الباشا يموت ضحكاً .. قراءة في قصة (الموت ضحكا) لأحمد سعيد باشا

> «الأيام» د.هشام محسن السقاف:

>
د.هشام محسن السقاف
د.هشام محسن السقاف
الأدب الجميل يفجر الدهشة والأسئلة، لكنه ليس معنياً بأي حال من الأحوال أن يقدم الوصفات الجاهزة والإجابات الشافية والمواعظ,وأحمد سعيد باشا صنف من المبدعين حين يكون المبدع حالة استثناء في محيط متشابه، وحين لا يكون هناك خيار ثان إزاءه ليلتحق بركب الحياة كباقي الناس مفصولا عن تكويناته ومكنوناته الإبداعية.

و أحياناً، ومن قهر الظروف المحيطة وكومة العيال بتجليات مبدع يعلو على عسف وشظف الحياة، وتورق من هذه الثنايا حالات تداركية حالمة وراصدة وسابحة في أجواء الغد قبل أن يكون الغد غداً.

جنياً.

ويقيناً ان الباشا سيبكي إذا استمع مرة منا وبأصواتنا، إلى ما ينثه في فضاء الأدب من سرد جميل (فقد بكى جوركي حين سمع شعره لأول مرة. كان ذلك في عام 1914م.. قبل الثورة بثلاث سنوات) يقول الباشا في (الموت ضحكاً):

سيجارة.. فنجان الاكت بدورها الإيحائي في اللا مدرك ومترائي لنا في الوهلة الاولى، فذاك شأن لا ينبغي تداركه بالإجابات المباشرة بل هي اللحظة الإبداعية المتقنة التي تخلق فينا الدهشة:

عاصفة من الضحك تجتاح الغرفة عندها سقط من سقط مغشيا عليه، واستسلمت الاشياء.. الأثاث والصور لحالة اللا حراك فنجان الشاي ايضا- بعد لحظات اهتزاز-أغمي عليه، فاندلق بما تبقى على رأس الزقاق موقظا إياه.. كي يموت معنا(ص 12)، كان (انطون تشيخوف) يفجر الحواد للعظمة بريق؟

أليست العظمة الحقيقية هي صدق الإنسان مع نفسه، ذلك الصدق الذي يجعله شريفاً ونبيلاً وجسوراً ومضحياً بنفسه الى ابعد الحدود، ولكن دون أن يتكلم» (صلاح عبدالصبور، الكتاب الذهبي 1971م: في مدينة الشعق والحكمة ص 22).

نعم ، لن يمضي زمن طويل تهمل فيه ارهاصات المبدعين بدون عناية أو قراءة نقدية فاحصة، هكذا الى الأبد، سنجد بصيصاً من ضوء يفتش عنا في خبايا وأسرار وتكوينات مبدع أسمر فقير يخرج بنا عن دائرة المألوف والمتكرر في حياتنا الإبداعية بسرد تأسيسي وتجربة ترتشف من تجارب السابقين لتستحوذ على ريادتها في المستقبل، رغم الإهمال الماحق الذي يلف مبدعينا المتميزين ومنهم هذا الفنان السردي أحمد سعيد باشا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى