البكري ينتظر الوفاء

> «الأيام الرياضي» حسن عياش:

> ابوبكر مهدي (البكري) اسم قد لا تعرفه الاجيال الجديدة وربما يمر ذكره مرور الكرام على الذين لاعلاقة لهم بعالم الجنون الكروي لكنه بكل تأكيد سوف يثير الشجون ويستثير الكثير من الحكايات لدى اولئك الذين عرفوا نجوم الزمن الجميل وعلى وجه الخصوص اللاعبون الافذاذ الذين طرزوا عقد الثمانينات من القرن الماضي بإبداعات لا تُنسى وأمجاد مازالت اصداؤها تُتردد الى يومنا هذا.

البكري لمن لا يعرفه هو ذلك الشبل الذي تربى في عرين الهلال حيث كانت الشيخ عثمان وماجاورها تهتز لذكر هذا الفريق العملاق ، وواصل مسيرته ليغدو نجما الى جانب اقرانه في الوحدة العدني ثم في الفريق العسكري الذي تعدت انجازاته الحدود وبلغت دول الجوار وبلدان اخرى كالاتحاد السوفيتي السابق وجيرانه ممن تدثروا بثوب الفكر الاشتراكي حينها.

هذا هو البكري لمن لا يعرفونه، أما لمن زاملوه أو عاشروه أو حتى عرفوه عن بعد فإنه لا يحتاج الى التذكير بسجاياه الطيبة ومعشره الحسن وهو لايحتاج الى اكثر من الاشارة الى روحه المرحة وصفاء السريرة وتلك الابتسامة التي لم تكن تفارقه.

اليوم حين نستعيد كل تلك الخصال محاولين الاستدلال على صاحبها تداهمنا الاجابة المرة وتصعقنا حشرجات البكاء في حناجر أبنائه وأسرته ولا نجد لآهاتنا مرسى حين نعلم أنه مازال وراء القضبان يستحث الخيرين ويستنصر أهل الوفاء عله يجد عندهم بعضه.

البكري يا من تعرفونه ويا من بلغتكم تضحياته في الملاعب وخارجها مازال يقبع وراء القضبان بفعل حكم انقضت مدته لأنه لم يجد من يعينه في دفع الدية المادية في وقت تتقطع به سبل الدفع لحالة مادية صعبة لا تخفى على أحد.. وفي عز محنته يأبى الرجل الذي كان يطلق عليه متعهد المهام الصعبة يأبى إلا أن يبقى متمسكا بحبل الرجاء بكرم الخالق -عز وجل- رافضا اليأس والقنوط ولسانه ينوب عن كل الجوارح داعيا بقرب الفرج متعشما إلى جانب رجائه عند مولاه أن يتذكره من عايشهم وعاش معهم وأن لا ينسوه في محنته خاصة أولئك الذين بأيديهم تقديم العون المادي له وفك سجنه ليس نظير ما قدمه من جهود صبت في مجرى إعلاء سمعتهم وشأنهم ولكن عملا بالمعروف وبحق العشرة.

البكري يا من لم تصلهم استغاثاته المكتومة لا يقوى على إيصال صوته إليكم ولكننا ومن على هذا المنبر وبأقلامنا نيابة عن لسانه نناشدكم أن لا تواصلوا ادارة رؤوسكم عن معاناته ونستحلفكم بمن سمى نفسه الغفور والرحيم أن تكونوا رحماء به نظير ما كان يمثله يوم كان زميلاً لكم ومعلماً كروياً تتلمذون على يديه .. فهل انتم فاعلون؟

إنها دعوة تعم ولاتخص ولكنها تضع في المقام الاول قيادات الاتحاد الرياضي العسكري الكيان الذي انتمى إليه الرجل معظم سنوات حياته وفيهم كان ومازال الأمل كبيرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى