المرشدي وزير مع وقف التنفيذ!

> «ألأيام» أحمد المهنس:

>
الفنان محمد مرشد ناجي
الفنان محمد مرشد ناجي
كانت لفتة جميلة من قائد الوحدة اليمنية الرئيس علي عبدالله صالح لفنان في قامة محمد مرشد ناجي.. الذي لم يكتف بخدمة وطنه اليمن الكبير من خلال الفن والإبداع الصوتي الذي وهبه الله له.. ليقدم على امتداد نصف قرن ويزيد أغاني وأعمالا لحنية ساهمت في التعريف بالأغنية اليمنية وفن ووطن الأصالة والعرب وجعلته يساهم من خلال الفن الملتزم في مسيرة الوطن التحررية من الاستعمار والإمامة.

بل شارك كوطني حر في مناقشة وإيجاد الحلول لقضايا وهموم الوطن وأهله من خلال اختيار الشعب له بالانتخاب كممثل لهم في مجلس الشعب في جنوب اليمن قبل الوحدة ومجلس النواب بعد الوحدة المباركة لليمن الموحد.

ليقضي أيضاً أكثر من 40 عاماً ممثلاً لهموم الناس الذين اختاروه عن ثقة وجدارة وكان عند حسن الظن والواجب.

كانت اللفتة الكريمة والتقديرية من رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح لمواطن من أصدق أبناء الوطن وأحبهم غير مستغربة من فخامته.. عندما منح فنان الشعب محمد مرشد ناجي بعد تقاعده من مجلس النواب والعمل السياسي درجة وزير بموجب القرار الجمهوري رقم 14 الصادر بتاريخ 3 يناير 2003م.

بعد أن سبق وقام فخامته بتكريم الفنان المرشدي لعطائه الإبداعي الفني الإنساني بوسام الجمهورية من الدرجة الأولى.

وهو ما جعل كل محبي وأصدقاء هذا الفنان الكبير يفرحون له فهو يستحق كل التقدير الذي ناله والمزيد بعد كل ما قدم من عطاء ليصبح أول مطرب يحمل درجة وزير في العالم (يستاهل).

ولكن.. ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.. فقد توقفت درجة الوزارة التي كانت ستساعد هذا المبدع اليمني في تكاليف الحياة، على الورق ولم تطبق على أرض الواقع، بمعنى أنه لم يقبض راتبها حتى الآن.. ولم تعتمد من وزارة المالية والجهات المختصة بعد كل هذه الشهور من منحها له. وما زال يقبض راتبه التقاعدي كعضو مجلس نواب سابق الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أو بأسلوب أهلنا بعدن عند السخرية من ظروف الحياة تعليقاً (لا يجيب حق الباغة والصانونة)؟!.

ولأن (المرشدي) لم يتعود كما نعرف ويعرف كل من يقترب من هذا الانسان الرائع.. على مد اليد (لا قدر الله) أو اللجوء إلى الغير للمساعدة.. وإلا ما كان حال فنان في قامته كما هو الآن مستورا.. ونحن نشاهد أشباه الفنانين يسكنون في القصور والفلل الفاخرة ويسافرون حول العالم بالدرجة الأولى وتستضيفهم الحفلات والفضائيات وهم لم يقدموا ولو جزءا يسيرا أو لا يقارن بما قدمه فنان رائد بقامة (أبو علي) وأعماله الغنائية الخالدة في وجداننا.

لذلك سكت عن الأمر لولا مراجعات أحد أحفاده في الأمر بين الحين والآخر لعل وعسى.

فهل يحتاج الفنان محمد مرشد ناجي إلى أن يدور ويدوخ السبع دوخات ليظفر بحق مكتسب وهبه له أعلى سلطة في البلاد مشكوراً.. في الدوائر المختصة ويوسط فلانا وعلانا؟!.

في آخر زيارة لعدن وأثناء تشرفي بحضور ندوة المناضل محمد علي لقمان المحامي رائد الحركة التنويرية في اليمن التي أقامتها جامعة عدن.. التقيت به في منزله العامر وعرفت بالأمر أو (السالفة) وحزنت.. ولكنه وكعادته الإنسانية وبروحه الفنية المرحة أطلق ضحكته القلبية الساخرة. وبلهجته العدنية الشيخ عثمانية قال: أسكهلك من الموضوع.

ولكني لم أنفذ طلبه ووجدت نفسي وكلي ثقة وإيمان بأن من منحه التقدير بعد الله.. والمخلصين ممن يعرفون قيمة هذا الفنان وما يستحق من تقدير معنوي ومالي لا يرضيهم ما حدث.. أكتب هذا المقال أو ألفت النظر من خلال هذه الحروف والكلمات إلى قضيته العادلة.. لإنصافه فلم يبق في العمر بقية، أطال الله في عمره.. ومن الخير أن نقدر ونحترم مبدعينا الكبار الذين قدموا لنا أعمالاً لا تنسى ولا تقدر بمال ودرجات ومناصب ونعطيهم حقوقهم كاملة في حياتهم بدلاً من أن نكيل لهم المديح والمعلقات بعد الرحيل. ويا معالي الوزير الفنان (المرشدي) ثق بأن حقك سيصلك رغم أنف الروتين وأهله.. طالما أن هناك قائدا بمكانة (ابو أحمد) يعرف قدر الرجال، ومسؤولين كبارا عندما يصل الأمر إليهم مباشرة ينصفون.

ولن تنتظر إن شاء الله هذه المرة طويلاً.

صحفي وناقد سعودي رئيس تحرير مجلة «العقارية»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى