عوض أحمد فنان مبدع .. لم يكرم بعد؟

> «الأيام» د.أحمد غالب المغلس:

>
الفنان عوض أحمد
الفنان عوض أحمد
إن الإبداع طاقة إنسانية تحفر في جدار الزمان والمكان تاريخ المجتمع، وتخلق فيه الوعي بالحياة وقيمتها وجمالياتها، والمبدع بحاجة دائمة للحفاظ على تلك الطاقة الحيوية المتميزة وزيادة وجودها وفاعلية تأثيرها اجتماعياً وحضارياً وتعايشاً سلمياً بين البشر.

إذاعتا عدن وصنعاء في فترة ما من عمرهما الإبداعي كانتا الواسطة الأمينة بين المبدعين من رواد الأغنية اليمنية والجمهور المتذوق للفن كلمة، لحناً، أداءً، رسالة، وقيماً متداخلة من الوفاء والمحبة والصدق والوطنية المغرقة في التحدي مع الواقع والظروف، إبداع بحجم الوطن الجغرافيا والإنسان، ولم تعقه براميل الشريجة بتخلفها ولا حساسية ولهيب البندقية المتمترسة باتجاه كل منا حينها.

الفنان عوض أحمد كان أحد أولئك المبدعين فناً وأداءً وعشقاً للوطن، نقل الأثير صوته الشجي إلى ربوع السعيدة، حلق في ضمير الإنسان اليمني، رجع الصدى يزهر ويتمرد حاملاً أغنية عوض أحمد «أماه ما لي أم في الدنيا سواك» يذكّر الزراع في الحقول والذاهبين إلى متاجرهم ووظائفهم ومدارسهم ومعسكراتهم والأمهات في المنازل، كل المجتمع اليمني بشرائحه المختلفة، أن يكونوا جميعاً متميزين بالبر والوفاء ومبادلة المحبة بالمحبة ومقابلة الحنان بالإخلاص والتضحية والعمل النافع والمتواصل.

حمل الفنان عوض أحمد أمانة التميز والعشق اللا محدود لرسالة الفن وعنفوان الكلمة الممزوجة بالإحساس الصادق تجاه الأرض والإنسان، لأن الفن الراقي الهادف يمتلك مقومات التأثير وبناء الوعي الاجتماعي والشراكة الحقيقية في التغيير والتنوير، وأي اهتمام جدي وعادل بالفن وأهله ومبدعيه ينعكس إيجاباً في تنامي العطاء والتميز وزيادة معدل الإبداع الفني وتعاظم الحركة الفنية (كلمات، لحن، أداء،نقد، تذوق) وتشكل جمهور قادر على الفرز بين الجيد ونقيضه، الأمر الذي سيعزز التنافس ويستنبت قيم الجمال في حياتنا بعدما فقدناها في مدننا وأحيائنا وطرقنا وتجمعاتنا ومدارسنا وحتى في منازلنا.

ثمة واجب وطني وإنساني وأخلاقي يدعونا جميعاً - مجتمعاً ودولة - لتكريم الفنان المبدع الكبير عوض أحمد، وتلك لفتة رائعة من القيادة السياسية والجمهور الوافي، وانتصاراً للإبداع، ورد الاعتبار لجيل بأكمله من رواد مدرسة الفن اليمني.

تمنيت لو أن الجهات الرسمية تمنح الفنان عوض أحمد الفرصة اللازمة لكي يعيد أداء وإخراج أغانيه كاملة أسوة برفاقه، من كبار الفنانين اليمنيين، لأنه ما زال قادراً على الإبداع ومواصلة ترانيم العشق الوطني، وللعلم والإحاطة لو أن أغنية «أماه مالي أم في الدنيا سواك» لفنان آخر في بلد آخر لرددتها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة فيها كل يوم مرات عدة، لما لها من تأثير في وعي ووجدان ومشاعر الجمهور، ودعوة الوطن (أمنا جميعاً) لكل أبناء وفلذات كبده للعمل والإتقان وعدم الانجرار للعبث والفساد والتخريب، وأن جزاء الإحسان لن يكون إلا الإحسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى