الحرب العراقية تضع الوحدة بين مسلمي امريكا على المحك

> فينكس «الأيام» تيم جاينور:

>
جنود عراقيون يوقفون السيارات في نقطة تفتيش ببغداد أمس
جنود عراقيون يوقفون السيارات في نقطة تفتيش ببغداد أمس
يخشى زعماء الجالية الاسلامية في الولايات المتحدة من ان يؤدي الصراع الطائفي الذي يمزق الطائفتين الشيعية والسنية في العراق الى وضع الوحدة بين المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة على المحك.

ويقول ائمة ومحللون وزعماء محليون ان الجولة اليومية من تفجيرات الشاحنات والخطف والقتل والتي جعلت الجيران السنة والشيعة السابقين يدخلون في حرب اهلية في بغداد اثارت حدة التوتر بين المهاجرين المسلمين في شتى انحاء امريكا. ويوجد ما يقدر بين ستة ملايين وسبعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة من بينهم نحو 2.5 مليون مهاجر. واغلبيتهم سنة يعيشون بسلام الى جانب جيرانهم الشيعة في مدن تمتد من كاليفورنيا الى نيويورك منذ عشرات السنين.

ولكن توترات طائفية تفجرت على ما يبدو في ديترويت في يناير عندما هاجم اشخاص مسجدين للشيعة وعدة متاجر بعد اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو سني على يد حكومة شيعية في العراق . ولم يتم اعتقال احد.

ويقول محللون انه توجد ايضا علامات على تزايد النعرة الطائفية بين الطلاب المسلمين في الجامعات الامريكية حيث شكل بعض السنة والشيعة في الاشهر الاخيرة او يفكرون في تشكيل اتحادات طلابية منفصلة.

من ناحية اخرى يقول معلقون انه توجد ايضا تقارير عن تزايد حدة التوتر بين السجناء الشيعة والسنة في بعض السجون الامريكية.

وقال محمد نمر وهو باحث في مجلس العلاقات الامريكية-الاسلامية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له "انه امر يدعو للقلق لان المشكلات والتوترات بين السنة والشيعة في العالم القديم تلاحقهم على ما يبدو الى الولايات المتحدة.

"اذا ظلت هذه التوترات مدفونة فإنها قد تنفجر في بعض المجتمعات."

والعلاقات بين ابناء الطائفتين قوية بشكل تقليدي في الولايات المتحدة حيث يصلون ويعيشون معا منذ عشرات السنين في جيوب حضرية تمتد من لوس انجليس الى ديترويت ونيويورك.

وقال لياقات طاقم وهو استاذ للدراسات الاسلامية في جامعة دنفر" مدن كثيرة ليس بها سوى مسجد واحد-اذا كان لديها اصلا مسجد- يرتاده المسلمون من الطائفتين ."

واضاف ان الخلافات بدأت تظهر مع تزايد الهجرة الى الولايات المتحدة من شتى انحاء العالم الاسلامي في الثمانينات والتي صاحبها تزايد التوترات الطائفية في الشرق الاوسط في اعقاب الثورة الايرانية عام 1979 .

واردف قائلا"والآن ومع ما يحدث في العراق.. ومع العولمة.. يتم تصدير كل هذه الخلافات الى امريكا."

ويشدد زعماء السنة والشيعة في الولايات المتحدة ان العلاقات مازالت طيبة بين ابناء الطائفتين الذين يرتادون الآن اكثر من 1200 مسجد في شتى انحاء امريكا على الرغم من ان كثيرين يشعرون بقلق من احتمال تصاعد حدة الصراع الطائفي مما جعلهم يكثفون من الاجتماعات بين الطائفتين على الصعيد القومي.

وقال محمد علي وهو رجل دين شيعي يشارك في حوار متواصل مع السنة المحليين في منطقة ديترويت "نريد ان يساعد كلانا الآخر على تحسين الاتصال والتأكد من ان السياسة والجهل ايضا لن تصلا الى مجتمعاتنا وتقسمها باسم الشيعة والسنة.

"لم يكن لدينا ابدا هذه المشكلة في الولايات المتحدة ونحن قلقون."

وعلى الرغم من حرص زعماء المسلمين الامريكيين على الحفاظ على علاقات قوية بين الطائفتين يشعر كثيرون ان الحديث عن شقاق طائفي في الولايات المتحدة امر مبالغ فيه او حتى ينشر خوفا لا داعي له.

وقال فيكتور غالب بيج من مجلس المنظمات الاسلامية بميشيجان ان الهجمات التي وقعت في ديترويت في الآونة الاخيرة ربما يكون قد نفذها مهاجرون من العراق عـلى الرغم من انهم لا يمثلون مشاعر اوسع.

ويتردد هذا الرأي على نطاق واسع بين المسلمين الامريكيين في كل من ديترويت وأبعد منها ويشددون على استمرار العلاقات الطيبة بين الطائفتين.

ولكن البعض يشير الى ان الحفاظ على هذه العلاقة في الاشهر والسنوات المقبلة يعتمد ايضا الى حد ما على التوصل الى سلام في العراق حيث يقتل مئات الشيعة والسنة اسبوعيا . رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى