في مقر اتحاد أدباء وكتاب حضرموت بالمكلا ..الفنان جابر علي يسترجع ليلة من الزمن الجميل

> المكلا «الأيام» عادل القحوم :

> ازدانت أجواء قاعة اتحاد أدباء وكتاب المكلا وتلألأت جدرانها باستحضار مشهد ثقافي فني من مشاهد الزمن الجميل، عندما حل الفنان والباحث والموسيقي جابر علي أحمد، المدير العام لمركز التراث الموسيقي اليمني، المنسق الوطني لمشروع اليونسكو للحفاظ على الغناء الصنعاني ضيفاً على مدينة المكلا خلال الأيام الماضية.

ازدانت وتلألأت القاعة بحضور وصوت الفنان جابر الذي ذكرنا بالفن الأصيل والأيام الجميلة عندما انشد (لعيني أم بلقيس) للشاعر الكبير الراحل البردوني. لقد ذكرنا جابر بعدن وما أدراك ما عدن أيام السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. هذا ما حدث في نهاية فعالية الأربعاء الماضي التي غنى وعزف فيها (أبو علي)، أما بدايتها فقد كانت محاضرة بعنوان (المصطلح الموسيقي والغنائي في اليمن) التي بدأها د. عبدالقادر باعيسى بتعريف بسيط للفنان جابر علي أحمد لا يفيه حقه كما أكد ذلك الدكتور باعيسى فقال «عرفناه فناناً منذ كنا صغاراً نستمع لإذاعة عدن.. تلقى دراسته الأولى في الحديدة، خريج كلية الآداب قسم فلسفة جامعة دمشق. خريج المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة. حظي بدورة في موسيقى الشعوب بباريس، له كتابان (حاضر الغناء في اليمن)،( المشهد الموسيقى اليمني).. له دراسات في عدد من الصحف اليمنية وزوايا ثقافية وفنية».

بدأ الباحث جابر علي أحمد حديثه عن المصطلح الموسيقي بوصف محاضرته بأنها محاولة للدخول في إحدى الإشكاليات المعقدة لارتباطها بالجمال. والموسيقى لها جمال خاص متفرد واعتبر عنوان المحاضرة مدخلاً لحوار جاد، مؤكداً أن قضايا الفكر الموسيقي في اليمن كثيرة ومنها قضية المصطلح الموسيقي، ومن الأهمية ضبط هذا المصطلح حتى لا ينحرف عن غاياته المعرفية فيأتي بغايات معرفية عكسية ويلعب دوراً تجهيلياً بدلاً عن دوره التثقيفي والتنويري ولكي تحقق عملية الضبط لا بد أن نستمد ماهية المصطلح من الحقل الفني والموسيقي، وهذا عمل من صميم أصحاب المعرفة الفنية والموسيقية.

وأشار الباحث جابر إلى أن هناك تلازما بين الصحافة والنقد الموسيقي، وفي ذلك الشأن، ظهرت إشكالية في بلادنا والوطن العربي ككل تمثلت في أن الساسة والصحفيين هم الذين تصدوا لقضية المصطلح الموسيقي، ولذلك كان المصطلح الفني يؤدي وظيفة سياسية أكثر من وظيفته الفنية. وفي الوقت الحاضر ظهرت طائفة من المصطلحات الموسيقية في غير سياقها المعرفي مثل الموشح والأوبريت، فعند تقديم عمل ديني في الإذاعة يسمى موشحاً معتبرين التوشيح موضوعاً دينياً بقالب غنائي، وذلك إسقاط غير صحيح، بينما الموشح يمكن أن يكون موضوعه دنيوياً كالغزل والسياسة، والفيصل في ذلك هو البنية الشعرية واللحنية، وهذا الاستخدام الخاطئ يؤدي إلى تزييف للوعي. وكذلك الحال بالنسبة للأوبريت.

وأوضح الأستاذ جابر أنه بظهور التجديدات الغنائية في اليمن وصفت ببعدها المناطقي وهذا خطأ كبير، فإذا أردنا أن نغوص في مسألة التجديد الموسيقي لا بد أن ننطلق من اعتبار ذلك مسألة إبداعية فردية، فيصبح أحمد بن أحمد قاسم حالة إبداعية فردية عند الخوض في تفاصيلها يجب الخوض فيها بالاستناد إلى المرجعيات التي اعتمد عليها الفنان الكبير أحمد قاسم والعناصر المقامية والإيقاعية والمحفزات المعرفية لتلك المسألة. ومن اللازم في الوقت الحاضر- والكلام للباحث جابر- لتصحيح مسار التناول الموسيقي اليمني على سبيل التأسيس لحركة فكرية موسيقية الاعتماد على مبدأ الشك في التفكير في اللوحة المصطلحية الموسيقية بغرض معرفي، فلا يمكن الغوص في تجربة الشاعر البردوني مثلاً إلا من خلال تحليل العناصر التي شكلت شعره والاعتماد على التحليل المعرفي الموضوعي والابتعاد عن الحماس الأيديولوجي الذي يبعدنا عن هدفنا. وخلص الباحث جابر إلى القول إن غرض المحاضرة معرفي وهدفها تعميق مسألة التناول النقـدي للموسيـقى لكي يؤدي غاية معرفية، فالمصطلح تتسـع دائـرة مصداقيته كلما كان أقرب في دلالاته إلى الحقل الذي يتعامل معه، والعكس صحيح.تلا حديث الباحث والفنان جابر علي أحمد تعقيبات وتوشيحات ومداخلات من الحاضرين من أدباء وكتاب وفنانين وموسيقيين ومهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، الذين استفزتهم عبارات وحديث الباحث المحاضر جابر علي، فكان الحوار والنقاش طويلاً في ماهية المصطلح الغنائي والموسيقي وأشكاله والمشهد الثقافي والأدبي في اليمن. وكان ختام الأمسية (لعيني أم بلقيس) غناء وعزف الفنان جابر علي أحمد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى