معارك عنيفة بين قوات الحكومة الانتقالية الصومالية والمحاكم الاسلامية .. بعد اندلاع القتال الطرفان يتعهدان للمبعوث الأوربي باستئناف الحوار

> مقديشو «الأيام» ا.ف.ب/رويترز :

>
المبعوث الأوربي وزعيم الإسلاميين يتوجهان إلى قاعة المؤتمرات لمواصلة الحوار في مقديشو أمس
المبعوث الأوربي وزعيم الإسلاميين يتوجهان إلى قاعة المؤتمرات لمواصلة الحوار في مقديشو أمس
اندلعت معارك عنيفة أمس الاربعاء على عدة جبهات بين القوات الحكومية الصومالية المدعومة من قوات اثيوبية والمقاتلين الاسلاميين قرب مدينة بيداوة مقر المؤسسات الانتقالية الصومالية.

واندلعت هذه المواجهات التي بدأت ليل الثلاثاء الاربعاء بعد انتهاء المهلة التي حددها الاسلاميون للقوات الاثيوبية لمغادرة الصومال في منتصف ليل الثلاثاء (21:00تغ). ولم يصدر اي حصيلة عن مصادر مستقلة حتى مساء أمس الاربعاء.

وكانت قوات المحاكم الاسلامية التي ما فتئت تدعو خلال الاشهر الاخيرة الى "الجهاد" ضد القوات الاثيوبية التي تدعم الحكومة الانتقالية، اكدت أمس الأول الثلاثاء انها اوشكت على الانتهاء من استعداداتها لشن حرب على هذه القوات.

لكن زعيم الاسلاميين الشيخ حسن ضاهر العويس وصف هذه المعارك التي اندلعت بحسب قوله بين الاسلاميين والقوات الاثيوبية وليس بين الاسلاميين والقوات الحكومية بانها "حادث بسيط".

وكان الشيخ العويس يتحدث في مقديشو اثر محادثات مع المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال الذي قال ان الاسلاميين وافقوا على استئناف محادثات السلام مع الحكومة.

وتوجه ميشال في وقت سابق الى بيداوة (250 كلم شمال غرب مقديشو) لاجراء محادثات لا سيما مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد ورئيس الحكومة الانتقالية علي محمد جدي، وسلمهما مذكرة حول استئناف محادثات السلام مع المحاكم الاسلامية.

واندلعت معارك عنيفة بالسلاح الثقيل أمس الاربعاء بين الاسلاميين والقوات الحكومية في دينوناي احدى ابرز القواعد العسكرية التي تملكها الحكومة الصومالية الهشة على بعد 25 كلم من شرق بيداوة.

وفي حديث لوكالة فرانس برس، قال محمد عدن احد قادة القوات الحكومية المتمركزة بالقرب من ايدال (60 كلم جنوب بيداوة)، حيث بدأت المعارك ليلة الثلاثاء الاربعاء ان المواجهات استمرت نهارا.

واكد المسؤول العسكري الكبير في المحاكم الاسلامية محمد ابراهيم بلال لوكالة فرانس برس، بالاضافة الى بعض السكان اندلاع معارك قرب مدينة مود مود، احدى قواعد الاسلاميين على بعد بضعة كلم من دينوناي. واكد الاسلاميون الذين وسعوا خلال الايام القليلة الماضية سيطرتهم العسكرية في محيط بيداوة، أمس الاربعاء انهم يسيطرون على مدينة ايدال.

وبحسب الحكومة فقد قتل في المعارك التي دارت خلال الليل، 12 شخصا على الاقل: عشرة من مقاتلي الميليشيات واثنان من القوات الحكومية.ولم يتيسر الحصول فورا على اي تعليق من الحكومة الاثيوبية، غير ان اديس ابابا كانت قد ردت الثلاثاء انها لن ترضخ لتهديدات الاسلاميين.

وبحسب وزارة الدفاع الصومالية، فإن ابو طه السوداني احد ابرز المشتبهين والملاحقين من واشنطن لاعتدائي كينيا وتنزانيا عامي 1998 و2002، هو الذي يتزعم الاسلاميين في معارك ايدال.

وتتهم الولايات المتحدة الاسلاميين بإقامة علاقات مع تنظيم القاعدة، وهي تهمة ينفيها الاسلاميون. وفي منتصف ديسمبر اعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جينداي فريزر ان القاعدة سيطرت على المحاكم الاسلامية.

ويتخوف من ان تؤدي التوترات بين الاسلاميين والحكومة الانتقالية الى اندلاع نزاع كبير في منطقة القرن الافريقي، بسبب لعبة التحالفات.

اذ تدعم اريتريا المحاكم الاسلامية في مواجهة اثيوبيا في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترا شديدا منذ الحرب الحدودية التي دارت بينهما بين 1998 و 2000.

الحكومة الصومالية تؤكد مقتل "مئات" من المقاتلين الاسلاميين

اكدت الحكومة الانتقالية الصومالية ان "مئات" من المقاتلين الاسلاميين قتلوا أمس الاربعاء في المعارك التي دارت بين القوات الحكومية المدعومة من قوات اثيوبية والاسلاميين بالقرب من بيداوة، بحسب بيان لوزارة الاعلام.

وجاء في بيان من وزارة الاعلام حصلت وكالة فرانس برس نسخة عنه "ان الحكومة الانتقالية الفدرالية تؤكد انه تم صد هجوم للمحاكم الاسلامية وحلفائها الارهابيين".

واضاف ان "قذائف هاون بدأت قبيل الفجر أمس (الاربعاء) بالسقوط على ضواحي بيداوة واستمرت حتى الظهر اعقبها هجوم واسع النطاق على الارض واستمر حتى الغروب".

واوضح البيان ان "ثلاث سيارات (بيك اب) مجهزة برشاشات احترقت وان مئات من مقاتلي المحاكم قتلوا فيما جرح مئات آخرون".

وتعذر التأكد من هذه الحصيلة من مصدر مستقل.

وحسب وزارة الاعلام، فان المحاكم الاسلامية هاجمت أمس الاربعاء مقر المؤسسات الانتقالية للحكومة الصومالية على جبهتين: القواعد العسكرية الحكومية في داينوناي (على بعد 30 كلم الى جنوب شرق بيداوة) وميناس (30 كلم الى جنوب غرب بيداوة).

وشدد البيان على ان "الحكومة الانتقالية الفدرالية طلبت من المحاكم الاسلامية الامتناع عن شن حرب مدمرة" مضيفا ان "الحكومة واثقة بالواقع بانها ستصد بطريقة حاسمة اي محاولة تقوم بها المحاكم الاسلامية لمهاجمة بيداوة، مقر الحكومة الصومالية".

أوروبا: حكومة الصومال والإسلاميون يحضرون محادثات سلام

قال مبعوث للاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء إن الحكومة الصومالية المؤقتة وخصومها من الإسلاميين تعهدا بحضور جولة رابعة من محادثات السلام وذلك بعد يومين من الاشتباكات التي عززت المخاوف باندلاع حرب.

وصرح لويس ميشيل مفوض التنمية والمساعدة الإنسانية للاتحاد الأوروبي للصحفيين قائلا "جدد الجانبان التزامهما بعملية الخرطوم وبحل سياسي للأزمة الصومالية."

وأضاف بعد لقائه الطرفين أمس في الصومال في مسعى لتجنب حرب شاملة "قررا استئنـاف عملية حوار الخرطوم دون شروط."

ولم يستطع المسؤول الأوروبي اعطاء موعد للجولة التالية من المفاوضات لكنه عبر عن أمله في أن يكون قريبا. ومضى يقول "عليهما أن يقررا سويا. لا أستطيع أن أعطيك موعدا لكنه لن يكون بعيدا."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى