> قال عراقيون في حديثة حيث قتل 24 من المدنيين العزل في العام الماضي أمس الجمعة إنه يتعين إعدام أربعة من جنود مشاة البحرية الأمريكية متهمين بقتل المدنيين العزل وهي عقوبة لن توقع عليهم في الولايات المتحدة.

وقال شاب رفض نشر اسمه "يتعين أن يسلموهم إلينا لنقتلهم. إنهم لا يستحقون المحاكمة."

وتجمع خالد سلمان الذي قتلت شقيقته أسماء ضمن 24 شخصا قتلوا في حديثة مع أصدقائه في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة لمشاهدة التغطية التلفزيونية لإعلان الاتهامات.

وقال سلمان (41 عاما) "هؤلاء الجنود قتلوا 24 شخصا. قتلوا نساء وأطفالا أليس ذلك كافيا لإعدامهم.. حتى تشعر الأسرة براحة البال",وأضاف "إنها محاكمة سياسية ولن تعيد حقوقنا."

وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إنه لا يوجد بين اتهامات القتل ما يؤدي إلى حكم محتمل بالإعدام لأن جنود مشاة البحرية ليسوا متهمين بالقتل مع سبق الاصرار.

وكان الليل قد انتصف بالعراق عندما أعلن الجيش الأمريكي أنه اتهم أربعة من مشاة البحرية بالقتل وأربعة آخرين بتهمة الإهمال في الخدمة في حادث القتل الذي وقع في نوفمبر تشرين الثاني عام 2005 بمحافظة الأنبار المضطربة شمال غربي بغداد.

ويقول شهود عراقيون إن جنود مشاة البحرية الغاضبين قتلوا المدنيين بالرصاص في منازلهم انتقاما لمقتل زميل لهم في انفجار قنبلة على الطريق أصابت قافلة في البلدة.

إلا أن جنود مشاة البحرية الأربعة وهم فرانك ووتريتش وسانيك دلتا كروز وجوستين شارات وستيفين تاتوم لا يواجهون سوى أحكام بالسجن لأن الاتهامات الموجهة لهم بالقتل دون سبق الاصرار.

وينفي محامو الدفاع رواية الشهود العراقيين للأحداث ويقولون إن مشاة البحرية كانوا يخوضون معركة حامية في حديثة إثر انفجار القنبلة وإن المدنيين ربما قتلوا خلال الفوضى.

وسهر الكثيرون في حديثة الواقعة على نهر الفرات وعدد سكانها 100 ألف نسمة لمشاهدة التغطية على قناة الجزيرة الفضائية,وفي صباح أمس الجمعة كانت المحاكمة هي حديث البلدة وتجمع كثيرون أمام الشاشات لمشاهدة تغطية خاصة دون ان تكون لديهم ثقة تذكر في العدالة الأمريكية.

وقال طلال سعيد وهو قاض كان يشاهد الأخبار في منزل سلمان "لو كنت القاضي في هذه المحاكمة لحكمت عليهم بالإعدام بسبب الجريمة المروعة التي ارتكبوها. يتعين محاكمتهم في العراق وبموجب القانون العراقي."

وأضاف "هذه محاكمة استعراضية فقط لإظهار أن الأمريكيين يفعلون شيئا ليكونوا عادلين مع العراقيين وليست أكثر من ذلك".

ووصف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القتل بأنه جريمة بشعة. وأسهم الحادث إضافة إلى انتهاكات حقوق السجناء في سجن أبو غريب في تشويه صورة أمريكا واثارا انتقادات دولية.

وتزايد الغضب إزاء القوات الأمريكية منذ فرض إجراءات أمنية مشددة قبل ثلاثة أسابيع إثر تحطم طائرة هليكوبتر.

وقال الجيش الأمريكي قبل أسبوعين إن الإجراءات تهدف إلى "تقييد حرية حركة المتمردين الذين يشنون حملة قتل وترويع على سكان هذه المنطقة."

وقال محمد علي وهو صاحب متجر إن نقص الغذاء استمر لمدة ثلاثة أسابيع حتى قبل يومين عندما سمحت القوات الأمريكية بدخول بعض البضائع إلى البلدة.

واضاف علي ان "الأمريكيين يتجولون بسياراتهم ويقولون لنا عبر مكبرات الصوت إننا يتعين أن نسلم المسلحين وإلا فان الحصار سيستمر ولكن من أين نأتي بالمسلحين.. إننا لا نعرفهم."

وقال صابر محمد وهو مدير مدرسة إن الموقف صعب جدا,وأضاف "لا دراسة بالمدارس فالأمريكيون عزلوا حديثة عن باقي منطقتها وبالتالي ففي أغلب الأوقات لا يستطيع التلاميذ المجيء إلى المدرسة."

وأضاف "إلى متى سيستمر هذا الموقف.. إذا كان المسلحون يهاجمون القوات الامريكية فلماذا يدفع الأبرياء الثمن.."