جواد محسن الفارس الذي يبحث عن منقذ

> «الأيام الرياضي» شائف الحدي:

> جواد محسن نجم من لاعبي الزمن الجميل ، بل هو من طينة الكبار الذين خدموا الكرة اليمنية بإخلاص وتفان وأفنى من أجل وطنه زهرة شبابه وعمره ، ورغم ذلك فإنه خرج من الرياضة خالي الوفاض،، فمن ينظر الى حال هذا اللاعب الاسطورة اليوم وما حل به من بلاء عظيم بفقدانه لحبيبتيه(عينيه)، وكذا مرضه الذي أنهكه وامتص جسمه النحيل سينتابه شعور عميق بالحزن والأسى وسيتساءل : هل هكذا يكافأ النجوم الذين أفنوا حياتهم في خدمة رياضة بلدهم؟!

جواد محسن نجم الكرة اليمنية أصبح اليوم رجلاً هرماً يمسك بعصاه ويجلس متكئاً عليها بجانب مقهى شاي يسمى بـ مقهى (العدانية) بصنعاء، وكلما نظر إليه شخص شعر بالندم كثيرا واكتوى قلبه بالألم للحال الذي وصل اليه هذا النجم الكبير.

هذا هو حال نجمنا جواد، وقد سألت عنه الكثير ممن عاصروه في الخمسينات والستينات والسبعينات وقلبت معهم صفحات من ارشيف الذاكرة عن زمن جميل عاشوه مع هذا النجم الذي امتع جماهير اليمن بشطريها الجنوبي والشمالي (سابقاً)، فلم يقولوا في حقه الا كلاماً جميلاً ،فقد عرفوه انه كان لاعباً يتحكم بالكرة بقدمه كما يتحكم الكاتب بقلمه، فقد كان ينتزع آهات الاعجاب من الجماهير التي كانت تحضر الى الملعب لتشاهد كرة جميلة ونجوم الزمن الأجمل على الإطلاق.. وقد وصفوه بأنه لاعب لا يعوض كعلي محسن مريسي وأنه تميز بالتواضع ودماثة الأخلاق.

جواد محسن نجم أدار له الزمن ظهره وتنكر له الجميع وأجحفوا في حقه كثيرا رغم كل ما قدمه للفرق والمنتخبات التي لعب لها طوال مشواره الرائع ، فهذا النجم أمتع جماهير الكرة في بلادنا على مختلف ميولها أكثر بكثيرمن المردود الاعلامي الذي ناله لاعبون لم يصلوا إلى جزء يسير من الدرجة الرفيعة التي وصل اليها الكابتن جواد طوال مشواره الرياضي.

حقيقة اننا لم نر أو نسمع مسؤولاً واحداً من ناد أو اتحاد أو لجنة أولمبية أو وزارة الشباب والرياضة كلف نفسه ولو بالسؤال عن هذا اللاعب الذي يعيش في دكان صغير معزول عن أيسر الخدمات هو أشبه بالاصطبل.. على أية حال نحن في زمن غير الزمن، حيث لايجد اللاعب الكبير البائس في حياته رجلاً يعطف عليه او جهة ترعاه نظير ما قدمه للكرة اليمنية وأفنى خلالها زهرة شبابه.

شيء جميل أن يسمع الكابتن جواد محسن عن لفتة كريمة من وزارة الشباب والرياضة وهو ما يزال حيا .. اقول ذلك لأن كلمات الوفاء والتكريم في بلادنا لا تظهر وقصائد الشعر والمآثر الخالدة لا تذكر الا في رثاء المرحوم بعد موته.. وهكذا نحن دائما.

ختاماً نقول ليس السكوت الذي يحدثه الملل كالسكوت الذي يوجده الالم فلماذا لا يقوم القائمون على شؤون رياضتنا من تلقاء انفسهم بتكريم هذا النجم والاهتمام به فيما تبقى من عمره ازاء ما قدمه حتى يشعر جيل اليوم من اللاعبين أن أصحاب البصمات العظيمة يبقون دائما في ذاكرة عظماء بلدانهم ما بقيت حياة على ظهر الارض.. وهذا في اعتقادي دافع كبير لجيل اليوم لاجل المثابرة والاجادة كي يستطيعوا الدخول في ذاكرة وطنهم؟ وهل عار أو عيب ان يتم تكريم انسان وهو حي يرزق؟.. فالكابتن جواد محسن لا يريد تكريمه بالاوسمة والنياشين او يقال في حقه كلمات الوفاء بعد رحيله وانما يريد فقط لفته كريمة من اصحاب القلوب الرحيمة قبل ان تنتقل روحه الى جوار ربه..أخيرا إذا كانت هناك كلمة وفاء تقال فإني أوجهها بكل صدق واحترام إلى صاحب القلب الرقيق الأخ خالد حداد اليافعي رئيس رابطة مشجعي نادي التلال بصنعاء على اهتمامه ورعايته الكبيرة لهذا النجم الذي حفر اسمه في صخر المعاناة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى