دوران عجلة الزمن

> «الأيام» علي حيدرة محروق/أبين

> علينا أن نمشي مع تيار الزمن عندما تدور عجلته، لأنه يمر بمراحل كثيرة ومحطات متقلبة تختلف من وقت لآخر، وهذا يؤثر أصلا على أهله(البشر) فهم أجسام لا تتغير مع مرور الزمن ولكن النفوس هي التي تتغير بفعل عوامل الزمن وتقلباته، فمثلاً الحكومات بفعل عوامل الزمن وتأثيرات الحياة تمر بانقلابات وتغييرات وأحداث، فقد أصبح أفراد الحكومات ينتهجون سياسات تختلف تماما عن تلك السياسات التي مارسوها في زمن قد خلا، وتخلوا عن أفكار ومبادئ وانتماءات سياسية إلا المتصلدة عقولهم، فهذا دليل على تغير الناس حسب تغيرات الزمن، إلا أننا أصبحنا الآن نعيش زمنا يختلف عن تلك الازمان الغابرة في كل شيء، زمن فيه الكثير من المشاحنات والمماحكات والحقد والغلو والتطرف والإرهاب، زمن أصبح فيه الصديق عدوا والقوي يأكل الضعيف، زمن تغيرت فيه النفوس وتبدلت فيه القلوب ، زمن تلاشت فيه الرحمة واختفت من القلوب وظهرت وتفشت البغضاء والفتنة وانقلبت الدنيا واختلت الموازين فذهب الضمير وذهب ناسه وتغيرت القيم والسلوك والمعاملات وازدادت الفتن بين الناس وانتزعت الثقة.

فمتى ستصفو لنا الحياة كي نرى الابتسامة تزين شفاه الآخرين، والإخاء يسود مجتمعنا المحلي المتناحر؟ هذا لن يأتي إلا من خلال التسامح وطي صفحات الماضي السوداوية، لأننا أصبحنا نعيش حياة تتلاطم بها الامواج فإما أن تستقر سفينتنا وترسو في بر الأمان وإما أن ترتطم وتغرق في عمق بحر الزمان ونصبح في عداد المفقودين، فهل من امل في النجاة؟ لا يمكن أن تنجو إلا إذا هدأت الامواج ، أما إن بقيت على هذا الحال فيبقى مصيرنا مجهولا .

أوطان تمضي نحو المجد والعلا ونحن نبقى في التخبط والعشوائية، فلابد من وقفات مع النفس لنتخذ القرار الصائب ونمضي نحو الرفعة والرقي ونمحو من قاموس الحياة تأثيرات الحروب والخراب والدمار بسبب تقلبات الزمن وطغيان المفسدين وتسلط أناس لا ذمة لهم ولا ضمير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى