استقلال (2) أنموذجاً .. مشكلة عزوف الجماهير عن دخول ملاعبنا الرياضية

> «الأيام الرياضي» أحمد بوصالح:

> إذا ساقتك قدماك ذات يوم الى دخول واحد من ملاعب بلادنا (العشترابية) لحضور مباراة ما بين فريقين من فرق الدوري العام أوالكأس التي يطلق عليها عبثاً (النخبة)، فقبل ما يفاجئك المستوى الهزيل الذي يقدمه لاعبو هذين الفريقين النخبويين والفواصل (العكية) التي تسيدت معظم او كل وقت المباراة، سيفاجئك حتماً .

ومنذ الوهلة الاولى التي تطأ فيها قدماك ارض بوابة الملعب رؤية المدرجات الخرسانية، وهي خالية من الجماهير في صورة عامة للملعب ،وهو خاوي على عروشه، اللهم من الفريقين وادارييهما ،ورجال الأمن (إن وجدوا) ومجموعات قليلة من الجمهور يحتلون المنصة منهمكين في تناول القات غير مدركين ما يجري في الملعب، فالمشكلة مشكلة عزوف الجماهير عن دخول الملاعب وهجرها تماما هي مشكلة عامة وتقريباً تشكو منها الكثير من دول الجوار ولكن المسؤولين عن كرة القدم في تلك البلدان لم ترق لهم رؤية ملاعبهم رغم اختلافها في كل شيء عن ملاعبنا.

شكلا ومضمونا ونظافة.. وخدمات.. وراحة بال وغيرها من المميزات .

لم يتحملوا مشاهدة الفرق الكروية تخوض المنافسات الرسمية على بساط الملاعب غير مصحوبة بصيحات وصراخ الجماهير وقرع الطبول والتصفيق الحاد مع كل لعبة جميلة او هدف ملعوب، فقاموا بتحليل المشكلة وتشخيصها وعملوا الكثير من الحلول لها.

ولكن هنا في اليمن السعيد لم يقم مسؤولونا بشيء يذكر في هذا الصدد باستثناء صدور قرار الوزير بالسماح بدخول الملاعب مجاناً، ورغم اهمية القرار الا انه لم يحرك ساكنا ،فالمشكلة اذاً حديثة ،ولم تكن موجودة زمان فحينها كانت الجماهير تملأ كل مدرجات الملاعب وكانت الجماهير متفاعلة مع كل ما يدور في الملعب، مع العلم أن الدخول كان بمقابل، وفوق هذا كانت الطوابير طويلة امام بوابات ملعب الحبيشي بالاضافة الى الشعارات التي كانت تردد من قبل الجماهير أثناء المباريات : (يا ناس لحمر لا لعب بركان يتفجر غضب) أو التصفيقة الشهيرة التي كان يؤديها كل من وجد في المدرجات على كلمات أحدهم وهو يردد :(حبة حبة، زيده حبة، آخر حبة)، وهذه أصبحت في خبر كان ولم تعد تلك الايام الخوالي إلا خلال مباريات كأس (الاستقلال الثانية) التي نظمتها بنجاح منقطع النظير صحيفتا «الأيام» و«الأيام الرياضي» مؤخراً ورصدت لها في خطوة غير مسبوقة، وهي خطوة ضمان حضور الجماهير الى الملعب جوائز مغرية تقدر بملايين الريالات تم توزيعها في مهرجان الختام على الفائزين في عملية السحب المجاني، على التذاكر التي كانت توزع طوال أيام المسابقة فالاسلوب حضاري ومشروع ومغر.

وذلك لا يعني أن الجمهور اليمني حضر للجوائز فقط، ولكن ذلك كان سبباً يضاف الى اسباب اخرى مثل اختيار الفرق المشاركة ودقة وانتظام المواعيد والتغطية الاعلامية، فهل يدرك المسؤولون أن غياب الجمهور شبه التام عن الملاعب أحد الأسباب الرئيسية لتدني مستوى الفرق والدوري والكأس، وانعكاس ذلك ًعلى مستوى المنتخب فاللاعب ان لم يجد من يشجعه ويصفق له فلن يقدم شيئاً فهل أخذ مسؤولونا أطال الله اعمارهم عبرة من مسابقة كأس الاستقلال الثانية؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى