حلم متشرد

> «الأيام» ميادة محمد الحامد/المكلا - حضرموت

> كان يتجول بين الحافلات ووسائل النقل الأجرة يعرج بعكازه على قدم واحدة يأخذ من ذاك نقودا أو طعاما أو سيجارة، وعندما يتعب لا يفكر أين سيجلس بل يرمي نفسه على حافة الطريق العام وينام في الحدائق والمتنزهات أو بين الطرقات تحت ظل الاشجار.. الكل كان يحسده ويتمنى أن يكون في مكانه ينعم بالحرية الكاملة.

ولكن لا أحد يعرف ماذا يفكر عندما يجلس، ويبدأ في التفكير يقول ماذا بعد؟ هل سأصبح مليونيراً بهذه الطريقة، كما أنها طريقة مخجلة جدا ولا حيلة لي بالمشي طوال النهار بين الأرصفة والسيارات. وعندما يرى العاملين والأطباء والطلبة الذاهبين إلى مدارسهم.. يحلم: لماذا لا أكون في وظيفة محترمة أستقبل المواطنين وأتلمس حالهم وحل مشاكلهم ونهاية الدوام أذهب الى منزله الهادئ والجميل لأجد لقمة حارة تسد جوعي ومكانا يلم شعثي وجسدي وعظامي وأجد زوجة تستقبلني بانشراح وأطفالا يقفزون حولي بكل عفوية ونشاط وبراءة. أفاق على أبواق السيارات وأصحابها الذين يقولون له قم يا حاج قم وإلا دعسناك بالعجلات، ويقوم بكل رثة وشفقة متكئا على عكازيه، ويلملم بقايا حلمه ويبدأ من جديد البحث عن مصدر لقمة اعتادها كل يوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى