القلم وحوار الصمت

> «الأيام» أديب محمد السيد - المسيمير/ لحج

> بكل مآسي الماضي وآلام الحاضر وبكل جراحات العالم من أقصاه إلى أقصاه خاطبته فأبى، وبكل وسائل العصر الحديثة وتكنولوجياته الخيالية الحقيقية حاورته فأبى.. وصيحات المفجوعين فأبى.. بحنين المفارق وأشجان المتيم، بهيام العاشق وشوق الكاتب الملهم ناديته فأبى.

بأناشيد القدس وقصائد الثورة، بحياة الأحرار وحروف الأشعار ودعوته فأبى.. لقد استبدل فضة الكلام بذهب السكوت، إنه قلمي الذي حطمته نوائب الدهر ونتواءات الزمان لقد انكسر كسور عزيمة ولا كسور هزيمة وصمت صمت الثوار لا صمت الإشرار فإن وراء الصمت ثورة .

وقد خلف ركود البراكين حمماً تتفجر شرارات من اللظى والنار.

فيا أيها اليراع الحر ما لي أراك ولا أراك، أخاطبك ظلما فتنطق صمتاً، أبادلك ألماً فتمنحني صمتاً، أناديك حراً فتجيبني صمتاً، أرضيت أن تحيا هكذا؟ أم زعمت أن الصمت يجدي بعد جفاف الحناجر؟ أحقاً طابت نفسك هذا الصمت القاتم؟

أيها اليراع إنني أسمع جعجعة ولا أرى طحينا فقد بلغ صمتك السأم وأصبح وجودك كالعدم لقد انتظرناك طويلا فهل أنت فاعل خيرا ..هيا كن شجاعا وانفض عنك غبار الخوف والوجوم فإن أمام هيجان الأحرار تتقزم أعتى قوى العالم فلقد رأيتك تظلم تحت شعار الوحدة والحرية وتنتهك حريتك باسم الديمقراطية والرأسمالية، إن حقوقك تصادر وأموالك تنهب فهل تستطيع أن تسترد حقك فمن مات دون عرضه وماله فهو شهيد، وفي النهاية لا أرى فيك إلا شيئين، إنك شعبي وإن شعبي أنت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى