مدارس البدو الرحل!!

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
رحم الله الرئيس المناضل الرمز سالم ربيع علي الذي كان يقرأ الواقع ويضع المعالجات الصائبة لما يقتضيه ذلك الواقع ويلامس بشفافية واضحة ظروف الناس ومشاكلهم الحياتية ويسعى بجد وصدق وأمانة لجعل هموم الناس المعيشية أمام السلطة لإيجاد الحلول والمعالجات لها.

ومدارس البدو الرحل هي واحدة من القضايا الرئيسة التي وضعها (رحمه الله) نصب عينيه فقد كان الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) رحمه الله يعلم ويدرك بصواب وبعد نظرته وبصيرته أن هناك فئة في المجتمع مهمشة ولا تصل إليها تلك الحقوق والواجبات على السلطة، فالتعليم والصحة ومختلف الاحتياجات الاجتماعية كانت في متناول معظم (إن لم نقل كافة) أفراد الشعب في ذلك الزمن.. فقد خطا (رحمه الله) خطوة جريئة وجعل المدارس الأقرب إلى تلك الشريحة الاجتماعية المهمشة والمعروفة بالبدو الرحل، ماذا نتعلم من هذه الوقفات المسؤولة لرموز قيادتنا السياسية التي كانت تعيش بين أوساط الجماهير؟ فلقد راجعت شريط الماضي بكل محاسنه وربما مساوئه! ووقفت أمام هذه القضية التي فرضت نفسها عليّ وأجبرتني على تلمس واقع التعليم والمدارس في هذا الزمن! فوجدت العجب بل إنني استسلمت لحقيقة واضحة وضوح الشمس في مجال التعليم في بلادنا هذه الأيام حينما أوصلني بحثي إلى واقع مدارس التعليم الحكومية وما تعاني منه هذه المدارس من إهمال وقلة الإمكانيات الضرورية! ثم ذهبت في بحثي إلى ظاهرة ناشئة في هذا الزمن وفي مجال التعليم وهي المدارس الخاصة حيث يحرص كل مسؤول وكل قيادي في الدولة على عدم ارسال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس الحكومية، ليتم إرسالهم إلى المدارس الخاصة ويدفعون المصاريف والتكاليف الباهظة لهذه المدارس ووجدت أن المدارس الحكومية لا ينتظم في تلقي التعليم فيها سوى أبناء عامة الشعب الذين يعجزون ولا يقدرون على دفع رسوم ومصاريف المدارس الخاصة، بل أصبحت المدارس الحكومية هي مدارس الفئات الاجتماعية الفقيرة والمعدمة التي يشبه حالها حال ووضع الفئة الاجتماعية المهمشة سابقا وحاليا وهي فئة البدو الرحل.

والشيء بالشيء يذكر فقد سمعت أن أحد القياديين الكبار في الدولة قد التقى بمدارء المدارس ومسؤولي المدارس التعليمية الحكومية وقال لهم بالحرف الواحد إن طلبة المدارس (الحكومية) عليهم أن يقوموا بتنظيف الصفوف وساحات المدارس وعليهم تعلم النظافة بحمل (الزنابيل والمكانس) لتنظيف مدارسهم، وهذه المسألة ربما أنها تحسب كإيجابيات النظام الشمولي السابق في جنوب اليمن عندما كانت المبادرات الجماهيرية تفعل فعلها في إرساء مفاهيم المسؤولية الفردية والمسؤولية الجماعية في المجتمع وهذه المسألة كانت محل نقد شديد من بعض الناس بأنها إنقاص من مكانة الناس، فماذا سنقول في هذه الأيام لمن يطالب أبناءنا في المدارس الحكومية أو مدارس البدو الرحل في المدن يطالبهم بأن يقوموا بتنظيف مدارسهم بدلا عن أصحاب (الكار) والمهنة؟ البعض قال إن هناك هروبا من تحمل المسؤولية المناطة على عاتق هؤلاء لأن المخصصات الموجودة لهذ الجانب استخدمت لأغراض أخرى! كما أن هناك من قال وليش نزعل طالما أن هذ المسؤول وأمثاله من قيادة دولة الوحدة (عفاها الله) لن يمسهم شيء من العيب أو الإنقاص من شأن أبنائهم وبناتهم الذين حصنوهم في المدارس الخاصة بل وأبعدوهم عن مشاكل وهموم المدارس الحكومية أو مدارس البدو الرحل في المدن.. ويا عيباه!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى