مصر تصب جام غضبها على بن اليعازر والنواب المصريون يهددون بــ«ذبحه على باب المجلس» إذا زار مصر

> القاهرة «الأيام» الان نافارو:

>
صورة من الارشيف للرئيس حسني مبارك يستقبل بنيامين بن اليعازر في زيارة سابقة لمصر
صورة من الارشيف للرئيس حسني مبارك يستقبل بنيامين بن اليعازر في زيارة سابقة لمصر
شنت الطبقة السياسية والصحافة في مصر أمس الاثنين هجوما عنيفا على وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر المتهم بالامر بقتل اسرى مصريين عام 1967. فقد اثارت معلومات وردت في فيلم وثائقي عرضه التلفزيون الاسرائيلي عن تصفية 250 اسيرا من الجنود المصريين عام 1967 موجة استنكار عارمة في مصر التي استدعت السفير الاسرائيلي وطالبت بتوضيحات رسمية وعقد برلمانها جلسة خاصة لمناقشة هذه القضية.

واعلن الوزير الاسرائيلي الذي نفى نفيا قاطعا هذه الوقائع الغاء زيارة كان من المقرر ان يقوم بها الخميس لمصر لبحث الاتفاق المتعلق بتزويد اسرائيل بالغاز المصري.

وكان فيلم وثائقي عرضه التلفزيون الرسمي الاسرائيلي اكد ان "وحدة شاكد" بقيادة بن اليعازر قامت خلال حرب يونيو 1967 بقتل هؤلاء الاسرى بعد توقف المعارك.

وافردت الصحف المصرية كلها أمس الاثنين صفحاتها الاولى لقضية بن اليعازر ونقلت تصريحات صدرت ضده عن نواب الحكومة والمعارضة معا خلال جلسة برلمانية عقدت أمس الأول الاحد.

وخلال هذه الجلسة اقترح رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الانسان ادوارد غالي دعوة السفير الاسرائيلي شالوم كوهين الى المجلس لالقاء بيان بشأن هذه الاحداث.

وذكرت صحيفة "نهضة مصر" ان هذا الاقتراح اثار هياج جميع النواب الذين اكدوا انهم "سوف يذبحونه على باب المجلس" وانهم "لا يقبلون بأقل من طرده من مصر" وقالوا "ابدا لن تطأ قدمه قاعات البرلمان المصري".

واوضحت صحيفة "الاهرام" الحكومية ان رئيس لجنة الشؤون العربية سعد الجمال "طالب بسرعة القصاص من هؤلاء الاسرائيليين القتلة ومحاكمة هؤلاء المجرمين ذوي الوجوه القبيحة".

وطالب العديد من النواب بطرد السفير الاسرائيلي واستدعاء السفير المصري في تل ابيب وتجميد معاهدة كامب ديفيد منددين باتفاقيات التعاون الاقتصادي "الكويز".

وكانت وزارة الخارجية المصرية استدعت الاحد السفير الاسرائيلي بالقاهرة "للاعراب عن بالغ استنكارها" لما أذيع عن مقتل الاسرى.

وطلبت "نقل اهتمامها الى الجانب الاسرائيلي من عواقب التهاون مع هذا الحدث وضرورة التحقق من الامر في ضوء المعلومات الجديدة والشهادات التى تم الكشف عنها من خلال البرنامج الوثائقي التلفزيوني وتقديم المتهمين للمحاكمة" كما افاد بيان للخارجية.

واكد البيان أن "مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم".

في المقابل ابدت السفارة الاسرائيلية في القاهرة دهشتها واسفها الشديدين للهجة الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين وقال المتحدث باسم السفارة بني شاروني لفرانس برس "نشعر بالقلق لما نقرأه مع كل هذه التصريحات الحاقدة على السفير".

كما استدعت وزارة الخارجية الاحد سفير اسرائيل في مصر شالوم كوهن للاعراب عن "بالغ استنكارها" لما اذيع عن قتل الاسرى.

وشدد الجانب المصري لدى السفير الاسرائيلي على "ضرورة التحقق من الامر فى ضوء المعلومات الجديدة والشهادات التى تم الكشف عنها من خلال البرنامج الوثائقي التلفزيوني وتقديم المتهمين للمحاكمة".

وقال مسؤول اسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان "القضية تتخذ حجم حادث دبلوماسي كبير".

وقال "ان الامر يطاول العلاقات بين البلدين. هذه المسألة تذكرنا بتجربة سابقة. انه تكرار مؤسف لازمة مماثلة اندلعت عام 1995 . لقد انقطعت او سقطت كل العلاقات التي نسجها الوزير بن اليعازر الذي كان لديه اتصالات في مصر، اقله على المدى القريب".

وقال موشيه رونين المستشار الاعلامي للوزير الاسرائيلي انه "اثر نشر معلومات لا اساس لها في مصر حول هذه القضية وبما ان الجو الحالي ليس ملائما، اتفق الطرفان على ارجاء زيارة بن اليعازر التي كانت مرتقبة الخميس الى موعد لاحق".

ونفى بن اليعازر رسميا في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه الاحد ان تكون وحدة قادها في حرب يونيو قامت بتصفية اسرى مصريين.

وصدر بيان بن اليعازر عقب فيلم وثائقي بثه التلفزيون العام الاسرائيلي الاسبوع الماضي وجاء فيه ان هذه الوحدة المعروفة بـ"وحدة شاكيد" اقدمت على تصفية 250 اسير حرب مصريا في نهاية المعارك في منطقة العريش (شبه جزيرة سيناء، جنوب غزة).

واشار الوزير في البيان الى ان الجنود الذين قتلتهم وحدته "كانوا عناصر من كتيبة فدائيين فلسطينيين كانت تشن عمليات انطلاقا من قطاع غزة على اسرائيل"، مؤكدا انهم قتلوا في المعارك ولم تتم تصفيتهم.

وتولى بن اليعازر وهو جنرال احتياط ووزير دفاع سابق قيادة وحدة "شاكيد" بين 1967 و1970 .

ويعتبر بن اليعازر، الجنرال الاحتياطي ووزير الدفاع السابق، من الشخصيات الرئيسية في العلاقات المصرية الاسرائيلية وليس فقط في ملف الغاز الذي انجزه في يونيو 2005 . وهو دائم التردد منذ ذلك الحين على مصر حيث يلتقى الرئيس حسني مبارك ورئيس المخابرات العسكرية اللواء عمر سليمان.

وقال عماد جاد الذي يعد من افضل الخبراء المصريين في العلاقات مع اسرائيل "اشك في انه يستطيع العودة قريبا الى هنا" مستبعدا في الوقت نفسه "ازمة دبلوماسية حقيقية بين اسرائيل ومصر".

وتوقع ان يكون "اكثر ما اغضب الحكومة هو اذاعة مثل هذا الفيلم الوثائقي وسوف تترك ثورات الغضب والاستنكار تنفس عن نفسها لاسبوع او اسبوعين قبل ان تهدأ الامور".

وكان المؤرخ الاسرائيلي ارييه اسحاقي من جامعة بار ايلان قرب تل ابيب اعلن في 16 اغسطس 1995 انه تمت تصفية مئات الجنود المصريين بعد ان سلموا اسلحتهم خلال حرب 1967 . وقال آنذاك متحدثا للاذاعة الاسرائيلية "ان اكبر مجزرة وقعت في منطقة العريش حيث قامت وحدة من قوات النخبة بتصفية نحو 300 جندي مصري او فلسطيني من جيش التحرير الفلسطيني"، في اشارة الى وحدة شاكيد كانت بإمرة بن اليعازر.

وقال ديفيد سلطان الذي كان سفيرا لدى مصر عند كشف القضية (1992-1996) متحدثا الاثنين للاذاعة "لم يكن هناك اطلاقا في صفوف تساحال (الجيش الاسرائيلي) سياسة متعمدة بتصفية اسرى. سجلت بعض الحالات المتفرقة، وهذا حصل ايضا في الطرف الآخر. هذا ما يتعين توضيحه اليوم".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين اقر خلال لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك عام 1995 بمسؤولية بلاده في قتل اسرى حرب مصريين.

واستنادا الى الاحصائيات الاسرائيلية فـإن حجـم التـبادل بين البلدين يسجل تقدما.

فقد بلغ حجم الصادرات الاسرائيلية الى مصر 129 مليون دولار العام الماضي مقابل 29 مليونا فقط عام 2004 في حين بلغ حجم الواردات المصرية 49 مليون دولار العام الماضي مقابل 29 مليونا عام 2004 . ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى