دفع أمريكي لإنتاج الإيثانول لتخفيض استهلاك النفط

> واشنطن «الأيام» ادموند اندروز ولاري روثر:

>
عامل شركة نفط استرالية يقوم بتعئة محطة بوقود سيارات مخلوط بالايثانول
عامل شركة نفط استرالية يقوم بتعئة محطة بوقود سيارات مخلوط بالايثانول
يستعد الرئيس الأميركي جورج بوش، على أمل تخفيض الطلب على النفط في نصف الكرة الغربية، لاستكمال اتفاقية للترويج لإنتاج واستخدام الايثانول عبر اميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، طبقا لما ذكره المسؤولون في الادارة. ويمكن أن تؤدي الاتفاقية الى زيادة في نمو قطاع الايثانول في البرازيل مع تصدير التقنيات والمعدات التي طورت هناك الى دول أخرى في المنطقة. والمعروف ان معظم الايثانول المنتج في البرازيل مصنوع من قصب السكر وهو ارخص بكثير من الايثانول المنتج من الذرة الذي يحظى بميزات ووسائل حماية في الولايات المتحدة. الا ان الاتفاقية بدأت في التسبب بمشاكل من السياسيين من المناطق المنتجة للذرة في الولايات المتحدة. ويخشون من ان الخطة ستؤدي الى زيادة في واردات الايثانول من الخارج. وتأمل الولايات المتحدة من زيادة انتاج الايثانول واستهلاكه، ولا سيما في الدول التي تزرع قصب السكر، في خفض اعتماد المنطقة على النفط المستورد وتقليل الضغط على اسعار النفط.

والنتيجة الجانبية لهذا القرار، طبقا لما ذكره مسؤولون أميركيون هو خفض نفوذ هيوغو شافيز رئيس فنزويلا.

ويأمل المسؤولون الأميركيون في استكمال مذكرة تفاهم تدعو الى التعاون بين الدول على في مجال الأبحاث وتوحيد المستويات، بالاضافة الى مساعدة الدول الاخرى الاستفادة من خبرة البرازيل في انتاج ايثانول من قصب السكر. وأكد مسؤولون حكوميون في البرازيل وجود هذه الاتفاقية. وقال عدد من كبار المسؤولين البرازيليين ان اكثر المؤثرات أهمية للتعاون مع الولايات المتحدة هو في مجال الترويج لسوق دولي كبير لتقنية الايثانول البرازيلية.

تجدر الاشارة الى ان البرازيل والولايات المتحدة يمثلان 70 في المائة من انتاج الايثانول في العالم. وتهدف الاتفاقية الى تشجيع دول اخرى، ولا سيما الدول الصغيرة في الكاريبي على انتاج قصب السكر. واوضح انتونيو سيموس مدير قسم الطاقة في وزارة الخارجية البرازيلية في مقابلة عبر الهاتف من نيويورك «الأمر الجيد هو امكانية الدول الفقيرة خفض ما تدفعه لاستيراد النفط، وكسب اموال من تصدير الطاقة». وتأمل الدولتان في استخدام الاتفاقية لتنشيط انتاج الوقود المتجدد خارج نطاق نصف الكرة الغربي. وتهتم البرزيل بتشجيع انتاج الايثانول المستخرج من قصب السكر في افريقيا، حيث تحتفظ بعلاقات تجارية وثقافية كبيرة وفي دول آسيوية مثل تايلاند. وقد حقق انتاج البرازيل من الايثانول رقما قياسيا في العام الماضي. الا ان الطلب على الايثانول يتزايد بسرعة داخل البرازيل، بحيث ان الحكومة تركز على تحقيق مطالب السوق المحلي. الا أن رجال الأعمال البرازيليين ينظرون الى الفرص التجارية من امداد الدول الاخرى بمعدات انتاج الايثانول للدول الراغبة في انتاج الايثانول الخاص بها. وقد أعرب المسؤولون الاميركيون عن حماسهم لانتاج الايثانول ومنتجات انتاجه بمعدلات ضخمة. واكبر مجال للتعاون هو مساعدة الدول على انتاج الايثانول وازالة العقبات التي تعترض ذلك.

ولمعرفتهم بالمحتجين من منتجي الايثانول المحليين ومن لوبي المزارع، لا يتوقع ان يشير المسؤولون مجرد اشارة الى خفض للتعرفة الاميركية على الايثانول المستورد. كما لا يبدو لدى الادارة أي استعداد لتقديم أموال او ضمانات قروض لتشييد مصانع لإنتاج الإيثانول في دول اخرى. وفي خطاب ارسله الى الرئيس جورج بوش يوم الخميس، قال السيناتور تشارلس غراسلي، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، انه فشل في فهم السبب وراء اعتزام الولايات المتحدة إنفاق أموال دافعي الضرائب لتشجيع انتاج الايثانول في دول اخرى. وحذر غراسلي من ان الشراكة المقترحة ربما تصبح وسيلة ملتوية للبرازيل للتهرب من التعرفة المفروضة على الايثانول المستورد التي تحمي حاليا المنتجين الاميركيين. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت تعرفة بقيمة 54 في المائة على الجالون من الايثانول المستورد، إلا ان دولا كاريبية ودولا اخرى موقعة على «اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الوسطى»، استثنيت من هذه الرسوم في حال استخراجها الايثانول من منتجات تزرع محليا. ويمكن ان تصبح هذه الدول بمرور الزمن مصدرة الايثانول الى الولايات المتحدة باستخدام التكنولوجيا البرازيلية في تكرير الايثانول المستخرج من قصب السكر. يضاف الى ذلك أن دول الكاريبي يمكن ان تصدر كميات محدودة من الايثانول، الذي يأتي بصورة غير مباشرة من البرازيل ودول اخرى.

وبموجب «مبادرة حوض الكاريبي»، التي ظلت نافذة على مدى سنوات، يمكن للدول ان تحصل على ايثانول معالج جزئيا من دولة مثل البرازيل، وتقوم بالخطوة الأخيرة في المعالجة قبل شحنه الى الولايات المتحدة. إلا ان المنطقة مسموح لها بتصدير هذا النوع من الايثانول فقط، حتى حدود 7 في المائة من استهلالك الولايات المتحدة من الايثانول. وكانت الولايات المتحدة قد استوردت العام الماضي 600 مليون غالون من الايثانول، وجاءت حوالي 200 مليون غالون بصورة غير مباشرة من البرازيل عبر الكاريبي. وتبلغ جملة المستورد من أنواع الايثانول اكثر بقليل من 10 في المائة من الاستهلاك الأميركي العام الماضي. ويراقب منتجو الايثانول في الولايات المتحدة بحذرمن دون أي احتجاج حتى الآن. وقال روبرت ديدين، رئيس مجموعة رابطة الوقود المتجدد، انه لا يعتقد ان الهدف الاساسي للادارة الاميركية هو انتاج الايثانول في منطقة الكاريبي بغرض تصديره الى الولايات المتحدة، وأضاف قائلا ان الشركات الأميركية ستراقب الوضع لترى ما سيحدث.

عن «نيويورك تايمز» شارك في إعداد هذا التقرير ايدموند آندروز من واشنطن ولاري روتر من ساو باولو وماثيو وولد من واشنطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى