«الأيام» تستطلع أوضاع مشروع مياه امصره - الوضيع بمحافظة أبين

> «الأيام» سالم لعور

>
محطة الضخ القديمة
محطة الضخ القديمة
يعد مشروع مياه امصره- الوضيع واحداً من أقدم مشاريع المياه بمديريتي لودر والوضيع إذ تأسس عام 1972 وكان من أنجح مشاريع المنطقة حتى منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي.. هذا المشروع الحيوي رغم الدعم اللا محدود الذي قدم له والذي يقدر بمئات الملايين، يعاني من تردي أوضاعه حتى أصبح دوره شبه مشلول ولم يعد قادراً على تأدية خدماته لمواطني أكثر من 31 قرية بمنطقتي امصره (مديرية لودر) والوضيع (مديرية الوضع).. هذا المشروع يتعرض للعبث في تكسير أنابيبه وسرقة هذه الأنابيب وإحراق الأنابيب البلاستيكية من قبل مواطنين خارجين عن القانون من أبناء مديرية الوضيع الذين تستفيد مناطقهم من خدمات المشروع.

«الأيام» استطلعت معاناة مواطني عدد من القرى الذين حرموا من الحصول على شربة ماء من مشروع يوجد بمنطقة تعد أكبر حوض مائي على مستوى محافظة أبين ومشروع حظي بدعم سخي من الدولة ، لم يتوفر لغيره من المشاريع.

نقطة البداية:
انطلقنا من مدينة لودر - في جولتنا الاستطلاعية- باتجاه منطقة امصره عبر طريق عدن - حضرموت الرئيس، التي تبعد عن لودر بحوالى عشرين كيلو متراً ثم اتجهنا ناحية الشرق في طريق فرعية ترابية لمسافة كيلو مترين حتى وصلنا إلى مبنى مشروع مياه امصره- الوضيع وكان في استقبالنا عشرات من المواطنين وعرفنا أن معظمهم عمال للمشروع وأخبرونا أنهم مضربون عن العمل وسألناهم عن أسباب الإضراب فحدثنا نيابة عنهم الأخ محمد صالح بدور (عامل ضخ بالمشروع) قائلاً: «بدأت العمل في المشروع عام 1982م براتب 1500 (شلن) ويصل راتبي الآن عشرة آلاف ريال ومنذ أكثر من 24 عاما والمديرون الذين تعاقبوا على إدارة المشروع (يوعدوننا) مواعيد عرقوب في تسديد الضمان الاجتماعي الخاص بنا نحن عمال المشروع البالغ عددنا 75 عاملاً (40 عاملاً فعلياً و35 عاملاً من المعاقين وكفيفي البصر ومرضى) وآخر هذه الوعود كان من قبل اللجنة المشكلة لإعادة تأهيل المشروع بعد أن رصدت لها من الدولة عشرات الملايين دون أن تنجح في مهمتها وبعد كل هذه العذابات من حقنا الإضراب عن العمل ونريد أن يلتفت الأخوة في الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات وفرعها بأبين لمعاناتنا ودفع مبالغ الضمان الاجتماعي الخاصة بنا أسوة بعمال مشاريع المياه الأخرى في مودية ولودر وغيرها من مديريات المحافظة أبين».

أما المواطن صالح محمد قماش من أبناء قرية غوث، من ضواحي قرية امصرة تحدث قائلاً:«من يصدق أننا في قرى غوث والحميمة والمدور ونواحيها لم يصلنا خير هذا المشروع رغم أن أنابيب الشبكة ممتدة من آبار المشروع إلى هذه القرى والسبب أن اللجنة التي تم تشكيلها لمعالجة أوضاع المشروع وإعادة تأهيله لم تعمل الأمانة التي حُمِّلتها وأصبحنا وأناس كثيرون في مناطق مختلفة محرومين بسببهم ،لأنه كان بوسعهم حل مشاكلنا نظير الملايين التي استلموها لإصلاح أوضاع المشروع الذي أثبت فشله لسوء الإشراف عليه من قبل الهيئة العامة لمياه الريف وفرعها بأبين ونحن نقدر جهود الأخ حسن أحمد ناصر النخعي مدير المشروع الذي ما زال يبذل مساعيه لتوصيل الماء إلى منطقتنا.

ونطالب فخامة الرئيس بإعطاء توجيهاته إلى جهات الاختصاص بإنزال لجان لتقصي الحقائق عن مئات الملايين التي دعم بها المشروع.. وذهبت أدراج الرياح وأملنا بإمدادنا بالمياه أسوة والمناطق الأخرى التي استفادت من المشروع رغم أننا في أقرب نقطة إلى المشروع من تلك المناطق».

وفي قرية القوز بمنطقة (امصره) تحدث إلينا الأخعلي عوض الحوم قائلاً: «نحن أهالي قرية القوز النخعي حرمنا من الاستفادة من مشروع مياه امصره -الوضيع بسبب عدم استكمال شبكة الأنابيب (المواسير) على الرغم من وجود خزان بقريتنا يتسع لحوالى 2000 برميل وقد تم إنجاز هذا الخزان قبل أكثر من أربع سنوات ويبلغ ارتفاعه حوالى 9 أمتار وصورة الخزان خير شاهد على ما نقول وما أود تأكيده أن النقص الواضح للمواسير مشكلة لكثير من القرى المجاورة لقريتنا القوز ، حتى إن وجدت هذه المواسير فإنها لا تكتمل ولا تصل لنصف المسافة من الآبار إلى القرى ونناشد الأخ المهندس فريد مجور محافظ أبين ومدير عام مياه الريف أبين بتلبية ندائنا ووضع الحلول لشكوانا ومعاناتنا بتوفير المواسير واستكمال الشبكة حتى لا نحرم من مشروع مياه لا ينقصه وفرة المياه ولكن ينقصه تسخير الامكانيات المتاحة في محلها المناسب والحليم تكفيه الإشارة يا مياه الريف! ».

خزان قرية القوز ينقصه الشبكة الداخلية
خزان قرية القوز ينقصه الشبكة الداخلية
المواطن ناصر محمد ناصر المظلومي من أبناء قرية الحجشاء تحدث قائلاً:«لم تقدم لنا الدولة أي دعم في جانب المياه وقريتنا محرومة من أيسر الخدمات وكذلك اللجنة التي شكلت من قبل المجلسين المحليين بالمديرية لودر والمحافظة أبين التي اعتمدت لها مبالغ كبيرة لم تقدم لنا حتى ماسورة مياه واحدة أبداً، كأننا من كوكب آخر حيث قمنا كمواطنين بشراء (35 ماسورة) بلاستيكية على حسابنا الخاص وساعدنا الأخ حسن النخعي (مدير المشروع) بأربعين ماسورة مؤخراً ،ولدينا خزان وسط مقبرة ولم نحظ بأي اهتمام ونقول للمسؤولين: اتقوا الله في الناس (الرعية) واذا حكمتم فاعدلوا ونريد شربة ماء أسوة بغيرنا».

وفي ختام جولتنا الاستطلاعية التقينا الأخ حسن أحمد النخعي مدير مشروع مياه امصره- الوضيع وتحدث قائلاً:«يبلغ عدد عمال المشروع 75 عاملاً ويقوم المشروع بتقديم خدماته لأكثر من ثلاثين قرية في منطقتي امصره والوضيع وهي قرى: امصره، الوضيع، الحمرة، المجوار، العقمة، العبر، المخمية ، المسحال ، آل مظلف، آل أحمد صالح، القرين، الحميشة، آل مجهر، آل كريدم، القلع، القوز، الحميمة، الكورة ، معين، الجحشاء- الحبيل، مزنة، المريبيعنه - الطو، القرحة، الشولا، آل حسين، فمول الجيدة، كورة، حليمة.

يقوم المشروع ببيع المياه بسيارات البوزة إلى القرى والمناطق التي تعاني من شحة المياه أو التي لا توجد بها شبكات مياه مثل قرى: المحاثيث، غوث، العين، عراكبي، الشاعوس، الحرجة، وغيرها ويعاني المشروع من عجز مالي كبير حيث إن الكثير من المشتركين لا يدفعون ما عليهم من مبالغ للمشروع كما نعاني كثيراً من تكسير خطوط المشروع من قبل مواطنين خارجين عن القانون مثل ما جرى في خط الوضيع، والمعضاض.

مستودعات المشروع بحاجة إلى صيانة
مستودعات المشروع بحاجة إلى صيانة
وفي يوم الأربعاء 22 نوفمبر أخبرنا عن سرقة خط آل المارم وأبلغنا جهات الاختصاص كما تعرض خط الوضيع للكسر وحرق الأنابيب البلاستيكية ابو 6 هنش و8 هنش لأكثر من مرة وكلما نقوم بإصلاحه نفاجأ بتخريبه مرة أخرى ولا ندري إلى متى سيستمر هذا الوضع.

ويتعرض المشروع من حين لآخر للتخريب في خط لفقاش وأبلغنا جهات الاختصاص ولم يحرك أحد ساكناً، علماً بأنه قد تم فك وربط خطوط مشروع مياه امصره -الوضيع بطريقة عشوائية من قبل اللجنة المكلفة لإعادة تأهيل المشروع مما كلف المشروع مبالغ مالية طائلة لصيانة هذه الخطوط العشوائية حيث إن الإيرادات لا تغطي حجم النفقات على رواتب العمال والتشغيل والصيانة وغيرها من أعمال المشروع الأخرى.

وإدارة المشروع تعمل ما في وسعها من أجل استمرار المشروع في أداء خدماته الضرورية والحيوية للمواطنين ونلفت انتباه الجميع إلى أننا في إدارة المشروع لم نستلم أي شيء من أي جهة كانت ، كدعم لسير العمل بالمشروع وتركتنا اللجنة المشكلة وجهات الاختصاص وتنحوا جانباً، وهاهم اليوم عمال المشروع يضربون عن العمل احتجاجاً على الوعود التي قطعتها الإدارات السابقة واللجنة المكلفة لإعادة تأهيل المشروع (مؤخراً) من أجل تسديد الضمان الاجتماعي للعمال ولكن دون جدوى.

هذه هي معضلات المشروع وعليه فإننا نتقدم إلى قيادتنا السياسية وفي مقدمتهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه الأخ عبدربه منصور هادي الذي أولى دعمه السخي لإنجاح المشروع وإعادة تأهيله وكذا نطالب عضوى مجلس النواب علي حسين عشال (ممثل الوضيع مودية) وأحمد عبدالله العزاني (ممثل دائرة لودر) بالتدخل السريع لمعالجة أوضاع المشروع وإرسال لجان أمينة لتقصي الحقائق ونقل صورة من الواقع من أجل انتشال أوضاع هذا المشروع الحيوي والهام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى