذكر عزيز المواجهة الكبرى له التي كانت من البدايات وقال:«جمعت هذه المواجهة فريقي الأحرار مع الشباب الرياضي، والذي كان يضم بين صفوفه عمالقة حقيقيين منهم غازي عوض، محمد شرف، إبراهيم صعيدي، نصر الصياد وعبادل .. كل تلك الأسماء وغيرها لا تسعفني الذاكرة لذكرها تجعلك بكل تأكيد تشعر بالرهبة وأنت تلعب أمامها ومازلت لاعباً بادئاً وسني صغير، إلا أنني كنت محظوظاً أيضاً بأن أتواجد في فريق كبير وهو الأحرار، ومع مجموعة من اللاعبين الذين يمتلكون المهارة ممن يساعدوك على إظهار ما عندك، مثل آدن يوسف، عبدالله مسعود،قائد نشطان، إبراهيم علي أحمد، وعباس غلام، وكل ذلك ساعدني وأعطاني دفعة معنوية لتسجيل ظهور جيد في هذه المباراة وتعريف الناس بلاعب قادم».

الإسماعيلي المصري بوابة النجومية
وهو يسرد الذكريات قال الكابتن عزيز عبدالرحمن إنه بعد أن خاض مجموعة من المباريات وبدأ اسمه يذكر ويكون له حضور في أذهان الناس كمدافع صلب، كانت هناك زيارة لفريق الإسماعيلي المصري الشهير صاحب السمعة العطرة لعدن والذي يلعب له نجوم متميزون في تلك الحقبة ورغم أنه ما يزال في بداية مشواره استدعي للعب ضد الفريق المصري الزائر مع فريق شباب التواهي.

هذه المباراة يرى عزيز أنها وضحت الصورة أكثر وكان لها دور في رسم معالم المرحلة القادمة في مشواره، فقد قدم عزيز في هذه المباراة عطاء ومردوداً كبيراً ضد خط هجوم الاسماعيلي المصري جعله موضع رصد للقائمين على الفريق المصري فكان هناك عرض له للعب للإسماعيلي لم يصل إلى نهايته لأسباب وظروف كانت حاضرة في تلك الفترة.

الاسكندرية والبداية الدولية
كما كانت مباراة الاسماعيلي المصري محطة هامة في مشواره كانت مصر أيضاً هي البداية للعب مع المنتخب، وذلك من خلال المنتخب المدرسي عام 75م مع الكابتن أنور غفوري، عبدالله هرر، عادل اسماعيل، محمد شرف، نور الدين، محمد السيد ، أبوبكر الماس، جميل سيف، عبدالله مسعود، وحسين جلاب، ثم كانت هناك أول مشاركة لي مع المنتخب الأول في تونس بكأس فلسطين، وكانت هذه المشاركة جيدة فقد هزمنا السعودية فيها، وقدمنا مستوى عالياً نال الاستحسان، فالمنتخب كان مرصعاً باللاعبين القادرين على الظهور بشكل أمثل، رغم فارق الإمكانيات وهو ماميز جيلنا عن كل الأجيال التي جاءت بعدنا، فتوالت بعد ذلك المشاركات الخارجية في كثير من البطولات وفي دول متعددة منها الكويت، العراق، تنزانيا، ليبيا ،لتصل في النهاية إلى أربعين مباراة دولية تقريباً.

اللعب بألوان أخرى
في ظل المستجدات التي دارت في الساحة الرياضية تم دمج الأندية وكان على عزيز أن يتكيف مع الأمور المستجدة، ويكون ضمن تشكيلة التلال التي ضمت الأحرار والأهلي واللعب في صفوفه وهي مرحلة لم تدم طويلاً حيث كان للظرف دور في مسيرة عزيز الذي وجد نفسه مضطراً للرحيل والخضوع لما هو موجود، والبحث عن الوظيفة التي كانت موجودة باتجاه فريق اتحاد الشرطة الرياضي الفريق الجديد الذي ظهر على الساحة، والمشارك في دوري المؤسسات، ومن ثم الدوري العام، فابتدأ عزيز مشواراً جديداً حافلاً مع الفريق الشرطاوي الذي ضم أيضاً صفوة من لاعبي الأندية الأخرى ليستمر في مشواره حتى نهايته مع الشرطة الذي كان حقق إنجازات، وكان رقماً صعباً في البطولات والمسابقات.

مباريات لا تنسى
في مشوار الكابتن عزيز عبدالرحمن مباريات عديدة وبألوان مختلفة، وهو يعتز كثيراً بمباراة خاضها مع المنتخب الوطني ضد منتخب الهند، حيث سجل فيها هدفاً ذا قيمة كبيرة، كونه كان سبباً للتأهل إلى دور الثمانية ومواجهة الكويت ثم الخسارة منها والخروج من البطولة كما أنه مازال يتذكر كل المباريات التي لعبها ضد الفرق القوية والكبيرة مثل الشباب الرياضي، الحسيني، الهلال، الواي، وشباب التواهي.

أهداف في الذاكرة
وحول الأهداف التي ما تزال في ذاكرته قال:«هناك هدفان سجلتهما وكانا بطريقة واحدة وهي بالرأس.. أولهما سجلته في مرمى الميناء والحارس طارق ربان.. والآخر سجلته في مرمى وحدة عدن».

خارج الذكريات
وأضاف الكابتن عزيز عبدالرحمن الفرس الأسمر:«وضع كرة القدم الحالي لم يعد كما كان فقد توفرت كل المتطلبات للاعب ولكن غابت المواهب الكروية بعد أن أصبحت المادة هي الغاية عند اللاعب، ففي عدن مثلاً كانت هناك أندية عديدة مما يعطي الفرصة لظهور لاعبين هنا وهناك، بينما اليوم هناك نادي وحيد فقط وهذا يجعل الفرصة للظهور تغيب عن الكثيرين، كما غابت روح وحب اللعب عند لاعبي اليوم وباختصار الأجيال السابقة لن تتكرر أبداً والشواهد حاضرة».

واستطرد قائلاً:«أنا بعيد حاليا عن الرياضة لأنه لا أحد يولينا أي اهتمام أو حتى يسأل عنا،وربما لا يعرف الذين هم موجودون في مراكز القرار في الأندية تاريخ النجوم السابقين الذين اعطوا الكثير للأندية وللوطن،وهذا هو الوضع للأسف الذي يصيبني أنا وأبناء جيلي بإحباط شديد».

مقتطفات تاريخية
> ناصر الماس ، إبراهيم علي أحمد، علي محسن مريسي شخصيات أحببتها في مشواري.

> الشهيد محمد الحبيشي لاعب تأثرت بأدائه وانا صغير(رحمة الله عليه).

> نجيب سعيد نعمان مهاجم نادر أن تجد مثله في هذه الأيام، فقد شاهدت له أهدافاً تمنيت تسجيلها.

> المدافع آدن يوسف أكثر لاعب زاملني.

> جلال زحيري من اللاعبين الذين جاءوا بعدي ورأيت فيه نفسي.

> ناصر الماس، علي محسن، أنور غفوري مدربون لهم بصمة في مشواري.

> علي نشطان، عدنان سبوع من أخطر المهاجمين الذين واجهتهم في الملعب.

> الهرر، الخلب ،والجلاب أكثر من زاملتهم في المنتخبات في خط الدفاع.

> آخر مشاركاتي كانت مع الشرطة في عام 90م في السعودية في بطولة كأس الأندية العربية.

> عبدالله الهرر هو المدافع الذي كان يعجبني أداؤه كثيراً في الملعب.

بطاقة النجم
> الاسم: عزيز عبدالرحمن النجار.

> مواليد:3/2/1953 بعدن.

> الوظيفة: وزارة الداخلية.

> الأندية التي لعب لها: الأحرار، التلال، الشرطة والمنتخبات.

> المباريات الدولية: 40 مباراة

> رقم الفانيلة: 5

> الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لأربع بنات.