تكريم أنيسة وطفليها وحمدان لكسرهم حاجز الخوف وإبداء الشجاعة في التصدي للمعتدين .. أمل الباشا: إذا لم تقم وزارة حقوق الإنسان بدورها فلتقفل أبوابها

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
أمل الباشا أثناء حديثها في حفل التكريم لضحايا انتهاك حقوق الإنسان
أمل الباشا أثناء حديثها في حفل التكريم لضحايا انتهاك حقوق الإنسان
تكاتف ائتلاف منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع (صحفيات بلا قيود) لتكريم أخوة لنا تعرضوا للاضطهاد والتعذيب في سجون السلطة وعلى يد أحد الشيوخ في الحديدة وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي تم الاحتفاء به أمس بنادي ضباط الشرطة بصنعاء.

فقد تم تكريم الأخت أنيسة أحمد الشعيبي وطفليها الذين تعرضوا للاضطهاد والحبس، وتعرضت هي للتعذيب والاغتصاب في سجون البحث الجنائي بأمانة العاصمة، والأخ حمدان درسي الذي تعرض أيضاً للتعذيب والاغتصاب والاعتداء من قبل الشيخ شعيب الفاشق.

الشجاعة والخوف

بدأ التكريم بكلمات شجاعة سادها الخوف والبكاء تارة والصمت تارة أخرى للأخت أنيسة الشعيبي التي روت للإعلام والحاضرين كيف تم معاملتها هي وطفليها كما روى الطفلان ما تعرضت له أمهما أمام أعينهما في سجون البحث الجنائي من ضرب واعتداء وأمور أخرى لا يتقبلها عقل ولا دين ولا أخلاق ولا إنسانية.

ثم تحدث الأخ حمدان درسي عن واقعة الاعتداء والاغتصاب اللذين مورسا عليه من قبل شيخ في محافظة الحديدة.

كما تحدثت الأخت توكل كرمان رئيسة منتدى صحفيات بلا قيود شاكرة المكرمين لتصديهم لمن اعتدوا عليهم من مسئولين نافذين وكسروا حاجز الخوف والصمت في قضايا لا يجرؤ الكثيرون على الحديث عنها، وأشارت في كلمتها الى أن المجتمع أمام انتهاك بشع لحقوق الإنسان وجرائم إنسانية لا يسكت عنها إلا متواطئ فيها.

قضية كيدية ضد الأم

الطفل هارون والطفلة ريما ولدا الأخت أنيسة الشعيبي قالا للحاضرين: «نحن أبناء رجل قتل واتهمت أمنا في التسبب بمقتله، وبعد سنة من بهذلتها في السجون اتضح أنه يعيش وليس مقتولاً. وكانت القضية كيدية».

وتمنى الطفل هارون (7 سنوات) أن يكون محاميا أو صحفيا ليكشف حقيقة الأجهزة الأمنية المتواطئة مع المجرمين والفاسدين واللا أخلاقيين في ما أسموه «البحث الجناني».

أما الاخت أنيسة الشعيبي التي أكبر فيها الجميع الشجاعة فقد قالت:«لن أسكت وسوف أكسر هذا الحاجز وقد يعتبرها البعض فضيحة.. اذاً فلنحسبها فضيحة ونكمل ايش عاد باقي».

وشكر الأخ حمدان درسي الجميع على تعاونهم معه مطالباً بمعاقبة من اعتدى عليه وعلى كرامته وأهانه أمام عساكره وبلاطجته وهو الشيخ شعيب الفاشق.

السكوت عن المظالم جريمة كبرى

الطفل هارون يروي للحاضرين الواقعة
الطفل هارون يروي للحاضرين الواقعة
تحدثت الأخت حورية مشهور، رئيسة تحرير صحيفة «اليمانية» ونائبة رئيس منظمة المرأة، عن دور وسائل الإعلام في التحرك لرفع هذه القضايا الى الرأي العام ، مؤكدة ان السكوت عن مثل هذه المظالم جريمة كبيرة ، آملة ان تتخذ مؤسسات الدولة اجراءتها السريعة.

وقالت الأخت ليزا، من إدارة الشكاوى والمظالم بوزارة حقوق الإنسان ان الوزارة وجدت للكشف عن هذه الجرائم وليست جهة معاقبة او قضائية، وأشارت الى ان قضية أنيسة الشعيبي قد شابها التجاوزات والروتين الممل من أجل وصول القضية الى موقع المسئولية عن الجرم ، مؤكدة ان الوزارة ستعمل حتى يصل المعتدون على أنيسة وطفليها وحمدان الى القضاء.

ثقافة الثور

أشار الأستاذ محمد ناجي علاو، محام وقانوني ورئيس منظمة (هود) للحقوق والحريات الى ان الكثير من الضحايا يخشون سطوة المجتمع قبل ان يخشوا رخوة يد القانون ، مؤكداً «ان المشكلة ليست مشكلة قانون بل ان المشكلة هي كيفية اثبات الحالة والخوف من الابتزاز الاجتماعي والاهل الذين يضغطون أحيانا أكثر من المؤازرة ، وخاصة لدى النساء اللاتي يتعرضن لابتزاز اجتماعي بالاضافة الى غياب قبضة العدالة ويد القانون وبطء اجراءات التقاضي».

وقال:«ونحن نكرم اليوم الاخت أنيسة الشعيبي لأنها منذ أكثر من عام وهي مصرة على متابعة من اعتقلوها بمخالفة الدستور والقانون ومن وضعوها في زنزانة منفردة وطفليها في سجن للرجال ثم نقلوا اطفالها ليشاهدوا أمهم تتعذب أمام أعينهم وهي لم تتحدث عن أشياء كثيرة أمامكم . وهذه المسألة ليست عرضة في المجتمع اليمني بل انها أصبحت تتنامى والاخت أنيسة وقضيتها كما اتضح في النيابة ان الدعوى كيدية وانها بريئة وطليقها الذي قيل انها قتلته يعيش على قيد الحياة ، ونحن ملزمون بالدفاع عن هؤلاء وعلينا ان نحرص على كرامة الانسان». موجهاً سؤاله للعلماء والصالحين والفقهاء حول هذه المسألة وحول ممارسات البحث الجنائي.

وعن قضية حمدان درسي أشار الى ان تضحية حمدان «أكبر ممن يدعون النضال ونكرمهم والتكريم اليوم أكبر».

وعن آخر المستجدات في قضية أنيسة قال علاو:«تحدثنا الى الاخ وزير الداخلية وقال خلونا نجلس معاكم ومع مدير البحث رزق الجوفي ونحل القضية ودياً والحل الودي هذا لن نقبل بالانتقال من ثقافة الثورة الى ثقافة الثور التي تمارس اليوم».

ضحايا الاعتداء ومنظمات المجتمع المدني
ضحايا الاعتداء ومنظمات المجتمع المدني
وتوجه علاو برسالة شكر للنائب العام «وإن كان واجبه فقد أمر بالتحقيق في قضية حمدان وتم الكشف على حمدان وأثبتوا حالة الاعتداء عليه في (دبره) وحالة التعذيب».

أمل الباشا: ما حاجتنا بوزارة لا تقوم بواجبها

أما الاخت أمل الباشا فقد خاطبت وزارة حقوق الانسان بالقول :«إن لم تقم بواجبها ودورها فلتقفل أبوابها أفضل وليس المجتمع بحاجتها» مشيرة الى ان التكريم «مصدر إلهام وتأسيس لثقافة البوح وهم أبطال حقوق الانسان» .

وقالت:«لابد ان نقفل سلسلة سجن ابو غريب في اليمن التي امتدت في جميع المحافظات . لن تقفل الا بهذا الحراك المدني والاعلام الحر الشريف الذين نحييهم ونحيي نضالهم معنا»، مطالبة «بدعم الضحايا وإطلاق حملة تبرعات لتعويض الضحايا الذين أمامنا».

الأستاذ عبدالله علاو رئيس دائرة الشكاوى بوزارة حقوق الإنسان أشار في كلمته إلى أهمية وجود الشراكة بين منظمات المجتمع المدني ووزارة حقوق الإنسان وشراكة حقيقية وفعلية للدفاع عن حقوق الانسان، مشيرا الى وجوب إنشاء مؤسسة وطنية تعنى بحقوق الإنسان بالشراكة مع المجتمع المدني وأن تكون مستقلة قانونا وفقا لرأي البرلمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى