> باشر الجيش اللبناني أمس الاحد تحقيقا في موضوع البالونات الاسرائيلية التي عثر عليها في جنوب لبنان خلال اليومين الماضيين، وذلك لتحديد ماهية الغازات التي تحويها..وكانت هذه البالونات الملونة ظهرت اولا في مدينة النبطية الجنوبية حيث تسببت بخمس حالات تسمم لدى مواطنين لمسوها ثم على شاطئ مدينة صور حيث منع الجيش المواطنين من الاقتراب منها وقام بجمعها بالتعاون مع قوة الامم المتحدة المعززة (يونيفيل).

وقال مصدر في الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس ان "الفحوص المخبرية مستمرة لمعرفة ماهية الغازات التي تحويها البالونات، وقد نبهنا السكان الى عدم لمسها خشية ان يكون داخلها غازات سامة".

وفي القدس، سألت فرانس برس متحدثا باسم الجيش الاسرائيلي فنفى ان يكون الاخير القى بالونات في الاراضي اللبنانية.

وقال ان "الجيش الاسرائيلي ليس معنيا بهذه القضية وكل ما في الامر ان صحيفة اقامت احتفالا واطلقت بالونات تحوي غاز الهيليوم ويبدو ان الرياح حملتها الى لبنان".

من جهتها، اوردت صحيفة "هآرتس" على موقعها الالكتروني ان البالونات تحمل اسم صحيفة "تهائير" التي تعني بالعبرية "انتبه".

وقالت صحيفة «النهار» بهذا الصدد «تسببت بالونات مسمّة ألقتها طائرات اسرائيلية فوق النبطية وصور أمس بحالات تسمم واعياء وغثيان بين عدد من المواطنين، وبنشر حالة ذعر في المنطقة، وشكلت خرقا اسرائيليا جديدا متماديا للقرار الدولي 1701».

وفي التفاصيل، ان المواطن خليل علي ملي (43 عاما) عثر على عشرة بالونات خضراء في حديقة منزله في حي الرويس في النبطية الفوقا ("النهار") القتها الطائرات الاسرائيلية، وكانت مترابطة بعضها ببعض وكتبت عليها احرف عبرية. وسرعان ما انبعثت منها روائح سامة انتشرت في ارجاء المكان، مما ادى الى نقل ملّي وزوجته زهرة حسين قطين (33 عاما) وعدد آخر من اقربائهما الى مستشفى النبطية الحكومي، بعدما شعروا بغثيان على اثر تنشقهم الروائح. وأجريت لهم الاسعافات الطبية الضرورية.

حضرت عناصر من فوج الهندسة في الجيش وفريق من خبراء المتفجرات في قوى الامن الداخلي الى المكان، ونقلت البالونات الى حقل يبعد نحو 200 متر من منزل ملي، حيث فجرتها.

ومع حال القلق والاضطراب بين الاهالي التي اثارتها البالونات، اصابت الروائح المنبعثة منها بعضهم بحالات مرضية اوجبت نقله الى المستشفى. وتعرضت المصورة رنا جوني التي توجهت الى المكان لالتقاط الصور، لاعياء تطلب نقلها الى "مستشفى النجدة الشعبية" في النبطية.

ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر طبي في مستشفى النبطية الحكومي "تسجيل خمس حالات تسمم بالغاز من جراء لمس البالونات المشبوهة". غير ان "الوكالة الوطنية للاعلام" افادت لاحقا ان عدد المصابين بتنشق روائح البالونات في النبطية الفوقا ارتفع الى ثمانية، بعد نقل الرقيب الاول محمد عقيل والمجند خضر حطيط الى المستشفى، مصابين بغثيان واعياء شديدين. وهما من عداد مخفر قوى الامن الداخلي في النبطية، وكانا ممن اجريا التحقيق في مكان سقوط البالونات صباحا.

ودعا عضو المجلس البلدي في النبطية الفوقا حسن غندور الاهالي الى الحيطة والحذر والتنبه الى الاجرام الاسرائيلي المتنقل من القنابل العنقودية الى البالونات السامة". وكان الاهالي شاهدوا طائرة تجسس اسرائيلية حلقت مساء اول من امس على علو مخفوض فوق المنطقة.

صور

وفي صور ("النهار")، قذفت الامواج خمسة بالونات ملونة قبالة الكورنيش الجنوبي للمدينة، اثنان منها كبيران، بينما الثلاثة الباقية صغيرة. وكتب عليها بالانكليزية: "عيد ميلاد سعيد وعيد رأس سنة سعيد". وافادت معلومات انه كتب على بعضها بالعبرية ايضا.

واسرع خبراء في المتفجرات الى المكان، بعدما شاهدها مواطنون وشكوا فيها. وعمدوا الى نقل البالونات الى منطقة آمنة. وضربت العناصر الامنية طوقا امنيا حوله، منعا لاقتراب الناس وحفاظا على السلامة العامة.

وحضر رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني محذرا المواطنين من "لمس البالونات لأنها سامة". وشدد على "ضرورة ابلاغ قيادة الجيش او القوى الامنية او البلدية عن اي جسم غريب".

فحص ايطالي

وفي وقت تابع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قضية البالونات، أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان اتصالات جرت بين قيادتي الجيش والقوة الدولية خلصت الى تكليف وحدة ايطالية أخذ عينات من البالونات ومحتوياتها لفحصها. والمفترض ان تظهر نتائج الفحوص أمس تمهيدا لاتخاذ الخطوات القانونية اللازمة.

الجيش يحذر

من جهة اخرى، اصدرت مديرية التوجيه في الجيش البيان التحذيري الآتي: «يطلق العدو الإسرائيلي من حين الى آخر بالونات معبأة بالغاز في الأجواء اللبنانية. ويعمد بعض المواطنين الى تفريغها مما يشكل خطراً على سلامتهم وخصوصاً ان هذا الغاز من الأنواع السامة. لذا تدعو قيادة الجيش المواطنين الى عدم العبث بهذه البالونات في حال العثور عليها، وابلاغ اقرب مركز عسكري عنها».