> لا شك أن مهنة الطب تفوق باقي المهن شرفا وقدرا، نظرا لأنها مهنة إنسانية في المقام الأول ولكم أن تتخيلوا معي كم من الجهد يبذله بعض الأطباء حين يقضون في أحايين كثيرة ما يزيد عن الأربع ساعات في غرفة العمليات يبذلون خلالها كل ما بوسعهم من أجل إنقاذ نفس بشرية فلهم من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله لاسيما إذا ما كتب الله لها عمرا جديدا على أيديهم.

ما أعظم ذلك الطبيب الذي يجد ويجتهد ويسهر الليالي بلا ملل أو كلل ويسخر كل طاقاته من أجل مرضاه بعيدا عن اعتبارات المال وفلسفة كم تدفع؟

ما أعظمه من طبيب ذلك الذي تجد بابه مفتوحا طيلة النهار وحتى في غسق الليل لا يرد مريضا أبداً أو يتعلل بالعبارة التي غدت مألوفة إلى حد التقيّؤ والاشمئزاز تعال بكرة إلى العيادة، فلله در القائل:

حباك الإله بحب وعلم

غزير العطايا قريب المنال

محياك يبعث فينا السرور

طبيبا قديرا أنيس الخلال

سمعت مديحك في كل آن

شيوخا نساء وكل الرجال

صدقوني.. مهما كان هذا الصنف النفيس نادرا بيد أنه موجود بيننا موجود، فرجاء لا تؤثر فيكم الممارسات الشائنة من بعض النفر المحسوبين على مهنة الطب.

أخيرا لكل طبيب نذر نفسه للخير ويعمل في محيط الخير لا يسعنا إلا أن نتوجه إليه بالشكر والعرفان ودعاؤنا له بالتوفيق والنجاح في الدارين الأولى والأخرى.