عباس يتمسك بالانتخابات المبكرة والهدنة تواجه تهديدات

> رام الله «الأيام» وفاء عمرو وكاثرين بولدوين :

>
الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الإثنين إنه سيمضي قدما في خططه لإجراء انتخابات مبكرة في حين تعرضت هدنة بين قواته الأمنية وحكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لضغوط في قطاع غزة.

وقال مصدر أمني فلسطيني إن شرطة وزارة الداخلية تبادلت إطلاق النار لفترة قصيرة مع الحرس الرئاسي لعباس قرب وزارة الخارجية في غزة. ولم تقع إصابات.

كما تصاعدت التوترات في شمال قطاع غزة عندما اندلعت معارك بالأسلحة عقب اختطاف مسلحين اثنين أحدهما ينتمي لحماس والآخر ينتمي لفتح. وأنحى كل من الطرفين باللوم على الآخر.

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد اجتماع مع عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية إنه يتعين على المجتمع الدولي ان يقدم المساعدات لعباس في الأسابيع المقبلة.

وتصاعد القتال الداخلي الذي بلغ أسوأ مراحله منذ سنوات بعد دعوة عباس يوم السبت الماضي لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة بهدف كسر الجمود السياسي مع حكومة حماس ورفع العقوبات الغربية على السلطة الفلسطينية بقيادة حماس.

وتم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مساء أمس الأحد لكنه يبدو مهددا بالانهيار.

وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع بلير إنه عازم على الرجوع إلى الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني يعاني من أزمة مستمرة منذ تسعة أشهر ولن يستطيع الانتظار لفترة طويلة وهو يعاني من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني.

وأكد عباس أن حركة فتح التي يتزعمها لا تزال تؤيد فكرة تشكيل حكومة وحدة مؤلفة من الخبراء الفنيين قائلا في تصريحات معدة مسبقا إن هذا هو السبيل الأمثل للمضي قدما.

ويسعى الغرب لدعم عباس الذي يفضل حلا قائما على دولتين من أجل إنهاء الصراع مع إسرائيل.

ولقيت حماس صعوبات شديدة في ممارسة الحكم منذ توليها السلطة الفلسطينية في مارس آذار تحت وطأة عقوبات غربية فرضت عليها بسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف.

وقال بلير دون الخوض في تفاصيل إن المساعدات التي ستقدم عبر مكتب عباس ستشمل إعادة الإعمار والتنمية.

وأضاف "اذا كان المجتمع الدولي يعني حقا ما يقول عن تأييده الناس الذين يؤيدون رؤيته عن قيام دولتين .. إذن حان الوقت للمجتمع الدولي ان يتحرك"اعتقد هذا حيوي وعاجل في الأسابيع المقبلة".

وسيجري بلير الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط في مسعى لإحياء محادثات السلام محادثات في وقت لاحق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في القدس.

واتهم فوزي برهوم المتحدث باسم حماس بلير بإشعال الوضع السياسي بدعمه الصريح لعباس.

وقالت حماس التي تغلبت على فتح في انتخابات يناير كانون الثاني التشريعية إنها ستقاطع الانتخابات الجديدة.

وقال خالد مشعل القيادي بحماس من منفاه في سوريا لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية في مقابلة إن مثل هذا التحرك سيلقي بشكوك على شرعية النظام الحكومي الفلسطيني بأكمله.

وأضاف أنه إذا اندلعت حرب أهلية فلن يكون خطأ حماس مؤكدا أن الحركة ستبذل كل ما في وسعها لتفادي حدوث ذلك,ويتوقع أن يجتمع مسؤولون من حماس وفتح أمس لمحاولة تعزيز الهدنة.

ودعا عباس وقادة كبار في حماس إلى الهدوء غير أنه بدا أن مناشداتهم لا تلقى آذانا صاغية.

وفي أعمال عنف أخرى قال مسعفون فلسطينيون ومصادر أمنية إن تلميذا أصيب في معركة مسلحة دارت لفترة وجيزة بين أعضاء من فتح وحماس في مدينة غزة,كما خطف مسلحون مجهولون أحد أنصار فتح.

وحاولت حماس وفتح على مدى أشهر تشكيل حكومة وحدة وطنية لإنهاء الصراع على السلطة لكن المحادثات تعثرت لأمور من بينها إصرار حماس على عدم الاعتراف بإسرائيل.

لكن محللين يقولون إن دعوة عباس لاجراء انتخابارات مبكرة قد تأتي بأثر عكسي على فتح التي لم تبذل جهدا يذكر لتحسين وضعها وتوحيد صفوفها بعد هزيمتها الساحقة أمام حماس في يناير كانون الثاني.

وأضافوا أنه رغم تراجع شعبية حماس في استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا وسط أزمة اقتصادية وتدهور في تطبيق القانون والنظام إلا أن فتح تواجه مخاطر خسارة الانتخابات الرئاسية والتشريعية لصالح حماس في حال مشاركة الحركة الإسلامية بها إذا لم تجر فتح إصلاحات جادة.

(شارك في التغطية نضال المغربي في غزة ومحمد السعدي في القدس وستيفن براون في روما) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى