في إطار فعاليات المعرض الوطني الثالث (رداء الدولة ومكونات الهوية)

> عدن «الأيام» خاص:

>
أثناء حديث د. راوح في المعرض أمس
أثناء حديث د. راوح في المعرض أمس
في إطار فعاليات المعرض الوطني الثالث «رداء الدولة ومكونات الهوية: اليمن من 1948 إلى 2004» الذي تنظمه مؤسسة برامج التنمية الثقافية في قاعة المعارض بعدن مول في مديرية صيرة، قدم أ.د.عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن عصر أمس محاضرة علمية قيمة عن علم السيميوطيقيا وقال :«سأكتفي بتقديم ما يسمى ورقة قابلة للاضافة لأن الجديد موجود لدى الصفوة المتخصصة التي شاركتنا هذا الحضور، والحديث مع الصفوة يختلف عن الحديث مع العامة ولذلك سأكتفي بهذا القدر المختزل عن علم السيميوطيقيا، وهو حقل معرفي جديد ظهر في الخمسينات الأخيرة من القرن الماضي وهو (علم العلامات) الذي أخذ ينتشر بقوة في مصفوفة مجالات وموضوعات.

د. راوح: السيميوطيقيا وسيلة ثانية للتواصل بين البشر

هناك وسيلتان للتواصل بين البشر وهما اللغة الطبيعية التي نعرفها وهناك لغة الإشارات، لأن اصل كلمة (سيميوطيقيا) مأخوذة من الاغريقية (سمة) وهي المقابل العربي لها أيضا، وأضاف لها العالم السويسري (دي سوسور) مفردة (لوجي) لتصبح (سيميولوجي) وأضاف لها الانجليز مفردة (تيكس) لتصبح (سيميوتيكس) وهو حقل الوجود، حقل المعرفة، حقل الجمال».

وأضاف د. راوح: «بعد أن نفرغ من إلقاء هذه الورقة ستجدون أنفسكم أمام إحدى ثلاث علامات:

1) علامة ايقونية: هي العلامة التي نشاهدها على لوحة من اللوحات فإذا أشارت اللوحة الى (خروف) أدركت أن المنطقة مليئة بالخرفان، فالعلامة هنا تتحول الى علاقة بين الدال والمدلول». استشهد د. راوح بعدة أمثلة تدلل على دالة العلامة الايقونية.

2) علامة منطقية: هي علامة تحمل معنى الدالة وإذا دخلت على قاعة من قاعات رأيت نفسك أمام علامة (الميزان) وهنا ترتبط دالة الميزان بمدلول القضاء وهي العدل وهي دالة مرتبطة بعقلنة الإنسان، والعقل فوق الثقافات والميزان يتعامل معه الياباني والعربي والافريقي وسائر الشعوب، وكذا إذا دخلت إحدى الصيدليات تجد نفسك أمام علامة للكأس وثعبان ملتف حوله فالعلاقة هنا بين الدال والمدلول مسببة ومبررة.

3) علامة اعتباطية: Arbitral Sign وهي علامة غير منطقية فأنت عندما ترى علامة فوق سيارة مشهورة أو ساعة ثمينة لا تجد علاقة منطقية بين الدال والمدلول ولكنها تصبح متفقا عليها بتقادم الزمن وتصبح العلاقة توافقية، فالفئات النقدية من فئات الـ 10 والـ 100 والـ 500 والـ 1000 ريال لم تكتسب قيمتها من ذاتها وإنما نحن الذين أضفنا لها قيمتها.

وأضاف د. راوح: «إننا نعيش عالمين: عالم الطبيعة وهي صامتة وعالم الثقافة وهي ناطقة، فاللون الأحمر لون صامت، لكنه يصبح ناطقا عندما يوظف كعلامة مرورية بمنع الدخول، فالسيميوطيقيا جعلت الطبيعة ناطقة، فاللون الاحمر تحول من لون طبيعي الى لون ثقافي».

جانب من الحاضرين
جانب من الحاضرين
اختتم د. راوح ورقته (مجازا) التي استغرقت زهاء الساعة بالحديث عن سيميوطيقيا المكان وسيميوطيقيا الزمان وأورد نماذج عدة عن المجالين ومن نماذج سيميوطيقيا المكان هناك المصلى حيث نرى خطوطا على السجاد في اشارة للصفوف وهناك المحراب في إشارة للقبلة. وتحدث عن الدلالة السيميوطيقية لكربلاء ومكة وعن سيميوطيقيا الزمان أفاد د. راوح بأن الزمان صامت ولم يكن له حساب عند الإنسان قبل 10 آلاف سنة، إلا أن الإنسان تمكن من تقطيعه الى ثوان ودقائق وساعات وأيام وسنين وقرون، وقف عند القرن لأن أعمارنا لا تتجاوز القرن كقاعدة والقاعدة لها استثناء، فالفيلسوف الانجليزي جون لوك عرف العادة بأنها النشاط الذي يتوقف معها الزمن.

تولت د. رؤوفة حسن الشرقي، رئيسة مؤسسة برامج التنمية الثقافية إدارة دفة الفعالية وألقت كلمة الافتتاح وتحدثت فيها عن مراحل هذا المشروع الثقافي الذي شهد تبلورا وتطورا عبر سيره وتنظيم فعالياته في مختلف المحافظات الرئيسة وأثنت على الذين استجابوا للمساهمة في إحياء هذه الفعالية، وخصت بالذكر د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن ود. وهيبة فارع، الوزيرة السابقة وصاحبة البصمات في تأسيس هذا الصرح الثقافي.\

كما أثنت د. رؤوفة على الزملاء والأصدقاء المشاركين وفي ومقدمتهم د. عبدالله المقالح ود. عبدالمتعال قرشاب، الناشط السابق في منظمة العفو الدولية وصاحب مؤسسة (الاولويات الكونية) والزميل نجيب محمد يابلي، الذين عقبوا على ورقة د. عبدالوهاب راوح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى