برلمانيون بريطانيون يطالبون بلير بغلق سجن غونتانامو .. حكومة كرزاي تواجه ضغوطا من المجتمع الدولي لقمع زراعة الأفيون

> لندن «الأيام» بي بي سي :

> تناولت الصحف البريطانية الصادرة يوم أمس الاحد عدة تحليلات ومقالات على مواضيع منها :الحكومة الأفغانية تخطط لتمديد حربها لتشمل تجارة المخدرات غير الشرعية، وذلك بالاستعانة بالجنود البريطانيين المنهكين في مواجهة أعضاء طالبان المسلحين، فيما يشتكي قادة عسكرون من رفض الحكومة البريطانية منحهم معدات ضرورية لمزاولة عملهم كما ينبغي.

الحرب على الأفيون

في صفحتها العالمية، وبعنوان يقول "حرب الأفيون - مهاجمة كبيرة على تجارة المخدرات في افغانسان" نشرت صحيفة الإندبندنت أون صندي خبرا مفاده أن الحكومة في كابول تخطط لتمديد حربها لتشمل تجارة المخدرات غير الشرعية، وذلك بالاستعانة بالجنود البريطانيين المرهقين هناك.

وعلمت أنه في غضون الأيام القليلة المقبلة ستشن جماعة مكونة من 300 عضو من القوات الأفغانية لاستئصال المخدرات (أي إي أف)، برفقة عدد مماثل من رجال الشرطة حملة لتدمير حقول زرع المخدرات في مقاطعة هلمند، حيث يتمركز حوالي 4000 جندي بريطاني.

ويبدو أنه مع الرغم من أن هذه القوات البريطانية لن تشترك في الحملة مباشرة إلا أنها ستلبي النداء إذا ما تعرضت القوات الأفغانية إلى هجوم من رجال حركة طالبان المسلحين.

و قد رفضت الحكومة الأفغانية اقتراحات دولية لرش حقول المخدرات بمواد كيماوية، واستقرت، بدلا من ذلك، على تدمير المزارع غير القانونية -الممتدة على 22000 هكتار من الأراضي - بشكل يدوي أو بواسطة الجرار.

وتبقى هذه المحاولة للقضاء على انتشار زراعة المخدرات في البلاد، امتحانا لحكومة الرئيس حامد كرزاي للتعبير عن إرادته واستعدادها للسيطرة على هذه التجارة غير الشرعية، التي لا تمول المسلحين من طالبان فقط، بل تنمّي الفساد الذي وصل إلى مستوى الحكومة ذاتها، بحسب الصحيفة.

مشاركة القوات البريطانية في مهام عدة في كل من أفغانستان والعراق في آن واحد آل إلى نهاية مأسوية .

محاولة سابقة لتدمير المخدرات باءت بالفشل

وأشار التقرير إلى أن تسعة أعشار من مجمل كميات المخدرات الموجود في العالم تأتي من أفغانستان، حسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة المكلف بمكافحة المخدرات والجريمة (يو أن أو دي سي) كما يبدو أن جل هذه الكميات مزروع في هلمند، التي جُلبت إليها القوات البريطانية السنة الماضية، ورغم ذلك، ارتفع إنتاج الأفيون في منطقة لشقر غاه بنسبة 160 % لوحدها، ما يشكل أكبر نسبة من أي منطقة أخرى في أفغانستان.

وقد أسرع قادة عسكريون بريطانيون بارزون في إبعاد أنفسهم عما لوحت إليه الحكومة البريطانية بأنهم (الجنود) سيساهمون في التصدي لزراعة الأفيون، عندما تم ترحيلهم إلى جنوب أفغانستان السنة الماضية، لأنهم كانوا يدركون بأن محاولة لتدمير المخدرات في المنطفة أجريت عام 2002 باءت بالفشل، وخلفت مرارة بين الأهالي، بحيث دفع المزارعون الأغنياء رشاوى، وتضرر المنتجون الفقراء في النهاية، لأن الأموال المخصصة لتعويضهم عن زراعة المخدرات إما سرقت أو صرفت في غير محلها.

وفي مقال مطوّل آخر، شرحت الصحيفة ذاتها أن "مشاركة القوات البريطانية في مهام عدة في كل من أفغانستان والعراق في آن واحد آل إلى نهاية مأسوية".

بريطانيا معلقة بين أفغانستان والعراق

وجاء في مقال " حرب بريطانيا على جبهتين"، أنه في الوقت الذي تقوم فيه القوات البريطانية بعمل مواجهة عسكرية في أفغانستان من أجل القضاء على طالبان، وإقناع الأهالي بأن مصلحتهم تكمن في دعم قوات الناتو، يمضى جل الجنود البريطانيين أوقاتهم داخل معسكراتهم في العراق (البصرة)، تفاديا لخسائر اخرى في الأرواح.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في غضون الشهر الماضي فقط، سجلت القوات البريطانية في البلدين ثلاثة قتلى بين صفوفها.

كما أن إعلان الولايات المتحدة زيادة عدد قواتها في العراق من جهة، وبريطانيا عن نيتها في تقليص عدد جنودها في العراق، بهدف تركيز الجهود على أفغانستان، لكن دون أن يُعرف متى سيتم ذلك، يخل بتخطيط الجيش البريطاني للمستقبل.

حول أفغانستان، وفي إقليم هالماند دائما، نشرت صحيفة الأوبزارفور، تفاصيل عملية محاولة انقاذ أحد الجنود البريطانيين الذي ضاع منهم في الإقليم.

وتظهر الصور المرفقة بالمقال أربعة جنود خارج إحدى المروحيتين اللتين هبطتا إلى أدنى ارتفاع ممكن من أجل إنقاذ أحد رفقائهم، الجندي ماثيو فورد، الذي تاه في منطقة جاغرود، التي يسيطر عليها مسلحون من طالبان.

ورغم تفطن طالبان للعملية وإطلاق النار على المروحية وركابها، تمكن الجنود من انقاذ فورد التي كان يعاني من جروح، لكنه توفي في وقت لاحق متأثـرا بجروحـه.

جنود دون أسحلة ضرورية

أما مراسل شؤون الدفاع القومي في صحيفة ذي صاندي تيليغراف، شين رايمانت، فقد كشف عن أمر آخر متعلق بالجنود البريطانيين في أفغانستان.

إذ كتب بأن السلطات البريطانية المعنية رفضت العشرات من الطلبات التي تقدمت بها القوات التي تقاتل طالبان من أجل الحصول على معدات ضرورية للقيام بمهامها.

إن الطلبات التي قدمها ضباط عسكريون لتوفير أسلحة هجومية، ومعدات حيوية، بالإضافة إلى أجهزة الرؤية في الظلام، وأخرى تساعد على التمييز بين العدو من الصديق عبر تقنية التصوير الحراري، كلها قوبلت بالرفض من قبل وزارة الدفاع، على حد قول الصحيفة.

وقد أثارت هذه التقارير اتهامات موجهة لرئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، بأنه لم يتمسك بتعهداته التي قدمها منذ أربعة أشهر، ألزم نفسه من خلالها مد القادة العسكريين بكل ما يحتاجونه "من أجل تأدية عملهم".

وتقول ذي صاندي تايمز إنها علمت بأن سيارات الجيش الإسعافية المحمية من نوع (ام بي في) التسع، التي تستخدم لنقل الجنود الجرحى من حقول الألغام، قد تعطلت كلها، كما أشارت الصحيفة إلى أن نصف المخدرات المستهلكة في بريطانيا تنبع من هناك.

يجب غلق جوانتانامو

وما زالت قضية معتقل جوانتانامو باي الموجود بصحراء كوبا تثير جدلا في بريطانيا.

برلمانيون بريطانيون يطالبون بلير بغلق السجن

ففي مقال معنون " رئيس الوزراء يطلع بأنه يجب غلق جوانتانامو باي" نشرت الإنديباندينت أون صاندي ملخص نتائج لجنة حكومية بريطانية كانت تنظر في الظروف التي يعيشها المعتقلون في هذا السجن.

وأفاد الخبر أنه يجب على رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، أن يعمل مع الأمريكيين من أجل إيجاد بديل للمعتقل ذي السمعة السيئة، لكي يتم إغلاقه.

وتوصلت اللجنة، وهي مكلفة بالشؤون الخارجية ضمن البرلمان، إلى أن السجن العالمي لا يلبي معايير السجون البريطانية من حيث توفير مرافق ممارسة التمرينات البدنية والتسلية، والمساعدة القانونية، والاتصال بالعالم الخارجي.

ومع أن التقرير دحض وجود التجاوزات في حق المساجين في الوقت الحاضر إلا أن اللجنة التي زارت المكان سبتمبر الماضي، قالت إنها "تكاد تكون متأكدة" من وقوع تجاوزات هناك في السابق.

وتطرق التقرير إلى قضية سجينين بريطانيين موجودين في هذا المعسكر دون أن توجهه لهما التهم. واشار تقرير اللجنة إلى أن السجين بشار الراوي " يفقد صوابه" تدريجيا وفقا لمحاميه، فيما يفقد صديقه، جمال البنا، الذي اعتقلته وكالة الاستخبارات الأمريكية ( سي آي أي) منذ خمس سنوات، بصره جراء مرض السكري الذي يعاني منه.

واعترف أعضاء البرلمان البريطانيين أنه في الوقت الذي يجب فيه التعامل مع سجناء جوانتانامو بشفافية، مازال العديد منهم يمثلون خطرا على المملكة المتحدة.

حول التقرير نفسه، أضافت ذي صاندي تايمز أن أعضاء اللجنة نوهوا بأن التزام الدول بحماية مواطنيها ومواطني الدول الأخرى واجب، لكن قالوا "إن هذا الالتزام تؤديه الولايات المتحدة لوحدها، بطرق جلبت انتقادات شديدة، وبالتالي، نستخلص بأن مهمة إيجاد حل طويل المدى يقع على عاتق المجتمع الدولي ككل".

ونصح الأعضاء بتحديث اتفاقية جنيف لحقوق الإنسان كي تشمل كيفية معاملة المعتقلين الذين يعتبرون مقاتلين متورطين في الإرهاب الدولي.

ثورة اسلامية في بريطانيا

الصاندي تيليغراف تنفرد بنشر خبر تنبؤ الإسلامي البريطاني من أصل لبناني، عمر البكري بأن المسلمين العاملين في المؤسسات البريطانية سيثرون يوما ما على السلطات من الداخل.

عمر البكري، مؤسس منظمة المجاهدون

وقال البكري الذي يعيش في لبنان منذ صيف 2005، أي في الوقت قد بدا فيه أن السلطات القانونية في البلاد كانت تعتزم إيقافه بتهمة التحريض على خيانة الوطن إنه " عندما تبدأ في الطلب من المسلمين الانضمام إلى الجيش والشرطة، فأنت تقوم بخطأ فادح. لأن ذلك البريطاني المسلم الذي يلتحق بالشرطة سيقرأ القرآن يوما ما ويتنور.

وأضاف "أن هؤلاء المعتدلين سيطبقون الدين يوما ما.

وما عسى أن يحدث عندما يكون المسلمون في الشرطة وفي الجيش وفي حوزتهم أسلحة؟ كم هي المعلومات التي سيعرفونها عنكم وسيستخدمونها لفائدة الكفاح (الجهاد) العالمي؟".

أعلن البكري في لبنان أن "بريطانيا تحفر لنفسها حفرة عميقة"

وقال مؤسس منظمة المجاهدون في المملكة المتحدة إن "بريطانيا تحفر لنفسها حفرة عميقة".

لكن مسئولين مسلمين في بريطانيا أسرعوا لإدانة ادعاء البكري وقال أحدهم، ابراهيم موجرا، رئيس لجنة ما بين الديانات التابعة للمجلس البريطاني الإسلامي " على عكس ذلك، كلما زاد تمسك شرطي بإسلامه، زاد ولاؤه وإدراكه لواجبه اتجاه بلده، والحاجة إلى الإسـهام في رفاهـيـته".

تحفة في مقديشو

وأخيرا، هل تتذكرون فيلم "سقوط مروحية هوك السوداء" (بلاك هوك داون) الذي يدور أهم مشهد منه في العاصمة الصومالية؟

فالصحيفة نفسها عرضت خبر صومالي يعيش في كوخ جنوب مقديشو حوّل قطعة من الطائرة المروحية التي سقطت على بيتهم عام 1993، عندما حاولت القوات الجوية الأمريكية فاشلةَ القضاء على أمراء الحرب، إلى تحفة يزورها السياح الأجانب، في الكوخ الذي يعيش فيه.

وقال الصومالي خالد عبد الله، الذي فقد والده عندما تحطمت الطائرة على بيتهم، إنه "عندما نلقي نظرة على هذه القطعة، هي لا تعني أي شيء للناس، لكن بالنسبة لنا، نتذكر شيئا مهما للغاية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى