10نصائح" إلى بوش لمعالجة الوضع في العراق

> لندن «الأيام» بي بي سي:

> رغم الاهتمام الواسع للصحف البريطانية الصادرة أمس الثلاثاء بقصة راث كيلي، وزيرة الدولة البريطانية لشؤون الجاليات، التي قررت نقل ابنها، الذي يعاني من مصاعب في التعلم، من مدرسة حكومية إلى مدرسة خاصة، فقد أفردت هذه الصحف مساحات واسعة للشؤون العربية وأبرزها الشأن العراقي.

خطوة كيلي، وهي وزيرة سابقة للتربية في بلادها، أثارت ردود فعل كثيرة ومتباينة بين مؤيد لحقها كأم في البحث عن أفضل خدمة تعليمية لابنها وبين معارض يرى في الخطوة رمزا "للنفاق الضارب في قلب الحكومة العمالية البريطانية التي تنصح الناس بشيء وتمارس عكسه".

"نصائح عشر"

وقبل يوم واحد من إماطة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش اللثام عن استراتيجيته الجديدة للتعامل مع الوضع في العراق، ينبري الكاتب الإيراني أمير طاهري ليوجه من على صفحات صحيفة التايمز اللندنية "عشر نصائح" للرئيس بوش بشأن الطريقة الأنجع للخروج من المستنقع العراقي.

طاهري يتوجه أولا بالنصح إلى وزارة الدفاع الأمريكية،البنتاغون التي أعدت استراتيجية بوش الجديدة، فيقترح عليها إضافة هدف "العمق" إلى أهداف الخطة الثلاثة الرئيسية وهي: زيادة حجم القوات الأمريكية في العراق وإطالة أمد بقائها هناك إلى أطول فترة ممكنة ومن ثم الانتهاء إلى إعادتها إلى أمريكا بعد تحقيق النصر.

في أولى نصائحه لبوش، يقول طاهري:

الرئيس العراقي السابق صدام حسين

مهما أطلقت من إعلانات، فلتتأكد أولاً أن إدارتك وقادتك العسكريين يؤمنون بما تعلن عنه. فالصحفيون الذين يقومون بتغطية الوضع في العراق يعرفون أن هناك ثلاث حروب تدور رحاها الآن في وقت واحد، الأولى داخل العراق، والثانية داخل المسرح السياسي الأمريكي، والثالثة ضمن إدارتك نفسها.

كما ينصح طاهري بوش بالتركيز على الجبهة الأمريكية الداخلية ليشرح لشعبه أهداف الحرب في العراق خصوصا، وأهداف الحرب على الإرهاب بشكل عام.

انتزاع السلطة

ويدعوه أيضا لتذكير العراقيين بأن أمريكا وحلفاءها قد بروا بالفعل بوعدهم وانتزعوا السلطة من "الصداميين" وأعادوها إلى الشعب العراقي.

طاهري يشدد أيضا على أهمية ملاحقة الجهاديين والمسلحين والميليشيا الشيعية وتوجيه إنذار نهائي لكل من سورية وإيران لإيقاف ما أسماه تدخلهما في الشؤون الداخلية للعراق وطلب يد المساعدة من حلفاء أمريكا وأصدقائها في المنطقة لإحلال الاستقرار والأمن في البلاد.

أنس البنّا، طفل لأب معتقل في جوانتانامو

يدعو طاهري أيضا بوش للطلب من الحكومة العراقية تأجيل المطالبة بانتقال السلطة إليها إلى ما بعد انتخابات عام 2009 لكي يطمأن العلمانيون الشيعة والسنة وينضموا إلى صف الحكومة.

انتخابات بلدية

التأكيد على الالتزام بتحويل العراق إلى ديمقراطية حقيقية من خلال حث الحكومة على إجراء الانتخابات البلدية المؤجلة كان إحدى نصائح طاهري لبوش أيضا.

أما النصيحة الأخيرة فتقول: "تذكر دوما أنه في المجال العسكري فإنك قد ربحت الحرب وأن مهمتك الآن هي أن تترجم هذا النصر إلى نصر جيوسياسي".

صحف يوم الثلاثاء تحفل أيضا بتقارير ومقالات نقدية وتحليلية أخرى تتناول الوضع في العراق تحدثت عن تعيين الدبلوماسي الأمريكي المخضرم ريان كروكر سفيرا في بغداد، واعتراف الحكومة العراقية بمقتل أكثر من 23 ألف مدني في البلاد خلال عام 2006، وكيف يخيم شبح ارتفاع عدد القتلى في العراق على خطة بوش الجديدة، والشيعة الذين يتم "شنقهم" في الشوارع "انتقاماً" لإعدام صدام.

من وراء القبر

ولا زال الحديث عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين يشكل مادة صحفية ساخنة في الصحف البريطانية رغم مضي أكثر من عشرة أيام على إعدامه في بغداد.

فتحت عنوان "صدام يتحدث من ما وراء القبر ليصدر تعليماته لارتكاب المجزرة"، كتبت صحيفة التايمز عن استخدام المحكمة، التي تحاكم مسؤولين عراقيين سابقين بتهم ارتكاب أعمال قتل ضد الأكراد فيما بات يعرف قضية "الأنفال"، لشريط يسمع فيه صوت صدام وهو يعطي موافقته على استخدام الأسلحة الكيماوية في الأماكن الكردية المكتظة بالسكان إذ يقول:

"سوف أتحمل المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيماوية، فلا أحد يستطيع توجيه الضربة بدون موافقتي".

رسوم كاريكاتيرية

الشأن العراقي في صحف الثلاثاء حضر أيضا بقوة من خلال الرسوم الكاريكاتيرية، فقد نشرت صحيفة الغارديان على صفحتها السابعة والعشرين صورة كبيرة ظهرت فيها مجموعة من النعوش لجنود أمريكيين وقد تكدست فوق بعضها البعض حتى وضع أحد الجنود فوق النعش بدل أن يوضع داخله وكأن النعوش قد ضاقت بالقتلى. أما في التعليق فنقرأ: العدد مرشح للارتفاع.

أما التايمز فقد نشرت رسما كاريكاتيريا ساخرا يظهر فيه رئيس الحكومة البريطانية توني بلير وهو يجلس على الكرسي المتحرك في برنامج المسابقات الشهير "ماستر مايند" الذي توفي أحد نجوم تقديمه مؤخراً:

أمير طاهري في التايمز مخاطبا بوش

يوجه إلى بلير السؤال التالي: كم يوما يستغرق المرء لإدانة عملية الشنق المتوحشة؟ (في إشارة إلى تأخر بلير في إدانته للطريقة التي أعدم بها صدام).

يجيب بلير بكلمة واحدة: "باس"، أي من فضلك مرر السؤال وانتقل إلى الذي يليه وكأنه يتهرب من الإجابة.

غليون أوروبي

في الصفحة الخامسة عشرة من صحيفة الفايننشال تايمز يستوقفك رسم كاريكاتيري ساخر آخر يظهر فيه غليون عملاق وعليه علم الاتحاد الأوروبي وقد جلس عدد من الأشخاص في فتحته الكبيرة التي يملؤها المدخن عادة بالتبغ.

يبدو أن الغليون قد استخدم بشكل رمزي ليكون مقرا لاجتماع ممثلي الاتحاد الأوروبي وقد راحوا يناقشون قضايا القارة تحت الدخان المتصاعد من الغليون.

الرسم أرفق بمقال تحليلي للكاتب جدعون راتشمان، عله استطاع أن يفسر لغز الغليون. والمقال، الذي جاء بعنوان "بعد 15 عاما من الصعود الصاعق، يدخل الاتحاد (الأوروبي) مرحلته السريالية"، يتحدث عن المبادرات والخطط والدراسات الكثيرة التي ينشغل الاتحاد بها وهي لن تترجم، برأي الكاتب، أبدا إلى واقع ملموس.

من بين هذه المبادرات والخطط التي يوردها كاتب المقال موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد والمبادرة التي يقال إن الأوروبيين بصدد الإعلان عنها لإعادة الحوار مع سوريا. يقول راتشمان: "إن فرصة أن تؤدي مبادرة دبلوماسية أوروبية تجاه سورية إلى تغيير أي شيء في عالم الواقع تبدو أقرب إلى الصفر".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى