تركيا تحقق في جريمة قتل هرانت دينك التي اثارت الذهول

> اسطنبول «الأيام» نيكولا شيفيرون :

>
مواطنون يضعون الشموع امام صورة القتيل هرانت دينك أمس
مواطنون يضعون الشموع امام صورة القتيل هرانت دينك أمس
وعدت الحكومة التركية أمس السبت بانها ستقوم "بكل ما هو ضروري" لايجاد ومعاقبة قتلة الصحافي الارمني الاصل هرانت دينك الذي اصبح العدو اللدود لاوساط القوميين بسبب تصريحاته بشأن ابادة الارمن في عهد السلطنة العثمانية والذي قتل برصاص مجهول الامس في اسطنبول.

وقال وزير الداخلية عبد القادر اكسو الذي جاء ليطلع على تقدم التحقيق في اسطنبول، انه تم الافراج عن ثلاثة اشخاص اوقفوا واستجوبوا مساء أمس الأول الجمعة للاشتباه بعلاقتهم بجريمة القتل، على ما اوردت وكالة انباء الاناضول التركية.

وقتل دينك (53 عاما) بثلاث رصاصات في الرأس والعنق امام مكاتب مجلة "اغوس" التي يتولى ادارتها وتصدر باللغتين التركية والارمنية، في سيسلي بوسط مدينة اسطنبول على الضفة الاوروبية,وكان محافظ اسطنبول معمر غولر اعلن في المساء توقيف ثلاثة مشبوهين.

ووصفت وسائل الاعلام نقلا عن شهود عيان للجريمة ان القاتل يتراوح عمره بين 18 و19 عاما ويعتمر قلنسوة بيضاء ويرتدي سترة جينز بينما نقلت وكالة انباء الاناضول التركية عن شهود اخرين تأكيدهم انهم شاهدوا رجلا يبلغ من العمر بين 25 و30 عاما يلوذ بالفرار.

وقد اثار اغتيال دينك المفكر الذي انتقد الموقف التركي الرسمي من المجازر التي ارتكبت بحق الارمن في الاناضول في ظل الامبراطورية العثمانية والذي نعته اليمين المتطرف ب"الخائن" لوصفه المجازر ب"الابادة"، الصدمة في سائر انحاء البلاد.

وكتبت كل من صحيفتي "حرييت" و"صباح" الواسعتي الانتشار على صدر صفحتها الاولى "القاتل خائن" و"الخيانة العظمى" على التوالي، واستخدمتا العبارة التي يستخدمها اليمين المتطرف للتنديد بالصحافي دينك وغيره من المثقفين الذين يعارضون الطروحات الرسمية حول مجازر الارمن بين 1915-1917، فيما عبر العديد من كتاب الافتتاحيات عن اسفهم لخسارة رجل صاحب "قلب كبير".

وعلى الرغم من الجدل، فقد تمكن هرانت دينك من انتزاع اعجاب الكثيرين لعمله وتفانيه من اجل قضية الحوار التركي الارمني، الامر الذي دفعه خصوصا للتنديد بقوة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي باقتراح قانون فرنسي يرمي الى معاقبة انكار ابادة الارمن.

واخذت الصحف التي دانت بالاجماع عملية القتل واعتبرتها بمثابة "عار وطني"،أمس السبت على السلطات عدم توفيرها الحماية المناسبة للصحافي الذي كتب في مجلته انه كان يتلقى تهديدات ويخشى على حياته.

وعلق اوكتاي غوننسين في افتتاحيته في صحيفة "وطن" الشعبية "ان الحادث يفيد الذين يريدون ان تقطع تركيا علاقاتها مع الغرب وتجمد انضمامها الى الاتحاد الاوروبي".

وكان هرانت دينك ادين في تشرين الاول/اكتوبر 2005 بالسجن ستة اشهر مع وقف التنفيذ بتهمة "اهانة الهوية التركية" مما اثار انتقادات حادة من جانب الاتحاد الاوروبي الذي ندد بانتهاك حرية التعبير.

ويوم أمس السبت عبرت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي عن "صدمتها" لعملية "الاغتيال الدنيئة" لهرانت دينك "الصحافي الشجاع والمدافع المتحمس عن الديموقراطية وحرية الرأي".

وجاء في بيان الرئاسة ان دينك "كان يسعى دوما الى المصالحة ويتفادى اثارة المواجهات. كان يدعم بكل وضوح الاصلاحات الديموقراطية في تركيا"، مضيفة "هرانت دينك كان يحظى لذلك باعتبار كبير في تركيا لدى جماعات رأي مختلفة وكذلك في اوروبا".

واكد البيان "ان الرئاسة مقتنعة بان السلطات التركية ستعمل بسرعة لكشف هذا العمل ولا تشك في ان تركيا ستواصل طريقها بكل عزم من اجل تحقيق حرية الرأي".

الى ذلك اعتبرت اليونان أمس ان جريمة القتل "المريعة" التي ذهب ضحيتها الصحافي هرانت دينك تهدف الى نسف الجهود التي تبذلها تركيا لدخول الاتحاد الاوروبي.

وقالت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس في بيان "ان جريمة القتل المريعة لهرانت دينك الرجل الذي ناضل من اجل الحق الاساسي في حرية التعبير يستهدف مباشرة جهود الشعب التركي للحصول على مستقبل اوروبي".

وقد سار حوالى خمسة الاف شخص مساء امس في اسطنبول على هتافات "نحن جميعنا ارمن، نحن جميعنا هرانت".

وسيوارى هرانت دينك الثرى بعد ظهر الثلاثاء كما اعلنت بطريركية الارمن في اسطنبول. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى