مزارعون فلسطينيون يقاومون تهديدا إسرائيليا بالطرد

> الحديدية «الأيام» الين فيشر ايلان:

>
بلدوزر إسرائيلي يقوم بأعمال حفر قرب المسجد الأقصى في القدس يوم أمس
بلدوزر إسرائيلي يقوم بأعمال حفر قرب المسجد الأقصى في القدس يوم أمس
يعيش مزارعون فلسطينيون ورعاة في منطقة الحديدية بالضفة الغربية، ورغم الصلابة التي يوحي بها اسم المنطقة فإنهم يعيشون حياة هشة تكتنفها تهديدات,وبين هؤلاء عبد الرحيم أبو صقر وهو رجل نحيل يرتدي كوفية بيضاء. دمرت السلطات الاسرائيلية خيامه ثلاث مرات في محاولة لاجباره مع زوجاته الثلاث و23 من الابناء على الانتقال إلى مكان آخر بالاراضي المحتلة.

ويواجه الرجل البالغ من العمر 56 عاما أمرا جديدا بالطرد تعتزم اسرائيل تنفيذه خلال شهرين لطرده مع 20 من افراد قبيلة بدوية من المنطقةالتي تحيط بها المراعي والتي اقاموا بها لعقود.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الصليب الاحمر ان اسرائيل شددت قبضتها على منطقة وادي الاردن حيث توجد الحديدية متذرعة بدواع امنية لاسيما خلال العامين الماضيين.

ويقول تسيدكي مامان المتحدث باسم الادارة المدنية التابعة للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية ان اسرائيل تريد إخراج أبو صقر لاسباب امنية حيث تتاخم المخيم قاعدة للجيش الاسرائيلي ومجال لاطلاق النار ومستوطنة يهودية.

ولا يعرف أبو صقر اي اسلوب حياة آخر سوى كسب العيش عن طريق رعي اغنامه وزراعة العدس والشعير في حقل يستأجره منذ سنوات من ملاك أرض فلسطينيين.

وقال إنه في اوقات سابقة كان بمقدوره تحديد سعر اغنامه ولكن اصبح الآن يتعين عليه القبول بأي ثمن يعرضه عليه التجار القلائل الذين يتمكنون من عبور نقاط التفتيش الاسرائيلية وصولا إلى قريته.

ومع ذلك يتمسك بالبقاء وقال لرويترز "الحياة هنا صعبة للغاية لكن ليس لدينا أي بدائل." وتابع بينما كان صوت اطلاق الرصاص يدوي عبر التلال في قاعدة تدريب قريبة تابعة للجيش الاسرائيلي "لن نرحل ابدا." وقال مصدر عسكري ان اسرائيل اقترحت انتقال الرعاة من الحديدية وهي قرية تتكون من خيام وسقائف مؤقتة في واد قرب حدود الضفة الغربية مع الأردن إلى بلدة مجاورة أفضل تأسيسا.

والرعاة ممانعون في الاذعان لما يعتبره الفلسطينيون تشديدا لقبضة اسرائيل على الارض او المخاطرة بالتضييق عليهم عبر نقاط التفتيش الاسرائيلية التابعة للجيش والحيلولة بينهم وبين مراعيهم ومزارعهم التي يستأجرونها.

وتدخلت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في محاولة للتوسط في تسوية بعد ان رفضت محكمة اسرائيلية القضية للمرة الاخيرة في ديسمبر.

وقال مارسين مونكو وهو متحدث باسم لجنة الصليب الاحمر موضحا دور المنظمة بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لضمان المعاملة الملائمة للمدنيين في ظل الاحتلال العسكري "نحاول التدخل لدى السلطات لتجنب مثل ذلك الترحيل."

وقال محامي المزارعين صالح أبو حسين إن السلطات الاسرائيلية حددت لهم موعدا نهائيا بحلول العاشر من ابريل للرحيل أو تدمير خيامهم مجددا قائلة إن الفلسطينيين لم يحصلوا ابدا على تصاريح للعيش في تلك المنطقة.

وتعتبر اسرائيل وادي الاردن مصدر قوة استراتيجية وبوابة بينها وبين الدول العربية إلى الشرق وتريد الاحتفاظ بسيطرتها على المنطقة في ظل أي اتفاق للسلام يتعلق باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويقول مسؤولو الصليب الاحمر إن اسرائيل خفضت بشكل ملموس عدد التصاريح التي تصل صلاحيتها لثلاثة شهور وتصدرها للفلسطينيين وتتيح لهم دخول وادي الاردن لرعي اغنامهم وزراعة الخضروات وبيع منتجاتهم.

وقال مسؤولون فلسطينيون ومن الصليب الاحمر انه تم منع دخول الفلسطينيين إلى اكثر من 40 بالمئة من منطقة الوادي بينما اتسع نطاق المستوطنات اليهودية هناك.

واضاف بيان من المنظمة ان 1000 مزارع على الاقل اشتكوا للصليب الاحمر من مصاعب الحصول على تصاريح مرور إلى المنطقة.

وتقول اسرائيل إن القيود التي فرضتها تهدف إلى منع النشطاء الفلسطينيين من شن هجمات بالمنطقة التي شهدت اندلاع عنف خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 عندما فشلت محادثات السلام.

وبالنسبة لأبي صقر ضاعفت القيود الاسرائيلية من آثار الازمة الاقتصادية بالضفة الغربية العام الماضي والتي فاقمها الحظر الغربي على المساعدات المقدمة إلى الحكومة الفلسطينية التي ترأسها حماس من اجل الضغط عليها للاعتراف باسرائيل.

وانزلق أبو صقر إلى مزيد من الفقر حيث يكسب 20 الف شيقل اسرائيلي فقط (4600 دولار) في العام وهو ما يكفي بالكاد عائلته الكبيرة.

وليس بمقدوره شراء أو تأجير منزل في قرية اكثر استقرارا كما تريده اسرائيل ان يفعل.

وجعلت سلسلة الخنادق التي حفرتها اسرائيل وبوابة معدنية مغلقة عادة رحلة أبو صقر إلى أقرب قرية من أجل الغذاء او الرعاية الطبية او المـدارس أطول مـن المـعتاد حيث يقطع طريقه فـي حوالي الساعتين بينما كان يستغرق في السابق 20 دقيقة.

وأمام طبق من الجبن المصنوع منزليا من لبن الماعز واكواب الشاي يتذكر أبو صقر كيف قام الجنود الاسرائيليون بطرد اسرته من المنزل ذات مرة وقت هطول امطار غزيرة كما طردوهم مرة أخرى في حر الصيف القائظ عندما كان أصغر اطفاله يبلغ اربعة اشهر من العمر.

ويشير إلى الاسطح الحمراء للمنازل في مستوطنة بيكاوت اليهودية المجاورة والتي تبعد مسافة تماثل ملعب كرة قدم عن خيامه.

ويقول "هؤلاء الناس لديهم كل اسباب الراحة التي يحتاجونها.

ليس لدينا حتى مياه جارية. ورغم ذلك لا يسمحون لنا حتى بالاحتفاظ بخيامنا الصغيرة المتواضعة المقامة على هذه الارض." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى