لبنان يامل بحل ازمته السياسية بعد القمة السعودية الايرانية

> بيروت «الأيام» هنري معمارباشي :

>
رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يتحدث مع السفير عبد العزيز خوجة
رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يتحدث مع السفير عبد العزيز خوجة
احيت القمة السعودية الايرانية التي جمعت السبت الماضي في الرياض العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الايراني احمدي نجاد امل اللبنانيين بالتوصل الى حل للازمة السياسية المستعصية منذ عدة اشهر.

فبعد اقل من 48 ساعة على انعقاد هذه القمة بدأ سفير المملكة العربية السعودية في لبنان أمس الإثنين لقاءاته مع القادة المحليين وزعماء الاحزاب للتوصل الى تسوية تؤدي الى انهاء الازمة القائمة.

واوضح مصدر رسمي ان السفير عبد العزيز خوجة اجرى محادثات مع رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

وقال خوجة للصحافيين اثر اجتماعه بالسنيورة "الاجواء ايجابية جدا جدا".

واعرب عن امله ب"الوصول الى حل قبل القمة العربية" المقرر انعقادها في 28 و29 اذار/مارس في السعودية.

واوضحت مصادر حكومية لوكالة فرانس برس ان خوجة عاد الى بيروت من الرياض لاجراء محادثات مع فريقي الموالاة والمعارضة.

واكد مصدر رسمي طلب عدم الكشف عن اسمه ان مهمة خوجة تقضي ب"عرض التفاهم السعودي الايراني من اجل امكان التوصل الى حل للازمة اللبنانية".

وافادت معلومات صحافية ان الملك عبد الله والرئيس نجاد تفاهما على صيغة لحل الازمة اللبنانية من دون ان تعرف بعد حيثيات التفاهم بدقة. لكنها اوضحت انه يقوم على مبدأ التلازم والتزامن بين حل المسألتين الخلافيتين الرئيسيتين بين الموالاة والمعارضة: قضية المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وقيام حكومة وحدة وطنية.

واضاف خوجة "ان وافق القادة اللبنانيون على التفاهم ستكون المملكة السعودية حاضرة لاستضافتهم في اجتماع يساعد على حل الازمة".

وقال خوجة اثر اجتماعه بلحود "اهلا وسهلا بالاطراف اللبنانيين في اي وقت فالمملكة هي بلادهم".

وردا على سؤال عما اذا كانت هناك دعوة من العاهل السعودي للقادة للبنانيين لعقد لقاء في الرياض قال خوجة "ليس بعد. نحن نبحث الامور".

وتدعم السعودية حكومة السنيورة التي تتمتع كذلك بدعم الغرب واغلب الدول العربية المؤثرة.

ومنذ نحو اربعة اشهر ينتظر اللبنانيون حدوث انفراجات اقليمية تسمح بوضع حد للمواجهة بين حكومة السنيورة والمعارضة بقيادة حزب الله الشيعي المدعوم من ايران والتي تشل البلاد.

وكانت الازمة قد بلغت ذروتها في كانون الثاني/يناير الماضي عندما برزت مخاوف من مواجهات مذهبية بعد المواجهات في الشارع التي جرت بين السنة مؤيدي الحكومة من جهة والمعارضة بقيادة حزب الله الشيعي.

وذكرت وكالة الانباء السعودية اثر المحادثات ان الزعيمين اكدا على ان "الخطر الأكبر الذي يتهدد الأمة الإسلامية في الوقت الحاضر هو محاولة إذكاء نار الفتنة بين المسلمين سنة وشيعة" وشددا على ان "الجهد يجب أن يتوجه لصد هذه المحاولات وتوحيد الصف".

واثر عودته الى طهران قال نجاد خلال مؤتمر صحافي ان المملكة العربية السعودية وايران اتفقتا على العمل معا للتصدي للمؤامرات المعادية الهادفة الى تقسيم العالم الاسلامي.

واوضحت وكالة الانباء السعودية ان نجاد اكد على ان "إيران تتابع وتؤازر الجهود الخيرة التي تبذلها المملكة لتهدئة الأوضاع في لبنان ووضع نهاية لأزمته السياسية" واشارت الى ان الزعيمين "اعربا عن أملهما في أن تتجاوب جميع الأطراف اللبنانية مع هذه الجهود"..هذه التعليقات على اقتضابها كانت كافية لاشاعة التفاؤل بين اللبنانيين.

فقد اعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري احد قادة المعارضة أمس الأول عن امله بالتوصل الى حل للازمة "خلال 48 ساعة".

من ناحيته توجه سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية المؤيدة للحكومة الى الرياض لاجراء مشاورات مع القيادة السعودية.

يذكر بان الموالاة ترفض اعطاء المعارضة المطلب الذي تتمسك به وهو تمثليها بثلث الاعضاء زائد واحد (الثلث المعطل) ما يتيح لها فرض فيتو اذا ارادت على اي قرار للحكومة ترفضه، وحتى تطيير الحكومة في حال قرر الوزراء من المعارضة الاستقالة.

بالمقابل وافقت الموالاة على اخضاع نظام المحكمة ذات الطابع الدولي لتعديلات طفيفة شرط الا تؤدي الى افراغها من مضمونها وذلك تلبية لمطلب المعارضة التي تريد تعديلات تحول دون تسيس المحكمة.

وكان اعلان السنيورة عزم الحكومة على الموافقة على نظام المحكمة كما ورد من الامم المتحدة (تم انجازه بالتعاون مع اخصائيين ارسلتهم الحكومة) قد دفع بالوزراء الموالين لسوريا الى الاستقالة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

منذ ذلك الحين والمعارضة تطالب بالتخلص من حكومة السنيورة فيما تتهم الاكثرية النيابية هذه المعارضة برفض قيام المحكمة تلبية لرغبة دمشق التي تريد ارجاء قيامهاالى ما بعد انتهاء التحقيق خصوصا وان تقارير لجنة التحقيق الدولية اشارت الى تورط امنيين سوريين.

وجسدت صحف لبنانية اجواء التفاؤل. فقد عنونت صحيفة المستقبل الموالية "لبنان ينتظر ترجمة الاجواء الايجابية للقمة السعودية-الايرانية" واشارت صحيفة السفير المعارضة الى "ضمانات سعودية لدمشق بعدم تسييس التحقيق". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى