«انهيار الجسر البريطاني بين أمريكا وأوروبا»

> لندن «الأيام» بي بي سي:

> وصلت شظايا الازمة العراقية الى ضفتي الاطلسي وبدا انها اصابت العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، بحسب صحيفة التايمز التي تنقل عن مسؤول امريكي قوله ان دور لندن التقليدي كجسر بين اوروبا وامريكا قد انهار.

وفي صحيفة الفايننشال تايمز الصادرة أمس الأول الخميس تقرير يشير الى ان الدول العربية "المعتدلة" مثل الاردن ومصر والسعودية تسعى الى الحؤول دون منح الولايات المتحدة دورا اكبر لايران وسوريا في حل الازمة العراقية.

تحت عنوان "انهيار جسر لندن"، قالت التايمز ان محللا في وزارة الخارجية الامريكية وصف محاولات بريطانيا للتأثير على السياسة الامريكية في الاعوام الاخيرة بأنها غير ذات جدوى.

ونقلت الصحيفة عن المحلل كيندال مايرز خلال مشاركته في منتدى اكاديمي في واشنطن ان دور بريطانيا كجسر بين امريكا واوروبا "يختفي امام اعيننا".

واضاف "ما يقلقني هو ان بريطانيا تبتعد عن الولايات المتحدة من دون ان تقترب من اوروبا. ان جسر لندن ينهار".

وقال مايرز ان الامريكيين يتجاهلون البريطانيين "بشكل منهجي. انه امر محزن".

واضاف انه شعر "بالخجل" حيال طريقة تعامل بوش مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي استثمر الكثير من رصيده السياسي في دعم الولايات المتحدة بعد احداث 11 سبتمبر.

ووصفت الصحيفة هذه التصريحات بأنها تعتبر "حكما مدمرا على قرار بلير تأييد الحرب على العراق وعلاقته الاحادية بالرئيس الامريكي جورج بوش".

واضافت ان هذه الملاحظات أثارت دعوات من سياسيين بريطانيين لمراجعة العلاقات الخاصة بين الطرفين.

ورأت التايمز ان هذه التصريحات "صريحة بشكل غير مسبوق وتعتبر دليلا اضافيا على عدم الرضا في صفوف بعض دوائر وزارة الخارجية حول سياسات البيت الابيض اضافة الى كونها علامة على ضعف الرئيس بوش في سعيه لمنع انزلاق العراق لحرب اهلية".

وزارة الخارجية الامريكية تنأى بنفسها عن تصريحات بشأن العلاقات مع بريطانيا

نأت وزارة الخارجية الامريكية بنفسها عن تصريحات أحد موظفيها انتقد فيها العلاقات الامريكية البريطانية ووصفها بأنها "من طرف واحد" ودعا لندن لتعزيز علاقاتها مع أوروبا أكثر من الولايات المتحدة.

وقال توم كاسي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية : "إننا بالتأكيد نرفض هذه التعليقات وننأى بأنفسنا عنها.. أعتقد أن هذه التعليقات بصراحة يمكن وصفها بأنها تفتقر إلى الدقة وأعتقد أنها من وجهة نظرنا خطأ كامل".

وقال كيندال ميرس المحلل بمكتب الاستخبارات بالوزارة لمنتدى جامعي في واشنطن في وقت سابق الاسبوع الحالي إن الولايات المتحدة تتجاهل بريطانيا ولا تتعامل مع مخاوفها بجدية.

ونقلت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن كيندل قوله : "إننا نتجاهلهم تماما ولا نعيرهم اهتماما. إننا نقول ها هم البريطانيون يأتون ليخبرونا كي ندير إمبراطوريتنا. لنوقفهم عند حدهم إنه عمل حزين ولا أعتقد أنه عادل بالنسبة لهم".

وانتقد ميرس أيضا الفكرة العامة عن العلاقات الامريكية البريطانية المتميزة قائلا: "ليس هناك علاقة خاصة أو على الاقل يمكن للمرء ملاحظتها".

وأضاف : "كموظف بوزارة الخارجية الآن سأقول شيئا أسوأ.. لقد كانت منذ اللحظة الاولى من طرف واحد".

جاءت كلمات ميرس الثلاثاء الماضي في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكينس بواشنطن ونقلتها الصحافة البريطانية بشكل واسع النطاق. فميرس المتخصص في السياسة البريطانية يشغل أيضا منصبا تدريسيا في الجامعة كما تفيد الانباء.

وقال كاسي إن الوزارة تراجع هذه التعليقات ولكـنه لم يـشر إلـى مدى احتـمال أن يـواجه ميرس إجراءات تأديبية.

وأضاف : "إنه لا يضع السياسات سواء فيما يتعلق بالمملكة المتحدة أو بالقضايا الاخرى وبالتأكيد ليس له تأثير مهم في صياغة السياسة الخارجية".

وقال كاسي : "وجهات النظر التي عبر عنها خلال المنتدى لا تعكس بأي حال من الاحوال وجهات نظر هذه الادارة أو حكومة الولايات المتحدة . وهي بالتأكيد لا تعكس وجهات نظر وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أو هذا المبنى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى