> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

السيد اوغو انتيني
السيد اوغو انتيني
«في اعتقادي أن إعدام صدام حسين، الرئيس العراقي السابق كان خطأ» هكذا بدأ حديثه السيد اوغو انتيني، نائب وزير الخارجية الإيطالي في لقاء خاص مع «الأيام» مساء أمس الاربعاء 3/1/2007م، وذلك في إطار زيارته لليمن للإعداد والتحضير للاحتفال بمناسبة مرور 80 عاماً على العلاقة اليمنية الإيطالية والعمل على توطيد هذه العلاقة.

وفي هذا الصدد قال نائب وزير الخارجية الايطالي:«لدينا مع اليمن تاريخ طويل مشترك وسياسة مشتركة وجاءت زيارتي هذه لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين حيث قابلت وزير الخارجية السيد أبوبكر القربي، ووزير الداخلية السيد رشاد العليمي وتناقشنا مطولا في مواضيع مختلفة منها ما يهم ويوطد العلاقات المختلفة بين البلدين، ولقد اتفقنا على عدة نقاط ولدينا في ايطاليا الآن رئيسة حكومة جديدة، والحكومة الآن مشغولة جدا بالاتحاد الأوروبي ونتصور أن أوروبا ستتطور أكثر فأكثر، وهذا التطور يبدأ بثلاث مراحل هي توحيد اليورو ومن ثم الـ 15 دولة الاوروبية التي تعد بمثابة الآباء في تأسيس أوروبا، ومن ثم توحيدها مع الاوروبيين الجدد الذين انضموا مؤخرا الى الاتحاد الاوروبي وهي 26 دولة، وعلينا أن نتعاون مع هذه الدول ونوطد علاقتنا بها، وهذه الدول من الشرق الاوسط وفي المستقبل يمكن ان تنضم اليمن ودول الخليج الى هذا الاتحاد الاوروبي، وهناك اتفاقية مع الدول المنظمة في برشلونة حول هذا الموضوع».

وحول انطباع ايطاليا عن الانتخابات التي جرت مؤخرا في اليمن وسير الديمقراطية في اليمن تحدث قائلا: «اليمن انتخبت انتخابا طبيعيا وبشكل عادل وسليم وذلك بشهادة المراقبين الدوليين وكل المشاركين والمراقبين الذين أتوا من الاتحاد الاوروبي أشادوا بذلك، ولكن نلاحظ انه يوجد في اليمن معارضة كثيرة وذات تأثير قوي ونحن نفكر في مدى الاستقرار والديمقراطية داخل اليمن فهما كفتان يجب أن يرجحا معاً لضمان مستقبل اليمن».

وعن مستجدات العلاقات ما بين الحكومة اليمنية والحكومة الايطالية صرح السفير الايطالي ماربو بوفو لـ «الأيام» قائلا: «العلاقات اليمنية الايطالية جيدة على الصعيد السياسي وتدخل في مجال العلاقة الاقتصادية وفي هذه اللحظة نعمل مبدئيا للتعاون بين اليمن وايطاليا من خلال مجالات الآثار والأسماك والسياحة.

وإيطاليا مشهورة بالخبراء الآثاريين وفي هذه الأيام زار الوزير الخبراء الايطاليين الذين يعلمون على ترميم الآثار القديمة في اليمن منها ما هو موجود في دار المخطوطات والموقع الأثري في براقش وتمنع، وغدا سيزور الجامع الكبير في صنعاء القديمة حيث يوجد هناك خبراء ايطاليون يقومون بصيانة المسجد وخاصة السقف، وهذا الترميم هو ممول من الحكومة اليمنية، كما أننا نقوم منذ ثلاثة أعوام بتعليم اللغة الايطالية في جامعة صنعاء، ولدينا برامج منح دراسية وبالذات في مجال الطب ولقد أضفنا في هذا العام 2007م أربع منح لدراسة الطب في إيطاليا، وهناك المزيد من صور التعاون في هذا العام.

ونحن مركزون على ثلاثة جوانب هي قطاع الآثار، حيث سنعمل على إنشاء متحف مفتوح في اليمن يضم أهم الآثار اليمنية، والجانب الثاني الاهتمام بقطاع الأسماك ويمكن لرجال الاعمال الايطاليين العمل في هذا المجال والاستثمار من خلاله، وثالثا لدينا أحجار كبيرة من الجرانيت وإيطاليا رائدة في أعمال السيراميك والرخام وهناك سوق كبير لها في اليمن، حيث تستخدم كثيرا في المباني والقصور ويمكن أن نستثمر ذلك، وكذلك إيطاليا مشهورة بتصدير الآلات الصناعية المختلفة ومنها ما يصدر إلى اليمن.

وهناك تعاون أيضا في مجال الأمن والاستقرار ولقد ناقشنا ذلك مع وزير الداخلية، وخصوصا فيما يخص خفر السواحل، وقد زار رئيس خفرالسواحل الايطالي اليمن مؤخرا وأهدت الحكومة الايطالية اليمن قارباً لضبط السواحل، وهناك شركة إيطالية كبيرة فازت بعمل نظام الرادارات في اليمن، وهناك أيضا مشروع الحفاظ على البيئة وتطوير السياحة».

وعن دعم إيطاليا وأوروبا لقضايا الشرق الاوسط ولعملية السلام تحدث نائب الوزير الإيطالي قائلا: «على أوروبا وإيطاليا دعم جانب السلام في الشرق الأوسط، ونحن نريد أن نتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية في هذا الجانب، ولكن الاتحاد الاوروبي يختلف في كثير من الجوانب مع أمريكا وفي الكثير من الاتجاهات، ونحن قد نستطيع أن نقدم شيئا للشرق الأوسط لا تستطيع أمريكا أن تقدمه، وهناك تفهم كبير لهذا الشأن من الدول العربية، وأوروبا تلعب دورا قويا في القضايا والشئون العربية ابتداء من لبنان حيث كان التدخل في قضية لبنان بقيادة الاتحاد الاوروبي وخاصة ايطاليا فقد كانت السباقة في الدخول الى لبنان، ولكن لبنان ليست نقطة الوصول بل هي نقطة الانطلاق الى حل قضية الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية التي هي أهم القضايا، فإذا لم نستطع تداركها بسرعة وحلها فستتحول إلى كارثة».

< ما هي الجهود الدبلوماسية الايطالية لوقف سيل الدماء الصومالية جراء التدخل الاثيوبي في الصومال؟

- في لقائنا مع وزير الخارجية اليمني ووزير الداخلية كانت وجهات نظرنا متقاربة في وجوب إحضار قوة دولية الى الصومال بدلا عن القوة الاثيوبية والعمل على المصالحة بين الجماعات الإسلامية والحكومة ووقف الحرب بينهما ومساعدة الحكومة الشرعية الصومالية، ونفهم أن اليمن لديها مشاكل خاصة بسبب هذه الحرب فهناك في اليمن بحدود 300 ألف لاجئ صومالي ويتوقع خلال هذه الحرب مجيء لاجئين أكثر إلى اليمن، وستواجه اليمن قضية انسانية مستهدفة، وإيطاليا لديها دعم في مجال التدخل السريع لحل هذه المشكلة ولقد تواصلت شخصيا مع حكومتي لدعم اليمن ماديا لمساعدة اللاجئين الصوماليين، واليوم في بروكسل يعقد اجتماع يخص القضية الصومالية وأكيد سيقرر شيئا حيال هذه القضية.

< دعت الحكومة الايطالية الأمم المتحدة الى وقف إعدام الشخصيات الكبيرة .. لماذا؟ وما موقفها من إعدام صدام حسين، الرئيس العراقي السابق؟

- أوروبا تبدأ الآن نظاما جديدا وتثبته للأجيال القادمة والتركيبة الاوروبية ضد الحكم بالإعدام وتتقدم اوروبا للامم المتحدة لوقف هذه الإعدامات للشخصيات الهامة، وهذه الفكرة أتت بعد إعدام صدام حسين ليس بسبب مبدأ ما ولكن للهدف السياسي .. وهو الاستقرار في العراق والذي يجب أن يكون بين السنة والشيعة، وهناك سؤال يتبادر هل إعدام صدام حل هذا الخلاف؟ وبالتأكيد فإن الإجابة بالنفي ولهذا فأنا أعتقد أن إعدام صدام كان خطأً كبيراً لأنه لم يحل أي إشكال.

< ما موقف إيطاليا من الحملات الإعلامية الأوروبية الموجهة ضد الإسلام والمسلمين؟

- هناك أقلية قليلة في ايطاليا وفي الاتحاد الاوروبي بشكل عام هم ضد الإسلام، ولكن النسبة الأكبر منهم ليسوا ضد الإسلام وإنما ضد المتطرفين والإرهاب ويحترمون الإسلام فنحن نعلم جيدا أن الإسلام يعني السلام وخطأ كبير جدا أن يقارن الإسلام بالحرب، وفي آخر مؤتمر بين أوروبا والشرق الأوسط والذي تم في اسبانيا الشهر الماضي قال وزير الخارجية المغربي شيئا مهما «لا يوجد حرب بين حضارات أو ضد الثقافات ولكن توجد حروب أخرى والحروب تختلف بين أوروبا والشرق الأوسط وهناك فرق بين الثقافة الأوروبية وبين الثقافة الشرقية ويجب علينا أن نعمل معا على التخفيف من هذه الحرب».

وفي هذا الصدد نحن نحاول تسهيل الدراسات الدينية في إيطاليا ونعمل كثيرا في هذا الجانب.