أريقوا مراجل التكفير

> «الأيام» جمال محمد الدوبحي /خورمكسر - عدن

> إن البيئات التي يغلب عليها مناخ الجهل والظلم واليأس والإحباط تعلم الذين يعيشون فيها السلبية وتلقي بهم في دروب المتاهة والعجز والجمود، فتجد هذا الذي ترعرع وسط هذه المفاهيم الخاطئة ونبتت جذوره في هذه الأوحال والأقذار لا يثمر إلا قبحاً ولا ينتج إلا خبثاً، فهو ضيق الأفق ضحل الفهم متحلل الفكر والأدب، قد أطلق لنفسه عنان الخيال والتصورات التي تصم الناس بالعيب، وتنسب إليهم التهم، وهم منها براء.

فقلبه لا يستريح ونفسه لا تطمئن وثائرته لا تسكن إلا إذا وقع في أعراض الناس بالغمز واللمز، والغيبة والنميمة، والسخرية والاستهزاء.. فهو بالجملة لا يستطيع العيش إلا في هذا المحيط الملغوم، والمستنقع المحموم.

وللأسف قد تجد هذا المظهر عند أصحاب الاتجاهات والانتماءات المختلفة ممن يحسبون على الدعوة الإسلامية واتجاهها العملي المتميز، بل تجاوزوا ذلك فوقعوا في أمر ترتعد من خطره الفرائض ألا وهو تفسيق الناس وتكفيرهم بغير حق لتحقيق مآرب شخصية، ومصالح نفعية، فهؤلاء لا ينظرون إلى حق أو باطل ولا إلى خطأ أو صواب بل يريدون تحقيق أهداف دنيوية دنيئة بصرف النظر عن قضية الحق والباطل وبعيداً عن تصحيح المسار.

لكن من المخيف أن تبلغ فتنة التكفير ذروتها باستهداف فئة عزيزة علينا من حملة الأقلام وأرباب الفكر النير من المبدعين والمثقفين الذين كان لهم في انتشار الفضيلة أياد بيضاء .

فالمجازفة بتكفيرهم شر عظيم سيذيق الأمة من الويلات ووبيل العواقب ما يصدع كيانها الصاعد، وحملات التكفير هذه ليست جديدة بل تجرعت منها هذه الأمة ردحاً من الزمن نجم عنها سفك دماء وتناثر أشلاء قد سطر التاريخ عنها .

وبالتالي فإن هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف هذه الشريحة من أبناء الوطن تستوجب منا إعلان النكير والاحتياج على مستوى الهيئات الرسمية وغير الرسمية كوزارة الأوقاف ودور الفتيا والجامعات ومن الشخصيات البارزة كالعلماء والمفكرين ورجال الإعلام من أجل تقزيم هؤلاء المعتدين والمفترين لكي لا تتجدد فواجع الأمة في العنف والتدمير والإرهاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى