> تدفق طوفان بشري يضم مئات الاف المحتجين الذين يلوحون بالاعلام على وسط بيروت أمس الأحد تلبية لدعوة المعارضة بقيادة حزب الله تصعيدا لحملتها المستمرة منذ عشرة ايام بهدف اسقاط الحكومة المدعومة من الغرب.

وفي استعراض للقوة اكتظت ساحتين بالحشود التي تلوح بغابة من الاعلام اللبنانية البيضاء والحمراء للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

وردد المحتجون هتافات مثل "بيروت حرة حرة " و"السنيورة اطلع بره" مع بداية التجمع الذي وصفه مصدر امني بانه اكبر حشد في تاريخ لبنان.

وبثت عبر مكبرات الصوت اناشيد وطنية حماسية واستمر دق الطبول بلا انقطاع في الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ عشرة ايام والهادفة لاجبار السنيورة على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وبدت اصوات المحتجين واضحة داخل مقر الحكومة القريب حيث يتواجد السنيورة ومعظم وزرائه بينما أحاطت الاسلاك الشائكة ومئات من رجال الامن بالمقر.

ولم يصدر احصاء رسمي عن حجم الحشود أمس الأحد لكن مصادر في الجيش والشرطة قالت ان التظاهرة كانت هائلة. وقالت مصادر المعارضة ان نحو مليوني رجل وامرأة وطفل شاركوا في التظاهرة اي ما يعادل نصف عدد الشعب اللبناني.

وخاطب المتحدثون الحشود قائلين ان الحكومة دمية في يدي الولايات المتحدة مكررين اتهاماتهم بان السنيورة وحلفاءه طلبوا من واشنطن ان تسحق اسرائيل جماعة حزب الله في الحرب الاخيرة هذا الصيف.

وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله الذي كان يتحدث من خلف زجاج واق من الرصاص "اقول للقابعين في قصورهم افتحوا اعينكم واسمعوا صرخات المجاهدين والمجاهدات والشرفاء على ارض هذا الوطن كفاكم تمسكا بالدعم الدولي والله لن ينفعكم لا دعم امريكا ولا الدول الغربية ولا بعض الدول العربية. هذا الشعب يريد وطنه اتركوه يا سراق الوطن."

ورددت الحشود "الموت لامريكا الموت لاسرائيل ويعيش لبنان العزيز",واتهم السنيورة حزب الله بمحاولة القيام بانقلاب عقب حربه مع اسرائيل وحذر معلقون من ان الازمة المتفاقمة قد تتحول لاعمال عنف واسعة النطاق في بلد ما زال يحاول اعادة بناء نفسه بعد الحرب الاهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990.

وفي حين ان الحرب الاهلية الاخيرة بدأت بالقتال بين الميليشيات الاسلامية والمسيحية يتركز التوتر الان في العلاقة بين المجموعات السنية والشيعية.

وقتل محتج شيعي وأصيب عدة أشخاص في حوادث اطلاق نار وأعمال شغب واشتباكات بين أنصار الجانبين خلال الاسبوع الماضي.

وقال السنيورة في مؤتمر أمس الأحد "انني وبالنظر لطبيعة المطالب المطروحة من جانب المعارضة ولطرائق العمل على تحقيقها وبالنظر الى الظروف السائدة فيالمنطقة اعتبر ان حياتنا السياسية والامنية والاقتصادية بل ونظامنا تواجه جميعا تحديا بارزا."

واضاف "هذا التحدي لا يقتصر على صون الامن والاستقرار والتضامن بين المواطنين... بل ويتضمن النظر الى مستقبل لبنان ومستقبل نظامه ومستقبل موقعه في المنطقة والعالم."

ومن ناحية اخرى تجمع عشرات الالاف في مدينة طرابلس السنية في شمال لبنان تأييدا للحكومة أمس الأحد.

ووجه البابا بنديكت السادس عشر دعوة الى لبنان كي يبتعد عن الازمة السياسية ودعا المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة للتوصل الى حلول سياسية وعاجلة في "هذه اللحظة الحرجة".

وتريد المعارضة التي تضم ايضا التيار الوطني الحر بقيادة الزعيم المسيحي الجنرال السابق ميشال عون منحها تمثيلا افضل في الحكومة الجديدة.

وقال عون للحشود اذا لم يذعن السنيورة لمطالب الجماهير "من الان ولغاية بضعة ايام وبعدها سنعلن رفض هذه الحكومة رفضا قاطعا وسنعلن حكومة انتقالية."

واضاف "سنطالب بحكومة انتقالية لاجراء انتخابات جديدة ومبكرة لننطلق منها لتكوين مؤسساتنا الديمقراطية وتكوين الحكم المستقبلي الذي سيبني لبنان."

ويقول حلفاء السنيورة ان حزب الله انما يريد تعطيل خطط تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في عام 2005 والذي ينحي كثيرون باللائمة فيه على سوريا وهو اتهام تنفيه دمشق.

وفي اشارة تحد قال مسؤول حكومي ان السنيورة دعا الحكومة للاجتماع غداً الثلاثاء وعلى جدول اعمالها المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي.

(شارك في التغطية نديم لادقي وليلى بسام) رويترز