مع الأيــام .. الألفاظ المنبوذة

> علي هيثم الغريب:

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
إن تأخر تبني حقوق السكان في المحليات وفي العمليات الحقوقية بشكل عام، عما يجري في مجتمعنا يزداد عمقه بخطورة. ولم يبق وقت للانتظار. ولو أراد أحد أن ينظر إلى السيناريوهات المحتملة لتطور مختلف الاتجاهات في ظل مثل هذا التأخر، فليقيم مجمل التغيرات الأخيرة في الشرق الأوسط العربي. ومن يريد معرفة هذا التأخر عليه الاطلاع على التعقيب الذي نشرته «الأيام» في عددها الصادر يوم 4 فبراير 2007م للأخ م. عبدالجليل الصلاحي مدير عام مكتب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، رداً على ما نشرته الصحيفة يوم 29/1/2007م عن تخصيص وظيفتين لمكتب الهيئة في عدن من إجمالي (كوتا) المحافظة والبالغة 14 وظيفة.

واعتبر الصلاحي موقف «الأيام» المنطلق من مبادئها السامية بشأن حقوق الإنسان ذا نفس مناطقي.. مع أنه يدرك تماما أن اغتصاب الوظائف الناجم عن المركزية الشديدة هو الذي يولد المناطقية بكل أشكالها وكان من المفروض أن تتخذ الحكومة خطة إصلاح وظيفي تتفق وحدة الوضع، وأن يكون هذا الإصلاح - وهو من أهم الإصلاحات المطلوبة- من حيث أهميته متناسباً بصورة عكسية مع عمق التأخر الذي أخذنا نجني ثماره المرة. وليس واضحاً ما الذي جعل الأخ الصلاحي يرد حسب قانون النقش رقم (10) الذي تناوله الأستاذ نجيب يابلي يوم الأربعاء 31 يناير 2007م؟ ولماذا يزداد يوميا المتورطون في الانضمام إلى هذا النقش؟ فهل أتعبتهم حياة الرفاهية السيئة وتوتر الأعصاب من جراء عيون المقهورين؟ ولكن أعتقد أن هؤلاء حرموا من إمكانية المناورة بينهم وبين أصحاب الحق، وكانت النتيجة أن انتقلوا إلى الهجوم المعاكس (المناطقية) ناسين أن الحياة تتألف أصلا من هذه الحالات الاجتماعية المحددة. ومن دون الإشارة إلى موطن الخلل في كل حالة - كما تفعل «الأيام» الغراء انطلاقا من رسالتها الأخلاقية والحقوقية العالية - لن نستطيع التحرك من مكاننا ، وبهذه الطريقة فقط يمكننا الذود عن مبادئ الإصلاح وعدم الحياد عنها بتاتا. وبهذه العملية تبدأ «الأيام» حديثها أمام الرأي العام ليكون حكماً في خلافات الطرح. ويؤلمنا أن البعض لا يرى في رأي «الأيام» إلا المناطقية. إن (المناطقية) فظيعة و«الأيام» تعرف هذا أحسن من أولئك الذين يحكمون عليها وهم دعاتها، وتكرهها «الأيام» أكثر منهم. فهذا الوطن بلدنا وليس بود أحد أن يرى في وطنه الأشياء السيئة: انفصالية، سلالية، مذهبية، أو مناطقية والجميع في زورق واحد. ومن المدهش أن بعض الأشخاص الذين تواروا عن المجتمع بحكم مناصبهم الحكومية أصبحوا خصوماً لحرية الرأي بل ويصطدمون بالديمقراطية الكلامية، والبعض الآخر ظل معتنقا للافكار الوطنية والإنسانية ويستمع للجميع.

إن «الأيام» عدوة الاننقسام الحالي وهي لا تعترف بأي انتماء حزبي أو مناطقي بل وتركت لنفسها الحق في احترام رأي الآخرين من كل اتجاه. وفي هذا تكمن سمعتها النظيفة. إن تقديم القربان لم يعد يرضي أحداً، وإن الزمن سيسقط قواعد اللعب المناطقية القديمة وبالتالي أولئك الذين يتشبثون بها. ومن الضروري القيام بالإصلاحات الصادقة التي ترسي إلى الأبد صلات مباشرة ومعكوسة بين حقوق الناس والمسئولين عنهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى