مقابر جماعية لضحايا الانهيارات الطينية بالفلبين وحصيلة القتلى قد تتجاوز الالف

> مانيلا «الأيام» د.ب.أ :

>
نقل جثث الضحايا إلى مقابر جماعية
نقل جثث الضحايا إلى مقابر جماعية
دفن سكان القرى المنكوبة جراء الانهيارات الطينية شرقي الفلبين أمس الأحد ضحاياهم في الوقت الذي وجه فيه المسئولون المحليون نداءات للحصول على إمدادات غذائية ومياه وسط توقعات بأن تتجاوز حصيلة ضحايا الكارثة 1000 قتيل.

وواصلت فرق الانقاذ عمليات البحث عن المزيد من الجثث تحت الانقاض البركانية والصخور والطين عند سفح بركان جبل مايون بإقليم ألباي (330 كم جنوب العاصمة مانيلا).

وقالت روز ريليو رئيسة الادارة المحلية في قرية راويس إحدى المناطق المنكوبة في مدينة ليجازبي: "أرجوكم أرسلوا إلينا حتى مجرد مياه.. لا يوجد لدينا أي مياه هنا.. نحتاج للمساعدة.. أرجوكم أبلغوا الرئيسة (الفلبينية جلوريا ماكاباجال أرويو) أننا نحتاج للمساعدة بصورة عاجلة".

وبكت ريليو التي أصاب الذعر قريتها عقب تحذيرات كاذبة من احتمال تعرض المنطقة لموجات مد عاتية )تسونامي( أثناء إخراج الجثث بينما كانت تناشد الرئيسة الفلبينية سرعة إرسال المساعدات والمزيد من مواد الاغاثة,وصرخت قائلة: "نحتاج لك الان، سيدتي الرئيسة".

وفي قرية بادانج القريبة، بدا على رامون بالديراما /28 عاما/ بالغ الاسى بينما كان أصغر أبنائه البالغ من العمر عامين يدفن في مقبرة محلية بجانب 40 ضحية أخرى بينها أمه /50 عاما/.

وقال وقد احمرت عيناه بسبب الليالي التي أمضاها دون نوموالاعياء: "مازالت زوجتي وابنة أخرى عمرها أربع سنوات مفقودتين .. لقد ماتتا على الارجح ولكنني أريد العثور على جثتيهما".

وأضاف أن ابنته سقطت من حضنه عندما هوت صخرة ضخمة على صدره خلال الانهيار الطيني.

ورغم جراحه، أخذ الرجل في الحفر بيديه وسط الانقاض حتى عثر على ابنه بعد ساعات من المأساة.

وقال: "لم أشعر بأي شيء ولم أحفل بالالم لقد بدأت الحفر وحسب".

وحذر مسئولو الصليب الاحمر من أن حصيلة القتلى قد ترتفع إلى أكثر من 1000 حيث أبلغ المزيد من الاشخاص عن فقدان أقارب وأصدقاء لهم في الانهيارات الطينية.

وقال السيناتور ريتشارد جوردون رئيس الصليب الاحمر عقب زيارة لقرية بادانج إحدى أكثر القرى تضررا من الانهيارات الطينية في مدينة ليجازبي: "لقد انتشلنا عددا كبيرا من الجثث وتزايد عدد المفقودين .. أتوقع أن يتجاوز عدد القتلى ألف شخص",ولكنه استدرك قائلا : "إن الحصيلة الاجمالية الفعلية ربما لا تعرف أبدا".

من جهته أكد المجلس الوطني لتنسيق الكوارث مقتل 285 شخصا على الاقل في إقليم ألباي معظمهم بسبب الانهيارات الطينية التي نجمت عن إعصار دوريان فيما لا يزال 292 شخصا على الاقل في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا لقوا حتفهم أيضا.

وأشار المجلس إلى أن إعصار دوريان الذي ضرب الساحل الشرقي للفلبين يوم الخميس الماضي مصحوبا برياح بلغت أقصى سرعة لها 195 كم/ساعة تسبب في مقتل 18 آخرين في أقاليم كامارينس سور وكاتاندانويس وكيزون وأورينتال ميندورو.

ووسط هذا الدمار، أعلنت الرئيسة الفلبينية أن ما حدث "كارثة وطنية" وقررت تخصيص مليار بيزو (4ر20 مليون دولار) لاعادة بناء المناطق التي تضررت من الكارثة.

وقالت: "سيستمر تحريك كل عمال الاغاثة التابعين للحكومة دون توقف حيث أننا نعلق الامال على العثور على أحياء .. نريد أن ننهض من هذه الكبوة ونساعد في إعادة بناء المناطق المنكوبة".

وأقيمت مراسم دفن مماثلة في بلدتي داراجا وجوينوباتان حيث تم الابلاغ عن معظم المفقودين,ومن جانبه قال عمدة مدينة ليجازبي نويل روسال إن الجثث تتحلل سريعا وإنه يجب دفنها للحيلولة دون انتشار الامراض.

ولا تزال العديد من الجثث التي يلطخها الطين ملقاة في الشوارع لا يغطيها سوى قطع من القماش. وقال روسال إن المقابر امتلات عن آخرها وكميات الفورمالين بدأت في النفاد.

وقال مسؤولون إنه سيتم دفن الجثث التي لم يتم التعرف عليها بعد في مقابر قريبة من سطح الارض "ليسهل" إعادة إخراجها والتعرف عليها في وقت لاحق.

رجل فلبيني يساعد زوجته المصابه
رجل فلبيني يساعد زوجته المصابه
وقال العلماء الحكوميون إن الامطار الغزيرة المصاحبة لاعصار دوريان حركت الركام البركاني المترسب على الجوانب العلوية لجبل مايون مما تسبب في حدوث انهيارات طينية شديدة دفنت المناطق المحيطة.

وفي "ثورة هادئة" قذف بركان مايون الحمم البركانية والصخور المنصهرة والرماد والركام البركاني خلال الفترة بين تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين مما شكل عامل جذب للسائحين. وترسبت أطنان من الركام على الجوانب وازدادت صلابتها بمرور الوقت.

ورغم أن السلطات أعلنت المنطقة المحيطة بفوهة البركان والتي يصل قطرها إلى ستة كيلومترات منطقة خطر دائم مازال العديد من الاشخاص خاصة من المزارعين يعيشون هناك بسبب خصوبة الاراضي.

وشرد أكثر من 455 ألف شخص بسبب الاعصار دوريان الذي دمر نحو 105 ألف منزل بينما قدرت خسائر البنية التحتية والزراعة بما لا يقل عن 71ر27 مليون بيزو (510ر565).

ودوريان هو الاعصار الرابع الذي يضرب الفلبين منذ أيلول/سبتمبر الماضي,وكان أكثر من 250 شخصا قتلوا في الاعاصير الثلاثة السابقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى