بسمة حياة فلذات الأكباد

> «الأيام» ياسين علي العولقي/أبين

> ثمة أمور تستوجب منا الوقوف أمامها وإعطاءها جل اهتمامنا لما تحويه من خطر محدق .. فما بالنا إذا كان هذا الخطر يهدد أعز ما نملك في هذه الحياة.. يخص فئة بريئة ناصعة البراءة .. نعم يهدد أطفالنا، فلذات الأكباد التي تمشي على الأرض.

ما جعلني أقف وأشدد عند هذا الأمر قصة فيلم هادف للمؤلف الكبير يوسف إدريس يحمل عنوان (عنبرالموت) للمخرج المتألق أشرف فهمي.

الفيلم يناقش ويوضح بين جنباته طغيان الفساد الذي أخذ يستشري وفاحت رائحته النتنة، والذي يضم فئه قليلة قد تبهرك بالمناظر الخداعة التي يستترون وراءها ويحققون مآربهم الهدامة التي تسبب جرحا غائرا في جسد مجتمعاتهم .. فها هو المستثمر ورجل الأعمال الذي قام بدوره (يحيى الفخراني) يستورد أغذية فاسدة (ألباناً) لا تصلح للاستهلاك الآدمي وإعطاءها لفلذات الأكباد .. وتقوم أم أحد الأطفال وتعمل صحفية أدت دورها (عفاف شعيب) بأخذ دورها في طابور طويل لكي تستلم ما يسد رمق طفلها .. ورويداً رويداً يبدأ مفعول هذا الغذاء الفاسد في الظهور من خلال مرض عضال يصيب العصب البصري ثم يؤدي إلى وفاة الكثير من الأطفال الذين أخذت عنابر المستشفيات بالامتلاء بهم وكأنها عنابر موت محدق يخص فلذات الاكباد.

يتضح هنا دور الرقابة والتفتيش الصحي من خلال أخذ الحيطة والمتابعة المستمرة لما يتم إنزاله في أسواقنا، ولن يتحقق ذلك إلا بنزول ميداني وفعلي .

ووحده الضمير الحي للتجار وأصحاب البقالات يؤمن لنا ولأطفالنا غذاء صالحا للاستهلاك الآدمي لكي ننعم نحن وفلذات أكبادنا بعيش هنيء لا يعكر صفوه أي طارىء ويجعلنا نرسم البسمة على شفاههم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى