جرافات تهدم منازل في قرية القرنة المصرية للتنقيب عن مقابر قديمة

> القرنة «الأيام» جوناثان رايت :

>
سكان قرية القرنة في منازلهم الجديدة
سكان قرية القرنة في منازلهم الجديدة
دخلت الجرافات قرية مصرية قرب وادي الملوك أمس السبت في بداية خطة لاعادة توطين 3200 أسرة من أجل الآثار رغم تذمر اهالي القرية الذين يكسبون قوتهم من صناعة السياحة,وهدمت الجرافات اجزاء من أربعة منازل غير مسكونة على ما يبدو لاظهار أن الحكومة جادة بشأن اخراج الناس.

ولكن باستثناء عدد قليل منهم قال سكان قرية القرنة إنهم يعارضون بقوة خطة إعادة التوطين التي ستبعدهم عن الوصول إلى السياح الذين يعتمد كثير من أهل القرية عليهم في كسب قوتهم.

والقرنة هي أقرب قرية إلى وادي الملوك الذي دفن فيه توت عنخ آمون وغيره من الفراعنة. وتقع فوق مقبرة كبيرة بنى فيها الاثرياء والأشراف من العامة مقابرهم المزخرفة في الألف الثاني قبل الميلاد.

وحاولت الحكومة المصرية بناء على نصيحة المهندس المعماري والمفكر حسن فتحي نقل الاهالي في عام 1948 ببناء قرية القرنة الجديدة على ضفاف النيل إلا أن غالبيتهم عادوا شيئا فشيئا إلى منازلهم القديمة.

وقال قرويون أمس السبت إنهم لن ينقلوا إلا بالقوة هذه المرة حتى لو كانت منازلهم الجديدة التي تكلف بناؤها 180 مليون جنيه مصري (31 مليون دولار) على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات تحتوي على صرف صحي ومياه نقية جارية.

وقال شاب رفض ذكر إسمه بسبب التواجد المكثف للشرطة من أجل مراسم تحضرها شخصيات بارزة من القاهرة "على جثتي.. إذا حاولوا الدخول إلى هنا فسوف نقابلهم بالبنادق".

وقال رجل في منتصف العمر اشتكى بشكل مفصل من نظام توزيع المنازل "هناك انعدام تام للثقة. موظفو الحكومة كلهم كذابون. انهم يعدون باشياء في العلن الا اننا لا نرى شيئا."

لكن رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر القريبة وهي مركز حركة السياحة في المنطقة قال إن الجميع وافقوا ما عدا نحو خمسة أو ستة أشخاص على نقلهم في إطار برنامج إعادة التوطين الذي سيمكن علماء الآثار من الوصول إلى اكثر من 50 مقبرة في المنطقة وتلبية توصيات منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو).

وقال سمير فرج رئيس المجلس لرويترز إن السلطات هدمت 120 منزلا الأسبوع الماضي وسوف تكمل المهمة خلال شهر ونصف الشهر. وأضاف ان كل أسرة سوف تتسلم منزلا بنفس مساحة منزلها القديم تقريبا.

عملية هدم منازل في قرية القرنة المصرية للتنقيب عن مقابر قديمة
عملية هدم منازل في قرية القرنة المصرية للتنقيب عن مقابر قديمة
والشكوى الأكثر شيوعا بين القرويين هي أن المنازل الجديدة التي تبلغ مساحتها حوالي 80 مترا أصغر مما يلزم لاشخاص لديهم اسر كبيرة وأن الناس سيفقدون مصادر رزقهم في العمل بالسياحة.

وقال شعيب محمد يوسف (17 عاما) الذي يكسب قوته من ارشاد السياح في المكان وبيع الحلي الصغيرة "المنازل الجديدة جميلة جدا لكن لا يوجد اجانب هناك,ومن ثم فلا يوجد عمل".

وقال ضوي محمد احمد الذي يمتلك ورشة لصناعة المزهريات والتماثيل المصنوعة من المرمر في القرنة انه في حالة انتقاله سيفقد زبائنه. وقال رئيس المجلس الاعلى للاقصر انه سيتعين نقل الورش بينما يمكن للمتاجر أن تبقى.

وكانت السلطات قالت إنها ستنقل كثيرا من الاسر أمس السبت ولكن في نهاية الامر لم تنتقل أكثر من أربع أسر. وقال مسؤولون ان السبب في هذا حالة الفوضى التي تسبب فيها الاحتفال الرسمي. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى