اعادة احياء الجيش الافغاني عملية ما زالت بعيدة المنال

> كابول «الأيام» هيرفيه اسكان :

>
الرئيس الافغاني حامد كرزاي مع وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال آليو ماري
الرئيس الافغاني حامد كرزاي مع وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال آليو ماري
منذ ربيع العام 2002 قام عسكريون فرنسيون بتدريب اربعة الاف ضابط في افغانستان لكن جهود حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة لاعادة احياء الجيش الافغاني تبدو مع ذلك غير كافية ولا تبعث على الامل بامكان تبديل سريع للقوات الدولية في هذا البلد.

واكدت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال آليو ماري اثناء زيارتها التاسعة الى كابول "ان تدريب الجيش الافغاني يشكل عنصرا اساسيا لاستقرار افغانستان".

لكن مع عديده البالغ 36 الف رجل ما زال الجيش الوطني الجديد في افغانستان يعتبر في مراحله الاولية.

واعتبر اللفتنانت كولونيل الافغاني باباغول حقمال كبير المدربين التكتيكيين في مدرسة الضباط التي فتحت عند ابواب كابول، ان المسافة ما زالت بعيدة لقيام جيش قادر على ان يحل مكان 32 الف جندي في القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي حتى وان تم بلوغ الهدف لرفع عديد الجيش الوطني الى 70 الفا بحلول العام 2009.

واكد ان "70 الف رجل عدد غير كاف حتى لولاية كابول وحدها" في حين تواجه افغانستان حركة تمرد لطالبان وناشطين اخرين معادين للحكومة.

وقال هذا الضابط "يلزمنا 200 الف رجل مجهزين باسلحة حديثة والا سيكون العدو اقوى دائما" داعيا الى اجراء تدريب لقيادة مروحيات ودبابات افغانية وانشاء وحدات كومندوس وقوات خاصة ضمن الجيش الوطني.

وشدد هذا الضابط الذي تدرب في فرنسا انه "بدون قوات جوية وبدون دبابات ومصفحات لن يكون ممكنا القيام بحرب".

ويوم أمس الأول السبت كان عشرات الافغان يتدربون وفق القواعد الاميركية على القتال عن قرب بمسدسات بلاستيكية وسكاكين خشبية في المعسكر الفسيح التابع لمدرسة الضباط
الممولة من الولايات المتحدة.

وقد اشاد اللفتنانت كولونيل فريدريك دامبيار قائد المدربين الفرنسيين بهوءلاء الجنود وهو يراقب تحركاتهم ووصفهم بانهم "في غاية الصلابة وهم قادرون على تحمل الظروف الصعبة".

لكنه لفت ايضا الى تنوع التجنيد بين "مجاهدين سابقين وضباط سابقين في الجيش الوطني خدموا في الحقبة الشيوعية واخرين التحقوا بالطالبان ابان تسلمهم الحكم".

وبحسب الضابط الفرنسي فان "70 % من المتدربين يأتون من منطقة كابول و20 % من الشمال و10% فقط من الجنوب".

ويرى اللفتنانت كولونيل حقمال ان هذا الوضع هو انعكاس لعدم رضا الافغان في الولايات الجنوبية عن الحكومة. وهم "يتجهون نحو الطالبان" على حد قوله.

الى ذلك لفت الكولونيل جان برونو المكلف باعادة تنظيم الجيش الافغاني لدى القوات الاميركية الى صعوبة اخرى تتمثل في نسبة الهروب خصوصا بين الرجال في الرتب العليا الذين "حتى وان لم ينتقلوا الى الطالبان فهم يسعون للعودة الى منازلهم".

وقد عرف الجيش الافغاني تاريخا فوضويا منذ نهاية الحرب ضد السوفيات في العام 1989,فالمجاهدون استولوا على الحكم في 1992 مما تسبب بحرب اهلية. وبعد اربع سنوات من ذلك استولى الطالبان على الحكم في كابول وحاولوا الشروع في تشكيل جيش وطني لكن بدون التوصل مطلقا الى تجهيزه بقيادة فعلية.

لكن يبقى بامكان افغانستان ان تفخر بتقليد حربي طويل كما عبر وزير الدفاع الافغاني عبد الرحيم ورداك مؤخرا بقوله "لقد دافعنا عن بلادنا طيلة خمسة الاف سنة في وجه الهجمات العنيفة والغزوات الكبيرة" على مر التاريخ. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى