> قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية إن سيارة مفخخة فجرت حافلة مملوكة للحرس الثوري أمس الأربعاء مما أسفر عن مقتل 11 في مدينة حدودية بجنوب شرق ايران حيث كثيرا ما تقع اشتباكات بين قوات الأمن ومهربي مخدرات.

وذكرت وكالة أنباء إيرانية ومحطة تلفزيون مقرها دبي أن جماعة جند الله وهي جماعة سنية غامضة تربط ايران بينها وبين تنظيم القاعدة أعلنت مسؤوليتها عن الحادث. وأنحي على الجماعة باللائمة فيما سبق في جرائم خطف وقتل في المنطقة.

وسارع رجال دين الى حث الإيرانيين وأغلبيتهم من الشيعة على عدم إلقاء اللائمة في الحادث على السنة. وتتوخى ايران الحذر بشأن أي شيء قد يثير توترا طائفيا في البلاد التي يمثل فيها السنة نحو تسعة في المئة من سكانها البالغ عددهم 70 مليون نسمة.

وقال الحاكم الإقليمي حسن علي نوري لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية إن 11 من أفراد الحرس الثوري قتلوا وأصيب 31 آخرون في الانفجار الذي وقع في مدينة زاهدان بإقليم سستان وبلوخستان الواقع على الحدود مع افغانستان وباكستان.

وقال الحاكم إن أحد الضالعين في الانفجار قتل في الحادث مشيرا الى أن يكون إجمالي عدد القتلى 12 لكنه لم يصرح بهذا. وكانت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية قد ذكرت في وقت سابق أن 18 قتلوا فيما ذكرت الإذاعة والتلفزيون الحكوميان أن 11 لاقوا حتفهم.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن القنبلة كانت مخبأة في سيارة وفجرت اثناء مرور الحافلة التابعة لوحدة تنقل العاملين بالحرس الثوري. وأظهرت الصور حطام الحافلة على جانب الطريق.

وأبلغ مسؤول من مكتب حاكم زاهدان رويترز أن "خمسة أشخاص قد اعتقلوا."

وذكرت وكالة أنباء فارس أن أربعة أشخاص كانوا في السيارة التي بدت أنها معطلة على الطريق. وعندما اقتربت الحافلة فر الأربعة على دراجات نارية وانفجرت السيارة.

وأضافت "أعلنت قبل دقائق جماعة اسمها جند الله تحت قيادة عبد الملك ريجي... مسؤوليتها عن هذا العمل الإرهابي."

كما قالت محطة تلفزيون العربية ومقرها دبي إن أحدهم اتصل بها هاتفيا وقال إنه متحدث باسم جند الله وإن جماعته تقف وراء الهجوم.

وقالت ايران إن جماعة جند الله وهي جماعة سنية اسلامية تقف وراء قتل 12 شخصا في هجوم على طريق في مايو ايار وحوادث أخرى,كان مسؤولون قد قالوا فيما سبق إن ريجي قائد خلية تابعة لتنظيم القاعدة في ايران. ويتزعم اسامة بن لادن تنظيم القاعدة.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن مسؤول لم تسمه القول إن هناك أدلة تشير إلى أن الجماعة تلقت دعما من الولايات المتحدة عدو إيران. وكثيرا ما تتهم إيران واشنطن بإذكاء التوترات.

وقال عباس علي سليماني ممثل الزعيم الأعلى الإيراني في المنطقة "يجب أن يواجه الناس هذه الجريمة بصبر ووعي وواقعية مثل كل الحوادث الأخرى وأن يفصلوا قضية بضعة متمردين من السنة ولو أنهم (المهاجمون) من السنة لأن اخواننا السنة أبرياء من هذه الجرائم."

وأضاف سليماني في تصريحات نقلتها عنه وكالة انباء الجمهورية الاسلامية أن "أعداء" عبروا الى ايران لتنفيذ الهجوم.

وتقول المناطق التي يغلب على سكانها السنة في ايران مثل سستان وبلوخستان إنها تعاني من التمييز في الجمهورية الإسلامية.

وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في تعليق على القتال في العراق قد حذر الإيرانيين مما وصفها بجهود الولايات المتحدة لإحداث انقسامات بين السنة والشيعة.

وتشبه المنطقة حول زاهدان منطقة حرب حيث توجد بها حصون وخنادق ومواقع للرشاشات. وقتل اكثر من 3300 من قوات الأمن الإيرانية في المنطقة في قتال مهربي مخدرات منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979. رويترز