عندما يذهب الخيال ويتجمد العقل تذهب الأفكار إلى أبعد مما يتصور الخيال، ويرجع الأمل بغروب الخيال.

ما يذهل الكثير من الناس هو إبداع من ليس على سيماه الإبداع أصلاً، ذلك هو صاحب الإبداع جزئياً وهو يتصور الكثير أصابه التبلد، ولعل إبداعه جاء بسبب مقاومته لليأس والإحباط.

على سبيل المثال يقال: ذاك متبلد إلا في شيء .. وهذا ما يسمى بالإبداع الجزئي.

هنا تبرز المشكلة فالكثير من ذوي الإبداع لا يستطيعون تفسير ذلك، مثلاً الطلاب بلا استثـناء فيهم متبـلدون بكـل المـواد إلا في مادة واحدة يكـونون فـيها الأجدر والمرجع، فهل يطلق على ذلك تبلد، نقول لا وإنما ذلك الإبداع الجزئي.

فهل نستغني عن ذلك الطالب ويرمى في سلة المتبلدين؟ ولعل التبلد كل التبلد- مع احترامي للتبلد- دخول هذا الطالب الجامعة في التخصص المتبلد فيه لإرضاء الناس تجنباً للعيب واحترام نسبته المغشوشة لقوله، فيكون ذلك التخصص فخريا ويكون هو سخرية في تخصصه.. لذلك نضرب هذا المثال:

نفرض أن العقل شقة لها عدة أبواب والتبلد رجل ضيف من أين يدخل؟ من باب أم من عدة أبواب؟

بالتأكيد من باب واحد فيبقى الإبداع الجزئي الذي قد يكون مرجعاً لعدة إبداعات.