> ميونيخ «الأيام» شذا إسلام وليون مانجاساريان:

بوتين خلال إلقاء خطابه أمام مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ امس
وفي خطاب شديد اللهجة أمام مؤتمر الامن الدولي بميونخ أمس السبت حذر بوتين من أن "عالما أحادي القطب" تقوده الولايات المتحدة أمر لا يمكن القبول به وقد أدى إلى للمزيد من الحروب والصراعات في مختلف أنحاء العالم.
وقال في انتقاد قوي للولايات المتحدة : "إننا نشهد اليوم استخداما مفرطا لا يمكن احتواؤه للقوة العسكرية في العلاقات الدولية تقريبا".
وأضاف أن موسكو لا تحتاج دروسا في الديمقراطية من "أناس لا يطبقونها هم أنفسهم".
ومؤتمر الامن السنوي هو أبرز منتدى عالمي حول القضايا الدفاعية. ويشارك في دورة هذا العام المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ووزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس والامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر إضافة إلى وزراء دفاع وخارجية من مختلف دول العالم.
ورفض شيفر على الفور تصريحات بوتين بقوله "أجد تصريحاته مخيبة للآمال وغير مفيدة".
واستخدم بوتين لهجة لاذعة في أول دقائق خطابه محذرا من أن العالم أحادي القطب الذي تقوده الولايات المتحدة أقل أمنا بكثير من توازن القوى السابق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق خلال الحرب الباردة.
وقال بوتين : "إن هذا شديد الخطورة .. لا أحد يشعر بالامان بعد الآن".
كما حذر من أن الشعور بعدم الامان يغذي اتجاها في العديد من البلدان لانتاج أسلحة الدمار الشامل.
وانتقد الرئيس الروسي بشدة خطط نشر الولايات المتحدة عشرة أنظمة مضادة للصواريخ البالستية في بولندا وجمهورية التشيك.
وقال بوتين إن المخططين العسكريين الروس يفترضون أن القوى الامريكية المضادة للصواريخ يمكن أن "تحيد" في وقت معين تهديد الردع الذي تشكله الصواريخ النووية الروسية.
وأضاف الرئيس الروسي "التوازن سيكون مختلا" موضحا أن الولايات المتحدة سيكون لديها وقتها "شعور بالامن الكامل" وهو ما سيعطيها الحرية في فرض إراداتها على الصراعات المحلية والدولية.
وانسحبت الولايات المتحدة من معاهدة حظر الصواريخ البالستية التي وقعتها عام 1972 مع الاتحاد السوفيتي السابق. وقالت واشنطن إن ذلك ضروري لبناء أنظمة مضادة للصواريخ لحماية الولايات المتحدة مما يعرف بـ"الدول المارقة".
ورغم الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للولايات المتحدة الامريكية إلا أن بوتين أشاد بالرئيس الامـريكي جـورج بوش بأنه "رجل محترم".
وقال بوتين خلال كلمته أمام المؤتمر إن بوش رجل محترم ويمكن التعامل معه وأكد "أعتبر الرئيس الامريكي صديق فهو رجل محترم ويمكن للمرء التعامل معه" مرددا وصف رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر للزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف. كما انتقد بوتين توسع حلف شمال الاطلسي في الدول السوفيتية السابقة.
وأوضح في هذا الاطار"توسيع الناتو عامل خطير يقلل من مستوى الثقة المشتركة.لدينا الحق في أن نسأل ضد من موجه ذلك التوسع".
وأشار إلى انه لم يتمكن من تفهم توسيع قواعد الحلف وبنيته التحتية باتجاه بلاده طالما أن "الارهاب" وأسلحة الدمار الشامل يمثلان التهديد الحقيقي للعالم.
من ناحية أخرى شكك بوتين في السيطرة الاقتصادية الغربية في مواجهة القوى الاقتصادية الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وبلاده التي تجنى فوائد انتعاش أسعار النفط والغاز.
وأعرب بوتين عن وجهة نظر روسية مغايرة لتلك التي تتبناها أوروبا والولايات المتحدة حول النقاط الساخنة في العالم بما فيها كوسوفو وإيران.
وأعرب بوتين عن رفضه استقلال إقليم كوسوفو ضد رغبة صربيا وقال: "لا ينبغي علينا فرض شيء هناك وإلا فإن المشكلة ستدخل في طريق مسدود".
وتؤيد روسيا أن يتم الاتفاق بين صربيا وألبان كوسوفو بدون ضغوط من طرف ثالث.
واعترف بوتين بالقلق بشأن البرنامج النووي الايراني وقال إنه يتفهم لماذا لم ترد إيران بشكل بناء على المخاوف الدولية.
ولكنه دافع عن تقديم بلاده نظاما دفاعيا جويا لايران قائلا :
"لا نريد أن تشعر إيران بأنها محصورة في بيئة معادية".
ودعا الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة للتحلي بالصبر مع طهران وتقديم حوافز لكسب القيادة الايرانية وقال : "التعاون أفضل بكثير من المواجهة".
ويشارك بوتين في المؤتمر في أول حضور لرئيس روسي للمؤتمر الذي تأسس عام 1962 . د.ب.ا