إعدام صدام يغضب كثيرا من العرب ويسعد أعداءه

> بيروت «الأيام» أليستير ليون:

>
إعدام صدام
إعدام صدام
ابتهج أعداء صدام حسين وتملك الغضب من انصاره فيما شعر كثيرون من العرب بالاساءة لإعدامه شنقا في بداية ايام عيد الأضحى المبارك,وقال المتعاطفون مع الرئيس العراقي السابق انه ضحية محاكمة عراقية مفعمة بروح انتقامية تبنتها الولايات المتحدة.

وشكا البعض في الكويت وايران لعدم محاسبة صدام عن الحروب ضدهما.

وانتقدت المملكة العربية السعودية يوم السبت زعماء العراق الشيعة لتنفيذهم حكم الاعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عيد الاضحى وقالت ان محاكمته اتخذت طابعا سياسيا.

وقال مذيع بتلفزيون قناة الاخبارية في بيان تلاه "..ساد شعور بالاستغراب والاستهجان ان يأتي تنفيذ الحكم في الشهور الحرم وفي اول ايام عيد الاضحى المبارك."

وقال البيان الذي نسب الى محلل سياسي بوكالة الانباء السعودية "ان ملايين المسلمين تنتظر ان ينظر العالم كله لا القيادات السياسية في الدول الاسلامية فقط باحترام لهذه المناسبة العظيمة وهيبتها ومكانتها في نفوس وضمائر المسلمين

لا ان يستهان بها."

ووصلت النهاية العنيفة لصدام إلى غرف المعيشة في العالم العربي بلقطات تلفزيونية لجلادين ملثمين وهم يحكمون حبل المشنقة حول رقبته. وعبر كثيرون عن استيائهم ايضا من لقطات منفصلة عرضت جثة صدام ملفوفة بكفن ابيض.

وقال الكثير من العرب ان توقيت شنق صدام بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية حدد بشكل استفزازي ليتزامن مع عيد الاضحى مما قد يؤجج نيران العنف في العراق.

وقالت اردنية تدعى رنا عبد الله (30 عاما) وهي تعمل في القطاع الخاص "هذا اسوأ عيد على الاطلاق للمسلمين. انتابتني قشعريرة عندما شاهدت اللقطات."

وقال هشام قاسم وهو ناشر بصحيفة مصرية وناشط بمجال حقوق الانسان ان بث اللقطات امر مثير للجدل.

لكنه اضاف ان هذا الرجل كان واحدا من اكثر ممارسي القتل الجماعي وحشية في تاريخ البشرية. واضاف انه مثل هتلر وستالين.

ولكن في القرية العراقية الفقيرة التي ولد فيها صدام حسين توعد المواطنون بالانتقام. وقال شاب في العوجة التي تبعد 150 كيلومترا شمالي بغداد "سنصبح جميعا قنبلة."

وأعلنت ليبيا الحداد الرسمي على الرئيس العراقي السابق صدام حسين لمدة ثلاثة أيام وألغت الاحتفالات العامة بالعيد. كما نكست الأعلام على المباني الحكومية.

وفي حين امتنعت كثير من الحكومات العربية عن التعليق وصف مساعد بارز للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاعدام بانه نهاية مأساوية لعهد صدام في تاريخ العراق.

ووصف هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اعدام صدام بانه "نهاية مأسوية لمرحلة حزينة في التاريخ العراقي".

واضاف يوسف قوله لرويترز في القاهرة "نأمل الا يؤدي ذلك الى مزيد من العنف والتوتر ونأمل ان يركز الشعب العراقي على المستقبل ليتمكن من تجاوز هذه المرحلة ووقف العنف وتحقيق المصالحة الوطنية."

وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن الأسف لقيام السلطات في العراق بالمضي قدما في تنفيذ الحكم بإعدام الرئيس العراقي السابق وأن يكون ذلك في أول ايام عيد الاضحى.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن علاء الحديدي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "نأمل في ألا يؤدي تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق .... الى مزيد من التدهور في الاوضاع."

وقالت حكومة الاردن انها تأمل في الا يكون لتنفيذ حكم الاعدام اي "عواقب سلبية."

وقال عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن لقناة الجزيرة التلفزيونية "الناس في الشارع العربي يتساءلون من الذي يستحق الإعدام.. الحاكم صدام حسين الذي حافظ على وحدة العراق وحافظ على الهوية العربية والإسلامية والتعايش بين مختلف الطوائف السنية والشيعية ..هذا الرجل يستحق المحاكمة أم الذي ورط العراق بهذه الحرب الأهلية الدموية.."

ولم ترد تقارير عن خروج مظاهرات في العواصم العربية حيث انشغل المسلمون بعطلة عيد الاضحى لكن آلاف الهنود ومعظمهم من المسلمين نظموا احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة.

وقال تاج الدين الحسيني استاذ التشريعات الاقتصادية الدولية وهو مغربي ان "التضحية الرمزية" بصدام في يوم يذبج فيه المسلمون الاضاحي سيزيد الامور سوءا.

وفي افغانستان التي كانت الهدف الأول السابق على العراق في الحرب التي اعلنتها الولايات المتحدة على الارهاب قال القيادي الكبير بطالبان ووزير الدفاع السابق الملا عبيد الله أخوند ان اعدام صدام سيوحد المسلمين ضد الولايات المتحدة.

وقال لرويترز في اتصال هاتفي "إعدام صدام يوم العيد هو تحد للمسلمين. إعدامه سيرفع من روح المسلمين المعنوية. الجهاد في العراق سيزداد ضراوة والهجمات ضد القوات المحتلة ستزيد. الآلاف من الناس سينهضـون والكراهية لأمريكا تملأ قلوبهم."

وصدمت أنباء إعدام صدام الفلسطينيين الذين اعتبر كثير منهم الرئيس العراقي السابق بطلا قوميا لإطلاقه صواريخ على إسرائيل أثناء حرب الخليج عام 1991.

وقال أبو محمود سلامة عقب الصلاة بأحد المساجد "أهو شاة ليذبح.. أعتقد أن الأمريكيين أرادوا أن يقولوا لجميع القادة العرب وهم خدم لهم إنهم مثل صدام ليسوا إلا خرافا تذبح في العيد."

وقال مشير المصري عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس الحاكمة إن "إعدام الرئيس صدام حسين دليل على سياسة أمريكا الإجرامية والإرهابية وحربها على كل قوى المقاومة في العالم."

وفي الكويت حيث تشتد كراهية الناس لصدام بسبب غزوه البلاد في عام 1990 رحب جاسم محمد الخرافي رئيس البرلمان بإعدام صدام قائلا انه جعل الكويت في عيدين.

لكن احمد الشطي مدير ادارة التوعية والاعلام الصحي قال إن الرئيس العراقي مجرم لم يحاكم على جرائمه التي ارتكبها في الكويت.

وفي ايران الشيعية قال حميد رضا آصفي نائب وزير الخارجية ان اعدام الرجل الذي قاد العراق في حرب باهظة التكلفة ضد الجمهوية الإسلامية في الثمانينات نصر للعراقيين.

لكن يوسف مولائي الخبير الايراني في القانون الدولي قال ان اعدام صدام فجر يوم السبت يمثل اخفاقا للعدالة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى