حشد ضخم في ساحة الشهداء والحريري يدعو الى الحوار تحت سقف المحكمة الدولية

> بيروت «الأيام» سليم ياسين :

>
النائب سعد الحريري
النائب سعد الحريري
اجتاحت ظهر أمس الأربعاء حشود ضخمة قدرتها مصادر اعلامية بمئات الالوف ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت والطرق المؤدية اليها في الذكرى الثانية لاغتيال رفيق الحريري، واستغل النائب سعد الحريري هذه المناسبة لاطلاق دعوة الى الحوار مع المعارضة تحت سقف المحكمة الدولية.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الحشود ملأت ساحة الشهداء والطرق المؤدية اليها شمالا حتى الدورة التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات، وحتى عين المريسة التي تبعد نحو كيلومترين جنوبا.

وبدأ المهرجان الخطابي نحو الظهر (العاشرة تغ) وتعاقب على الكلام اكثر من عشرة خطباء تميزت كلماتهم بهجوم حاد على النظام في سوريا بينما اتسمت كلمات بعضهم بسياسة اليد الممدودة الى المعارضة اللبنانية.

وطلب خطيب الاحتفال في الساعة 12:55 (10:55 تغ) من الجميع الالتزام بالصمت لمدة دقيقة قبل ان يكمل الخطباء القاء كلماتهم، وهي الدقيقة نفسها التي وقع فيها الانفجار الذي اودى بحياة الحريري ورفاقه قبل سنتين بالتمام.

النائب سعد الحريري اطلق مبادرة سياسية في كلمته دعا فيها المعارضة الى الحوار والوحدة الوطنية شرط اقرار المحكمة الدولية التي ستحاكم قتلة والده والمسؤولين عن الجرائم الاخرى التي اعقبت اغتياله.

وقال الحريري "نحن جاهزون لكل قرار شجاع من اجل لبنان ومن اجل الحل في لبنان لكن المحكمة الدولية هي المعبر الوحيد لاي حل فليتفضلوا الى القرار الشجاع لتصبح الافعال ترجمة للاقوال".

وفي السياق نفسه قال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع مخاطبا المعارضة "تعالوا نخرج جميعنا من الشوارع ونعود الى المؤسسات والى لغة العقل والحوار والممارسة الديموقراطية الحقة لنربح لبنان والتاريخ" مضيفا "نحن هذا خيارنا هذا مشروعنا نحن بانتظاركم فلا تتاخروا".

الا ان حزب الله تلقف بتحفظ دعوة الحريري الى الحوار وشن هجوما على جعجع وعلى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

وقال نائب حزب الله حسين الحاج حسن في تصريح لوكالة فرانس برس "نحن مع تسوية سياسية للازمة اللبنانية ونحن مع انشاء محكمة ذات طابع دولي بعد دراسة مسودة قانون المحكمة واجراء التعديلات اللازمة عليه واقرار مشروع القانون وفق الاصول الدستورية".

الا انه اعتبر بالمقابل ان جعجع وجنبلاط "اطلقا النار على اي مبادرة وتسوية في المفردات التي استخدماها في الخطاب حيث ظهر جعجع في صورته الحقيقية كقائد ميليشيا في حين كان خطاب جنبلاط مليئا بمفردات لا تليق برجال سياسة".

واضاف نائب حزب الله "اما بالنسبة الى المضمون فقد ذكرانا بعد الاستماع الى خطابيهما والى خطاب سعد الحريري باتفاق الرياض الذي عقده حزب الله و(حركة) امل مع النائب الحريري والذي اجهض في بيروت من قبل جعجع وجنبلاط".

ويشير الحاج حسن بذلك الى ما اكده حزب الله بشأن التوصل الصيف الماضي الى حل للازمة اللبنانية مع الحريري عارضه بشدة كل من جنبلاط وجعجع.

ابراهيم كنعان النائب في التيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون رحب في حديث لوكالة فرانس برس بكلام النائب الحريري وقال "نعتبر هذا الكلام جيدا ونامل ان يقترن بافعال سريعا".

حول آلية التحرك للتوصل الى حل قال انها "موجودة وهي ما تمت مناقشته حول حكومة الوحدة الوطنية واقرار قانون المحكمة الدولية".

وشدد على ان التيار الوطني الحر "لا يقايض بموضوع المحكمة بل هو موافق عليها ويطالب بها منذ البداية".

واعتبر النائب كنعان من جهة ثانية ان هناك "تناقضا كبيرا بين كلام الحريري وبين كلام حليفيه جعجع وجنبلاط" مضيفا "لم يتكلموا بنفس اللغة وهل ناخذ كلام الحريري الجيد ام ناخذ الكلام التصعيدي لكل من جعجع وجنبلاط؟".

لبنانيون يحملون الاعلام وصور الراحل رفيق الحريري في تجمع أمس
لبنانيون يحملون الاعلام وصور الراحل رفيق الحريري في تجمع أمس
بالنسبة الى سوريا صعد الزعيم الدرزي هجومه على النظام السوري وقال جنبلاط مخاطبا الرئيس السوري "جئنا الى ساحة الحرية، لنقول لك يا طاغية دمشق، يا قردا لم تعرفه الطبيعة، يا أفعى هربت منها الافاعي، يا حوتا لفظته البحار، يا وحشا من وحوش البراري، يا مخلوقا من أنصاف الرجال، يا منتجا اسرائيليا على أشلاء الجنوب وأهل الجنوب، يا كذابا وحجاجا في العراق، ومجرما وسفاحا في سوريا ولبنان".

وعلى المنوال نفسه من دون مهاجمة الرئيس الاسد شخصيا قال جعجع "الى النظام السوري نقول لك عين لبنان تقاوم مخرزك وستقاومه حتى قيامة لبنان الحقيقي لبنان الدولة والتاريخ".

كما هاجم جعجع الرئيس اميل لحود المقرب من سوريا قائلا "اما انت ايها القابع في قصر بعبدا، فلك نقول ما من ظالم ما من طاغية ما من مستبد الا واخذ التاريخ حقه منه".

واعلن المكتب الاعلامي للقوات اللبنانية ان تجمع الاربعاء كان مناسبة لهذا الحزب لحشد عدد كبير من انصاره,واوضح انه استخدم نحو 1100 شاحنة واكثر من ثلاثة الاف سيارة لنقل انصاره الى ساحة الشهداء من كافة الاراضي اللبنانية.

ورد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على جعجع واتهمه بانه هو "من قوض الدولة وضرب مؤسساتها واستولى على مواردها" في اشارة الى ميليشيا القوات اللبنانية قبل نزع سلاحها في اوائل التسعينات.

وختم بيان رئاسة الجمههورية بالقول "اذا كان من امر لن يغفره التاريخ للرئيس لحود فهو انه وقع ذات يوم قانون عفو عن مجرمين كان بينهم سمير جعجع" في اشارة الى قانون العفو عن جعجع الذي صدر عام 2005 ما اتاح اطلاق سراحه بعد ان امضى في السجن 11 عاما. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى