ورحل رجل المهمات الصعبة محمد حمود أحمد

> «الأيام» علي حيمد:

> عرفته مبدعاً متميزاً في كتابة القصيدة العمودية، ففي أحد الأيام من عام 1997م وبينما كنت أتصفح إحدى صحفنا المحلية السيارة إذا بي أقف أمام قصيدة رثاء في شاعرنا وأستاذنا الكبير أحمد مهدي رحمه الله وعند قراءتي لاسم مؤلف القصيدة انتابتني حالة من التساؤل وكان بجواري صديقي العزيز الفنان نجيب سعيد ثابت، سألته من هو محمد حمود أحمد كاتب هذه القصيدة الرائعة فأنا لم أسمع عنه ولم يحصل لي شرف الجلوس معه وما أثار استغرابي أن مبدعاً بهذا التمكن غير معروف عندي بل كان بعيدا عن الأوساط الأدبية والفنية في تلك الفترة؟ فأجابني صديقي نجيب أن الشاعر والكاتب الصحفي محمد حمود أحمد معروف جدا وعملنا سويا في اتحاد الشباب اليمني الديمقراطي في عدن، وكان من أنشط القيادات الطلابية والشبابية إلا أنني- والحديث لنجيب - لا أدري ما هو سبب ابتعاده عن الساحة الثقافية، فقلت نعم علينا أن نسأل عنه لأن مبدعا يمتلك هذه الإمكانيات يجب أن يكون له حضور في المشهد الثقافي والفني فوجوده معنا لا شك سيكون مؤثرا وسيلعب دورا إيجابيا في الارتقاء بالحركة الثقافية والفنية، في تلك الفترة كنا في بداية تأسيسنا لجمعية تنمية الموروث الشعبي الأمر الذي جعل فكرة البحث عنه تتجسد لدي من أجل ضمه إلى الجمعية لما عرفت من امتلاكه قدرات وخبرات قيادية إضافة إلى ثقافته وموهبته الشعرية المتميزة، وتم اللقاء والتعارف وبدأت الصداقة والزمالة الثقافي لأندية عدن حيث كان باكداده رئيسا له ومحمد محمود أمينا عاما.

بدأت نشاطاتنا المشتركة وبدأنا نعمل سويا جمعية تنمية الموروث والمجلس الثقافي لأندية عدن وقمنا بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والتي تمثلت في تكريم عدد من القامات الفنية الكبيرة وهم الفنان سعودي أحمد صالح والموسيقار يحيى مكي والشاعر أحمد سيف ثابت وكان محمد حمود رحمه الله رجل المهمات الصعبة الذي يلعب الدور الكبير في إنجاح تلك الفعاليات وكنا نكلفه دائما بالمتابعة والإشراف على طباعة الإصدارات التي كنا نصدرها ونكرسها لكل فعالية تكريمية نقيمها وكان بحق الرجل الذي لا يكل ولا يمل من العمل الذي يكلف به وكان يقضي الساعات الطوال في مطبعة جامعة عدن يراجع المقالات والمواد المنشورة ويقوم بالتصحيح اللغوي والتنسيق والتبويب إلى درجة أنه وفي أكثر من مناسبة يأتي إلى الفعالية مباشرة من المطبعة وهو حامل (كراتين) الكتب التي كلف بمتابعة إنجازها ويقوم بتوزيعها على الضيوف والحضور في صالة الحفل.

في الاجتماع الانتخابي الثاني للجمعية الذي انعقد في نوفمبر 2000م انتخب مسؤولا ثقافيا وإعلاميا لجمعية تنمية الموروث الشعبي وأصبح من أنشط أعضاء الهيئة الإدارية وتحمل أعباء كثيرة وكان يقوم بصياغة المحاضر والتقارير الدورية للجمعية ويقوم شخصيا بتوصيلها إلى مكتب الشؤون الاجتماعية وفي آخر اجتماع انتخابي للجمعية في يوليو 2004م انتخب رئيسا للجنة الرقابة والتفتيش وظل يحتل هذ الموقع حتى وفاته.

عرفته موثقا ورشفاً للعديد من الأعمال الشعرية الصادرة في الصحف لعدد من زملائه ولقد رأيته بأم عيني وهو يقوم بعملية الحفظ والأرشفة لقصائدي ولقصائد الشاعرين عبدالرحمن إبراهيم وعبدالله باكداده وغيرهما وكذلك المقالات التي تخص نشاطات الجمعية.

كان رحمه الله إضافة إلى كونه شاعرا، صحفيا متميزا وللأمانة فإن أجمل التغطيات الصحفية للفعاليات الأدبية والثقافية والفنية التي كانت تنظمها مختلف الجمعيات والمنتديات واتحاد الأدباء كانت تلك التي يقوم بها الفقيد محمد حمود أحمد رحمه الله وكان يمتلك رؤية نقدية أدبية من خلال قراءاته للعديد من الأعمال الأدبية.. حقيقة لقد كان رحيله المفاجئ خسارة كبيرة بل إنه ترك فراغا كبيرا بين أهله وأصدقائه ومحبيه وعلى مستوى الساحة الأدبية والثقافية والفنية وكل ما نتمناه الرعاية الكريمة لأسرته.

رحم الله صديقي محمد حمود أحمد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى