شن ضربة جوية على إيران ربما ينطوي على أثر عكسي

> لندن «الأيام» كيت كيلاند:

> قال تقرير أمس الأحد إن الضربات العسكرية التي تهدف إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني ربما يكون لها رد فعل عكسي وتزيد من إصرار طهران على الحصول على أسلحة نووية وتفاقم العداء تجاه الغرب.

جاء في التقرير وعنوانه "هل تنجح الضربات الجوية" الذي أعده خبير بريطاني كبير في مجال التسليح أن الهجمات ربما تكون غير قادرة على ضرب ما يكفي من الأهداف لإحداث أضرار بالغة في المنشآت النووية الإيرانية.

وقال التقرير "مع وجود معلومات مخابرات غير دقيقة فمن غير المرجح أن يكون من الممكن تحديد وبالتالي تدمير العدد المطلوب من الأهداف لإحداث انتكاسة في البرنامج النووي الإيراني لفترة كبيرة." وأضاف "عقب أي ضربة عسكرية إذا ما كرست إيران الحد الأقصى من الجهد والموارد لتصنيع قنبلة نووية واحدة فيمكنها تحقيق ذلك في فترة زمنية قصيرة نسبيا." وجاء في التقرير أن مثل هذا السلاح سيجري استخدامه حينئذ في "بيئة تنطوي على قدر أكبر لا حصر له من العداء." ونشرت التقرير مجموعة أوكسفورد للأبحاث وكتبه الدكتور فرانك بارنابي وهو خبير نووي وخبير في التسليح.

وحث بارنابي وهو بين عدد محدود من الخبراء في العالم الذين شهدوا تجربة نووية فوق الأرض على بذل جهود دبلوماسية أكبر لإنهاء الأزمة مع إيران.

ورفضت إيران الالتزام بمهلة الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي لوقف تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن أن تؤدي لإنتاج وقود نووي لاستخدامه في محطات الكهرباء أو لصنع أسلحة.

ودفع تحدي إيران واشنطن إلى قول إن كل الخيارات متاحة في التعامل مع ما تعتبره خطرا نوويا محتملا من إيران ورد نائب وزير الخارجية الإيراني بقوله إن طهران مستعدة حتى للحرب.

وقال تقرير بارنابي إن إيران من المرجح أن تكون قد بنت منشآت سرية تحت الأرض إلى جانب وضعها "أهدافا وهمية" والتي تصمم لتبدو مثل شكل المواقع النووية لتقوم بدور الأهداف الهيكلية الخداعية.

وقال كاتب التقرير لرويترز في مقابلة قبل نشر التقرير إن أي هجوم على تلك المنشآت سيزيد من التأييد لسلطات البلاد.

وأردف قائلا "إذا تم قصف إيران فإن المجتمع بأكمله سيوحد صفوفه وراء الحكومة لإنتاج سلاح نووي سريعا...سيكون تصرفا أحمق." ومضى يقول إن الضربات ستسبب اضطراب إمدادات النفط وستؤثر على الاقتصاد العالمي.

وأيد هانز بليكس وهو كبير مفتشي الأمم المتحدة السابق عن الأسلحة هذه النتيجة التي خلص إليها التقرير وحذر واشنطن وحلفاءها طالبا منهم الاستفادة من درس العراق حيث اتخذ قرار غزوه جزئيا بناء على اعتقاد خاطئ بامتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل.

وكتب بليكس يقول في تمهيد للتقرير "في حالة إيران فإن العمل المسلح سيكون مستهدفا لنوايا ربما تكون موجودة فعلا أو لا. ولكن نفس النتيجة ستتحقق من مأساة واضطرابات في المنطقة."

وقال بارنابي إن قصف أهداف مثل مفاعل بوشهر النووي في جنوب غرب إيران بمجرد بدء عمله ربما يكون له أثر مروع على البيئة.

وأردف قائلا "القصف سيكون عملا إجراميا تماما.. سيكون بين أيدينا تشرنوبيل أخرى." وشهد بارنابي (79 عاما) تجربة على سلاح نووي وشهد القوة المروعة للانفجار الذي تم في الصحراء الاسترالية عام 1953 . وقال "لا يمكن تجنب التأثر البالغ بهذا النوع من التجارب.

رؤية تلك الأشياء وهي تنفجر في الغلاف الجوي تجعلني أتخيل ماذا يمكن أن يحدث إذا انفجرت في مدينة.

إنه أمر مخيف حقا.. ويقنعني سريعا بضرورة التفاوض من أجل التخلص من تلك الأسلحة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى