ولنا في حياتنا عبر

> «الأيام» عبدالله موسى / عدن

> ولكل منا في حياته الكثير من العبر.. كنت دائماً أتمثل وأتذكر حكمة يرددها صديق عزيز في حياته «اللهم ارني عبرة ولا تجعلني عبرة» بما تحمله من معنى عميق وواسع ، وجعلت منها عظة واسترشادا وإذا بي مع ذلك أجد وأنا في طريق العمر العديد من العبر رسمت في تتالي سنوات العمر، أبرزها وأكثرها وضوحاً لم تتجل إلا في هذا الخريف المتاخر، ليس لشيء وإنما لانها سنة الحياة وناموسها، فما بال النظر الى ما هو من حياة الآخرين، والذي لو تم النظر إليها بتأنّ لتم اكتشاف ذلك القاسم المشترك المتشابه أو حتى أحيانا المتساوي في حياة الجميع بحكم البيئة الواحدة والواقع الواحد.. كل منا عاش طفولة وصبا وريعان شباب وفتوة ثم نضجا واستقرارا إن كان هناك استقرار، ثم توديع قهري لكل المراحل العمرية وتشبث ما أمكن حتى أعتاب التقهقهر ودخول بوابة الشيخوخة إن تسنى ذلك، في تتالي نهارات وليالي ذلك المشوار عاش الفرد منا مراحل عطاء في إطار الاسرة الصغيرة أو الاسرة الكبيرة (المجتمع). كان ذلك العطاء أياً كان حجمه محكوماً بالضرورة لجيلين (الأكبر والاصغر) فإذا كان للأكبر ان وضع الفرد نفسه قاعدة وأساسا لاعلاء الأكبر منه بل إن ساعده عطاؤه شيد الصرح كاملا له بنكران ونسيان ذات، وإن كان للأصغر جعل من نفسه شجرة عملاقة يتفيأ بظلها الأصغر ويلعب ويمرح حول جذعها ويأكل من ثمرها سواء جاد أو شح ذلك الثمر، وإذا به بعد طول العمر ان يد الاكبر تمتد من أعلى الصرح متخطية كتفيه المنهكين الى يد الاصغر الذي قد اشتد عوده وإذا به (وسط)، غير مشكور أو مجاز من جيلين وضعته الاقدار والظروف بينهما ضحية. كان ذلك برضا وطيب خاطر منه. ولكن تبدل الاحوال والزمن والطباع لم تضع لذلك اعتبار به .

هكذا هو حال جيل الوسط وكل منا كان أو سيكون جيل وسط سواء بالنسبة للأسرة الصغيرة وكان الأكبر فيها الأب أو الأخ والأصغر الأخ أو الابن .. الخ. من تكويناتها أو الأسرة الكبيرة المجتمع والمتمثل فيها الأكبر والأصغر مؤسساتها الكبرى والصغرى عندما يجد فيها الفرد نفسه بعد طول عمل وعناء خارجها باسم تقاعد لم تحفظ له فيها أقل القليل من ثمن كلفة وتجاعيد وجهه وانحناء وهزال جسمه الذي لا يقدر بأي ثمن.

إن الامرّ والأدهى أن يكون عطاؤه وسنوات عمره حجة عليه وليس له كما هو الحال بغض النظر عن القوانين المكتوبة والاعراف والأخلاق الحميدة المنكل بها في هذا الزمن الرديء والمغتصبة جهاراً عنوة.

فليحمد الله من له أب أو أخ أو صديق أو ابن يعترف له بجميل أو من له رئيس أو مسـؤول في مؤسسة دولة يخاف الله في ذمة من سبقه وغيره .. ولنا في حياتنا عبر فلنقف ونعتبر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى