كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. هكذا ارتفعت أصوات الحجاج اليمنيين وكل العرب والمسلمين وهم يطوفون حول الكعبة.. وسط بحر متلاطم من البشر.. من كل الأجناس.. والألوان.. والمشاعر.. والقلوب التي تخفق.. والعيون التي تتطلع إلى السماء.. والأيدي التي تمتد إلى الحجر الأسود.. والأعناق التي تتطاول لتقبيله.. «يقال إن آدم عليه السلام قد نزل به من الجنة.. ويقال إنه كان أبيض.. ويقال إن جبريل قد أتى به وأعطاه لسيدنا إبراهيم ليكمل بناء الكعبة».

< كل هذه الصور والمشاعر والأفكار كانت تدور في مخيلة ورؤوس الحجاج اليمنيين وهم يطوفون حول الكعبة.. شيء واحد لم يتغير ولا تبدل ولا توقف هو: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. لا فرق بين فقير وغني.. وأبيض وأسود.. وعربي وأعجمي.. الفرق الوحيد الذي كان يتألم منه الحجاج اليمنيون هذه المعاملة السيئة التي حصلوا عليها من (بعض) وكالات السفريات التي نصبت عليهم واحتالت وسرقت نقودهم.. ولم تقدم لهم الخدمات التي وعدوهم بها قبل السفر إلى مكة المكرمة.

< قال لي أحد الحجاج.. وقد يسر الله له أداء فريضة الحج هذا العام.. والعهدة على الراوي:«إن بعثة الحجاج اليمنيين كانت الأسوأ بين البعثات العربية والإسلامية.. فلا سكن مقبول.. يكفي أن تحشر نفسك بين عشرة أشخاص داخل غرفة صغيرة.. وتقبل أن يدفعوك.. ويدوسوك.. وأن تنام على جانب واحد من جسمك إلى الصباح.. وهذا كله من مسئولية وكالات السفريات التي تقاضت ستة آلاف ريال سعودي أو ربما أكثر.. أي ما يعادل ثلاثمائة ألف ريال يمني على الفرد الواحد».

< ثم استطرد قائلاً: «تصور أن رجلاً طلب إلى وكالة السفريات مسبقاً غرفة خاصة له ولزوجته لأنها كانت مريضة وتحتاج إلى رعاية خاصة من زوجها.. ودفع 75 ألف ريال يمني إضافة إلى المبلغ المقرر على كل حاج.. وفي مكة حشروه في غرفة صغيرة مع الرجال.. ولما اعترض وقال إنه دفع مبلغاً إضافياً للحصول على غرفة خاصة به وزوجته المريضة.. قال له المسئول: تفضل ادخل هذه الغرفة مع الباقين.. وإلا الباب أمامك واذهب أينما شئت».

< وعن الوفد الرسمي المرافق للحجاج اليمنيين قال:«لا ندري إذا كان هناك وفد مرافق لنا أم لا.. لم نشعر أن أحداً من الوفد كان بجانبنا.. وليس هناك من مظاهر الخدمة والمساعدة التي يمكن أن يقدمها الوفد المرافق للحجاج اليمنيين قد ظهرت للعيان.. لا شيء من ذلك رأيناه أو أحسننا به.. هل تصدق أن بعثة الحجاج من (جيبوتي) كانت أفضل من بعثتنا.. فقد رأينا سيارة خاصة بالإسعاف وأطباء ومساعدين حولهم.. يعتنون بهم ويطمئنون عليهم.. ولا أنكر أن (بعض) وكالات السفر كان الاهتمام لديها بالحجاج واضحاً.. غرف النوم واسعة.. والطعام جيد.. حتى الفواكه البرتقال والتفاح كانت في متناول الحجاج أحياناً.. أما معظم الحجاج اليمنيين فلم يحصلوا على شيء من الخدمة والراحة.. وتُركوا مهملين وفي العين دمعة وفي القلب حسرة».

< ثم قال:«الشكر والامتنان للمملكة العربية السعودية على التسهيلات والخدمات التي تقدمها للحجاج في أداء فريضة الحج كل عام»<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى