دخان الحرائق يغطي شارع المتنبي لليوم الثاني على التوالي

> بغداد «الأيام» خليل جليل :

>
عمال الأنقاذ ينتشلون جثة احد القتلى من بين الانقاض
عمال الأنقاذ ينتشلون جثة احد القتلى من بين الانقاض
لليوم الثاني على التوالي، لا تزال سحب دخان الحرائق التي التهمت المكتبات التاريخية تغطي سماء شارع المتنبي في بغداد الذي تحول الى ركام وانقاض عندما حصدت سيارة مفخخة اكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح أمس الأول.

وواصل رجال الاطفاء بمعدات متواضعة أمس الثلاثاء عملية البحث عن الجثث بصعوبة كبيرة بسبب الاثار المدمرة التي لحقت بالسوق.

وقال احد اعضاء فريق الاطفاء لفرانس برس "الدمار لحق بكل شيء ولم يعد بمقدورنا ان نعمل اكثر مما هو متاح لنا بواسطة معدات بسيطة عبارة عن خراطيم للمياه".

ورأى مراسل فرانس برس الذي زار المكان كيف تناثرت على جانب الشارع جثثا عدة تم اخراجها من تحت الانقاض ولم تعد معالمها معروفة بتاتا نتيجة الاحتراق الكلي.

وفي الجانب الاخر من الشارع، تكدست الكتب المحترقة في حين بقيت اخرى صامدة على رفوف بعض المكتبات المنهارة.

وكان عدد من الناس يحاولون اخراج الجثث واحاطتها بقطع الكرتون وتغطيتها بالكتب بعد ان تعذر نقلها بطريقة صحيحة نتيجة انعدام وسائل الانقاذ والاخلاء المطلوبة.

وقال صاحب مكتبة التربية، احدى اقدم مكتبات شارع المتنبي، "انتهى كل شيء يتصل بالثقافة وتحولت الى رماد وذهبت نفائس الكتب والمخطوطات النادرة ضحية الارهاب".

واضاف محمد (45 عاما) بحزن وهو يقف امام مكتبة "القانونية"المتخصصة بكتب ومطبوعات القانون والمحاماة، "هذه اشهر مكتبة بمؤلفات القانون وكتبه ومصادره لم يبق منها ما يدل على انها مكتبة فقد احترق فيها كل شيء".

ومن المكتبات العريقة في الشارع التي تحولت الى رماد وركام، مكتبات "القيروان" المتخصصة بكتب التراث والتاريخ ومكتبتا "الموسوعة" و"النهضة" المعروفة بمكتبة "ابناء حياوي" نسبة الى صاحبها.

وتابع محمد "عانينا كثيرا خلال اخراج الجثث المتفحمة ولم نعد نميز بين جثث اصدقائنا والاخرين من رواد الشارع".

واضاف "مما زاد من محنتنا الدخان الذي قتل عددا كبيرا من اصدقائنا ولم نستطع انقاذهم وكنا نسمع اصواتهم تستغيث بنا من دون جدوى بينما تمكن عدد قليل من استعمال شبابيك صغيرة على الجدران الخلفية للمكتبات للنفاذ منها".

وكان شارع المتنبي يعد الرئة الثقافية للعراقيين وموسوعتهم الثقافية اذ تضم مكتباته نفائس الكتب والمؤلفات النادرة والمخطوطات الثمينة.

وابدى عدد من اصحاب المكتبات استياءهم من صمت وزارة الثقافة العراقية والجهات الحكومية التي لم تتعامل مع الحادث بشكل جدي ولم يصل الى الشارع سوى سيارتين للاطفاء بمعدات متواضعة.

واوضح رجل مسن يبيع الكتب والمجلات على رصيف الشارع لفرانس برس "غادرت مكاني متجها الى داخل احدى المكتبات القريبة. وقبل ثوان من وصولي سمعت دوي الانفجار".

واضاف ابو محمد (65 عاما) "هرعت الى المكان لنجدة اصدقائي الباعة الذين يجلسون بقربي لكنني لم اجد احدا منهم... قضوا في الحال من دون ولم اعثر على اي اثر لهم".

وتابع "المطبعة التي اجلس بكتبي عادة امامها انهارت تماما واحترقت وتحولت الى رماد وقضي على اشقاء اربعة يديرونها".

وتعد مطبعة "ابن العربي" واحدة من اقدم مطابع الشارع وتعنى بطباعة الكتب والمؤلفات ويديرها الاشقاء غانم وكاظم ومحمد وبلال.

وعلى قطعة من الكرتون غطت بقايا جثة متفحمة كتب اسم هادي كاظم حسن النجفي وهو بائع متجول تعرفت عليه اخته التي انهارت في المكان من خلال قميص.

وتنتظر اشلاء اخرى من بقايا اسنان وخصلات شعر ذويها للتعرف عليها.

وقال يحيى وهو يقوم بعملية جمع هذه البقايا "ناسف ونحزن على الجهات الحكومية التي لم تعد تهتم بهؤلاء الابرياء وتقوم بنقلهم الى المستشفيات احتراما لهم ولارواحهم".

وقتل 30 شخصا واصيب اكثر من 65 اخرين بجروح بينهم نساء واطفال في انفجار سيارة مفخخة في شارع المتنبي الواقع ضمن منطقة باب المعظم (شمال بغداد) على الجانب الشرقي لنهر دجلة أمس الأول. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى