> تبادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل أمس الأحد في سوتشي جنوب روسيا وجهات النظر بشأن امكانية استمرار الامدادات الروسية من الطاقة فيما يجد الاتحاد الاوروبي مجددا نفسه رهينة ازمة بين موسكو واحد جيرانها.

وستطلب ميركل التي تترأس حاليا الاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، مزيدا من الضمانات في هذا المجال بعد وقف شحنات النفط الخام الروسي الى اوروبا عبر بيلاروسياثلاثة ايام مطلع كانون الثاني/يناير وسط حرب جمركية روسية بيلاروسية.

اما الرئيس بوتين الذي يستقبل المستشارة الالمانية كاول زائر اوروبي له منذ الازمة، فسيحرص كما هو متوقع على طمأنة اوروبا. وتعترف موسكو بان هذه المسالة سببت "كثيرا من الاذى" لصورتها.

والتقى المسؤولان في اطار غير رسمي في سوتشي المنتجع السياحي على ضفاف البحر الاسود الذي من شأنه ان يعطي طابعا اقل تشنجا للقاء بالرغم من استمرار بعض التوتر
في علاقاتهما قياسا الى العلاقة الجيدة التي كانت تربط بوتين بالمستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر.

ولم تلجأ المستشارة الالمانية الى تنميق عباراتها عند الوقف المفاجىء لشحنات النفط الخام مطلع الشهر الحالي، واصفة الوضع ب"غير المقبول" ومتحدثة عن "تقويض الثقة" في موسكو بينما لم يتم فيه اعلام الاوروبيين.

وتطالب المانيا بمزيد من المشاورات بين موسكو والاتحاد الاوروبي في هذا المجال وب"آليات ملزمة لتسوية الازمات" بغية تفادي تكرار ازمات سابقة مثل حرب الغاز بين روسيا واوكرانيا في كانون الثاني/يناير 2006 والنزاع بين روسيا وبيلاروسيا بعد سنة من ذلك مع انقطاعات في التموين.

وقال وزير الخارجية الالماني فرنك والتر شتاينماير لصحيفة جنرال انزيغر الالمانية مؤخرا "ان النزاعات مع اوكرانيا ومع بيلاروسيا اثارت الغضب. ولا يمكن ان يكون لموسكو اي مصلحة في ذلك (...) ويجب تجنب مواقف تصعيدية كتلك التي عشناها".

لذلك ترغب برلين في ادخال "فصل حول +التعاون في مجال الطاقة+ في اتفاق الشراكة" الاستراتيجي بين الاتحاد الاوروبي وروسيا المفترض التفاوض بشأنه كما قال.

وتأمل المستشارة الالمانية في دفع هذه المفاوضات في ظل رئاستها للاتحاد الاوروبي فيما يصل اتفاق الشراكة والتعاون الحالي الى نهايته في تشرين الثاني/نوفمبر وفي الوقت الذي تبدو فيه روسيا كمحاور رئيسي للاتحاد الاوروبي اكثر من اي وقت مضى.

وقد اعلنت أمس الأول السبت "تسوية" مشكلة الحظر الروسي على اللحم البولندي التي كانت تعوق بدء المفاوضات بسبب الفيتو الذي تضعه وارسو.

وتأمل ميركل بقوة في اعادة تفعيل اللجنة الرباعية (الولايات المتحجة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) التي تعمل من اجل التوصل الى تسوية سياسية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

وفي هذا الاطار يفترض ان تلتقي العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفيما تجري انتخابات تشريعية في صربيا فان وضع اقليم كوسوفو الذي يطالب بالاستقلال عن بلغراد، سيكون على الارجح ايضا على جدول النقاشات في سوتشي.

وروسيا الحليفة لصربيا ما زالت معارضة لهذا الاستقلال الذي سيشكل في نظرها سابقة قد تشجع مناطق موالية لروسيا في جورجيا او مولدافيا، على خطوة مماثلة. (أ.ف.ب)